منذ تولي درية شرف الدين حقيبة الإعلام في يوليو 2013، اعترض عليها بعض العاملين في ماسبيرو، نظراً لأنها كانت أحد الأعضاء البارزين بالحزب الوطني المنحل، وتولت منصب أمين مساعد المجلس القومي للمرأة، وقاموا بتدشين حركة " تمرد ماسبيرو" ضدها، حيث نهم اعتبروا تعيينها يعني عودة الحزب الوطني المنحل لإدارة مبنى ماسبيرو، وأكد أعضاء الحملة أن شرف الدين لا تصلح لتولي وزارة الإعلام نظراً لتدميرها قطاع الفضائيات، وفشلها في إدارة قناة المحور في مرحلة التأسيس، وفشل برنامجيها «أهل الرأي» و«نادي السينما» على قناة دريم، بعد 4 شهور من ظهورهما.
وأول خطيئة قامت بارتكابها شرف الدين هي إلغاء صرف منحة عيد الأضحيى للعاملين في ماسبيرو التي اعتاد العاملون الحصول عليها منذ نشأة التليفزيون، وفوجئوا بإلغائها خلال عيد الأضحيى رغم أنها لا تتعدى الـ200 جنيه، مما أسفر عن وقفات احتجاجية واعتصامات داخل المبنى وأمام مكتبها تندد بما فعلته، واعتبروا أنها تحاول تثبيت أقدامها في الوزارة بإلغاء منحة العيد للعاملين بالتليفزيون وقص حقوق الناس، لكن هذا سيكون أول مسمار في نعش رحيلها.
كما قامت شرف الدين باختيار قناة CBC لتكون مكان ظهورها أول مرة على شاشة التليفزيون مع خيري رمضان، وهو ما اعتبره العاملون في ماسبيرو إهانة للتليفزيون المصري، وأكدوا أن ظهورها على شاشة إحدى الفضائيات ما هو إلا اعتراف منها بفشل التليفزيون المصري التي تقوم هي بتولي إدارته، وعلى الرغم من كل هذه الانتقادات، قامت شرف الدين رغم عن أنف الجميع بالظهور مرة أخرى علي شاشة قناة "صدى البلد " مع الإعلامي حمدي رزق في برنامجه " نظرة".
وعلى الرغم من ظن البعض في ماسبيرو أن شرف الدين ستكتب نهاية الإخوان في المبنى، حيث إنها وزيرة إعلام ثورة 30 يونيو، قامت شرف الدين على عكس التوقعات بالإبقاء على أغلب القيادات الإخوانية في المبنى الذين يستغلون مناصبهم ويقومون بممارسات غير مقبولة من جانب العاملين معهم، ويوجد هؤلاء القيادات في قناة نايل سبورت والقناة الثقافية التي يتواجد بها أحد المعدين الذي ينتمي لجماعة الإخوان وهو محمد ثابت الذي يصر على استضافة ضيوف إخوان في آخر لحظات التحضير لبرنامج " أما بعد"، حتي يضع باقي فريق العمل أمام الأمر الواقع، ولا يفهم العاملون داخل المبنى ما هو سر تغاضي شرف الدين عن هؤلاء حتى بعد إعلان الإخوان جماعة محظورة مما يهدد الأمن القومي داخل المبنى.
وعلى غرار صلاح عبد المقصود وزير الإعلام السابق، قررت درية شرف الدين وزيرة الإعلام صرف مكافآت مالية للعاملين في قطاع الأمن وبعض القطاعات الأخرى نظير ساعات عملهم الإضافية، في نفس الوقت التي تقوم فيه شرف الدين بالشكوى من عدم وجود ميزانية كافية في الاتحاد لصرف مرتبات العاملين المتأخرة، بالإضافة إلى حجب منحة العيد التي لم تتعد الـ200 جنيه، في حين أن المكافآت التي قامت بصرفها تتعدى الـ600 جنيه لكل فرد.
وما أثار استياء العاملين في قطاع الأمانة العامة والذي قام بصرف المكافآت للعاملين بناء على طلب الوزيرة، أن هناك بعضاً منهم حصلوا على ترقيات وبالرغم من هذا لم يحصلوا على فروق الدرجات المالية حتى الآن، فقاموا بتقديم شكوى لمحمد أحمدين الأمين العام حتى يقوموا بالحصول على حقهم في فروق الدرجات، ولكن جاء رده مخيباً لهم، حيث رفض صرف مستحقاتهم وطلب منهم رفع قضية حتى يقوموا بالحصول عليها، هذا بالإضافة الى انه تم صرف 21 ألف جنيه على تجديد كافيتريا الدور العاشر استعدادا لصعود الوزيرة لتناول الغذاء فيها، في حين أن الكافيتريا تعاني من نقص موارد ونقص خامات الطعام.
وفي الوقت الذي يعاني ماسبيرو فيه من أزمات مالية متتالية، خصصت شرف الدين 100 مليون جنيه لتجديد مداخل ومخارج ماسبيرو، وهو ما استغربه جميع العاملين بالمبنى، هذا بالإضافة إلى عدم شعور العاملين بقطاع الإنتاج بالتليفزيون بأي تغيير منذ ثورة يناير سوى أنهم أصبحوا يعانون من قلة العمل، خاصة في قطاع الإنتاج الذي أصبح العاملون فيه متوقفين عن العمل منذ أكثر من 3 سنوات ولم يتم إنتاج عمل فني واحد داخل قطاع الإنتاج أو داخل شركة صوت القاهرة.
كما أحال المستشار هشام بركات، النائب العام، درية شرف الدين وزيرة الإعلام، لنيابة الأموال العامة العليا، واتهمها بإهدار المال العام من خلال إذاعة مباراة مصر وغانا، وحمل البلاغ رقم 19519 عرائض النائب العام، وأفاد بأن اتحاد الإذاعة والتليفزيون أذاع المباراة رغم علمه بأن حقوق إذاعتها وبثها ملك لقناة الجزيرة وهو ما تسبب في إهدار مبلغ 2 مليون دولار من خزينة الدولة.
وعلى الرغم من كل هذه المساوئ والأخطاء المتتالية لدرية شرف الدين وزيرة الإعلام، جاء التغيير الوزاري مخيبا لآمال أغلب العاملين في ماسبيرو باستمرار درية شرف الدين في حقيبة الإعلام، وجاءت افتتاحية المد لها بارتكاب أول جريمة قتل في تاريخ ماسبيرو منذ نشأته في عهد شرف الدين، حيث نشبت مشاجرة ضخمة في ستوديو 6 التابع لقطاع الأخبار بالتليفزيون وامتدت إلى تعدي بعض العاملين في الأستديو على زميلهم بالضرب المبرح حتى الموت.
