الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حيثيات كراهية السيسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من يكرهون السيسي يفعلون ذلك بمنطق وعقل ومصلحة ولن تقتصر الكراهية على حفنة من الضالين دينياً أو المنافقين سياسياً لأن هؤلاء لا يحبون إلا مشروعهم ولا يخدمون سوى مصالحهم وهذا أمر منطقي.
خصوم جدد يكتسبهم عبد الفتاح السيسي عندما يقدم نفسه رئيسا يتبنى الفكر الإسلامي الوسطي كاشفا عورات التطرف فإذا بالإرهابيين ينزعجون .. عندما يطرح أفكاره الإصلاحية فإذا بالفاسدين ينتبهون، عندما ينحاز للفقراء لغة وافكاراً وأفعالاً منذ أن كان وزيراً للدفاع مطالباً بزيادة الضمان الاجتماعي ..
عندما يتحدث عن الإعلام ودوره رافضاً أن يظل التردي والتحريض والممارسات السلبية هي المبادئ التي يتم ترويجها، هنا لابد أن ينزعج المتربحون خوفا من إغلاق الحسابات البنكية والرشاوى العينية من فيلات وقصور وأراض وابتزاز للمسئولين تحت دعوى حرية الرأي والتعبير.
يتهمون الرجل بأنه يتحدث بمشاعره وينتقدون مفرداته، لكنهم فوجئوا "بالعين الحمرا" عندما تحدث عن "قانون التظاهر" مبدياً غضبه وانزعاجه ممن يريدون إسقاط القانون لقناعته الكاملة أن الإرهاب والفوضى وجهان لإسقاط الدولة.
عندما ينتفض السيسي وهو متحفظاً بابتسامة الواثق مما يقول والمؤمن به - بأنه لا يسمح أن يصف أحد جيش مصر بالعسكر، رغم أنه كان من الممكن أن يتجاوز عن هذا التوصيف لأن إبراهيم عيسى لم يكن هدفه الإساءة، هنا لا مجال للتنازل أو التغاضي أو المجاملة عندما يرتبط الأمر بمؤسسة الجيش معلناً للجميع أن الكلام عن الجيش خطاً أحمر.
السيسي رجل دولة يعزف على كل أوتار القضايا المصرية المزمنة، ولديه حلول قابلة للتنفيذ فوراً وأن الوقت فقط هو خصمه الأول لتحقيق أحلام المصريين، الذين طالبهم بأن يعملوا لأن مصر لن تصل لما تريد بالرئيس وحده.
أجرى السيسي حوارين مع الإعلاميين الأول في لقاء مفتوح دون أجندة مسبقة مع الحضور، والثاني في ستديو .. لم يختلف الرجل ولم يبع للمواطن كلاماً معسولاً .. ولم يتهرب من الإجابة على أي تساؤل في اللقاءين .. يدرك جيداً صعوبة المهمة وماذا ينتظره وكيف سيقتحم كل الملفات.
هل ستدير مصر بخبرة رجل مخابرات؟ كان سؤالاً مباغتاً لكن بهدوء شديد تحدث عن خبراته التي اكتسبها على مدار 45 عاماً سافر فيها إلى بريطانيا والولايات المتحدة مؤكداً أن مصر لا يمكن أن تدار من غرف مغلقة أو بقرارات غامضة..
نجح الرجل في الاختبار الإعلامي ونجا من كل الألغام لأنه تحدث بصدق شديد وطرح رؤى محددة وظهرت خلفيته الدينية في كثير من مفرداته بل وبدت غيرته الشديدة على الدين من تلك الجماعات التي شوهت الإسلام وقدمته في أسوأ صورة .. وهذه الجماعات بالتأكيد تأتي في مقدمة كارهي السيسي .. ولكن من كان مع الله وخلفه شعب عظيم لا يخشى أحداً.