الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عمار يا مصر .. جمهورية (موز..) وقانون (سكسونيا !!)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الوطن لا يحتمل تجربة مرة أخرى، ومن لا يستطيع تقديم الجهد والعرق ينتظر قليلا.. هذا في تقديري من أهم ما جاء على لسان المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي من كلمات أعتقد أنه يعنيها جيدا، فالجملة الأولى تلخص موقف وطن يئن ويعاني ويواجه مخاطر خارجية ضخمة لا يخطئها منصف أو قارئ للمشهد أو صاحب رؤية، ويواجه مشاكل داخلية مزمنة وآنية في نفس الوقت يتحدث عنها العامة والخاصة حتى أصحاب المصالح وتجار الأزمات، ولا يستطيع أحد المزايدة في هذا الأمر ويمارس إدعاء ممجوجا ومكشوفا يثبت فيه أنه صاحب مبادرة لتشخيص أمراض الوطن فالجميع يعرف هذه الأمراض جيدا، وبالتالي يصبح من لديه القدرة على تقديم حلول قابلة للتنفيذ، ورؤية تسمح بمشاركة الجميع كل حسب طاقته وقدرته على العطاء هو ما تريده مصر رئيسا لها، وقاطرة تدفع بالمجتمع كشركاء في المسئولية إلى الأمام وإلى حيث تتحقق الأهداف، لذلك جاءت كلمات السيسي في هذا الأمر قاطعة وحاسمة ومعبرة بالصوت وملامح الوجه وحدة الحروف، الوطن لا يحتمل تجربة أخرى !
أما العبارة الثانية فهي لا تقل أهمية في المعنى عن الجملة الأولى.. والرجل لا يقصد الإقصاء لأي أحد على الإطلاق، لكنه ربط المعنى مع عبارة أخرى، هي أننا لا نملك رفاهية الوقت لنضيعه وبمعنى أدق (ما فيش وقت للجدل والنظريات بلا طائل) وأن تصدر ذوي الكفاءات المعدومة وقلة الخبرة لن يفيد شيئا، بل أنه سيضر ضررا كبيرا بضياع فرص لو تم التقاطها بسرعة سوف تحدث فرقا هائلا في مستقبل الوطن، ربط ذلك أيضا بمعايير من سوف يعملون معه عندما قال: أبحت عن صاحب الكفاءة العالية والإخلاص العالي والجهد العالي، وصحح سؤال لميس الحديدي حول أهل الثقة أو الخبرة بقوله (قولي أهل الكفاءة) لأنه ربما يكون هناك من لديه خبرة لكنه ليس كفؤا في العمل وفي تقديم الجهد العالي!! وقال ببساطة أبحث عن كل معايير عالية حتى يكون المنتج عاليا .
بعيدا عن كل الشعارات و(زغزغة المشاعر) ومداعبة أحلام البسطاء فإن الرجل راهن على الشعب وهو بذلك يعلن بوضوح - لمن لا يريد أن يفهم - انحيازه الواضح للناس من الطبقات التي تعطي بسخاء دون حسابات، وأراد أن يؤكد أن الوطن لن يتحرك للأمام وكتلته الواسعة نائمة في العسل لأنها هي صاحبة المصلحة في وصول أهداف الثورة إلي محطتها الرئيسية حيث ينتظرون.
الفرق بين من يملك رؤية تعتمد على إفاقة الناس ودفعهم للمشاركة في نهضة الوطن وبين من يقول عبارات وشعارات تعطي للناس رسائل أن كل شيء سيصل إليك وأنت مرتاح البال والبدن قرير العين.. أقول الفرق كبير جدا مثل من يعطيك كسرة خبز تدفعها إلي فمك دفعا وبين من يعطيك نفس كسرة الخبز لتضعها طعما في صنارة تصطاد بها سمكا كثيرا يكفيك ويكفي أسرتك ويكفيك السؤال !! هي نفس كسرة الخبز في الحالتين لكن توظيفها أحدث فارقا كبيرا، والفرق الأكبر من يرى أهمية وأولوية لبناء الدولة بسواعد أبنائها وجهدهم حسب طاقاتهم وبين من يري الأولوية في أشياء أخرى تتعلق بمداعبة المشاعر فقط !!
اللافت للنظر أن الكثير كانوا يطالبون باستعادة هيبة الدولة وباسترداد مقام الرئاسة وبإنهاء حالة الفوضى والانفلات في الشارع، وعندما يجد الجد تعود الأقنعة التي تكسو الوجوه مرة أخري ويصبح الحديث عن المنع والقهر والقمع هو سيد الموقف فيخرج علينا دعاة فوضى الحرية وأصحاب شعار "يسقط حكم العسكر" وتجار حقوق الإنسان الذين يدركون بأن كساد بضاعتهم في دولة القانون، وأن انسداد شرايين تدفق الأموال في استقلال القرار الوطني وإعلاء المصلحة الوطنية، لذلك ليس مستغربا من كل هذا الجدل والتفسير المبتور والتشويه المتعمد لرؤية مرشح رئاسي هو أكثر من ردد اسم مصر وأمنها القومي اللذان يزعجان تلك الفئة التي لا ترضي عن شيء وإن كان في مصلحة الوطن ومصلحة الشعب المصري.
ومن أسف أننا ما زلنا نرى هؤلاء الذين يريدون ويرغبون العيش في جمهورية موز من يصحو فيها مبكرا يجلس علي كرسي الرئاسة يحكمها قانون (سكسونيا) يحاكمون به ظلال ثوار الزمن الرديء فقط ويلبسون الحق ثوب الباطل، ويلبسون الباطل ثوب الحق .. لذلك لا يريدون من يعيد للدولة هيبتها وقوتها ودورها.. هؤلاء واهمون..