تخيلت أن أحدًا يسألني هذه الأسئلة وأنا أجيب:
ـ لماذا تقف أمريكا مع الإخوان المسلمين؟
ـ لأن الرئيس مرسي جاء بالانتخاب.
ـ ولكن مبارك أيضًا جاء بالانتخاب؟
ـ لان أوباما يتصور أن الإخوان المسلمين جماعة وسطية ومن ثم يمكن لها أن تضم الجماعات المتطرفة في العالم تحت رايتها.
ـ لكنهم من قبل شجعوا بن لادن في حربهم الباردة مع الاتحاد السوفيتي وبعد ذلك انقلب بن لادن وتنظيمه عليهم.. هل يمكن أن تنسى أمريكا ذلك وتقع في الخطأ من جديد؟
ـ لا طبعًا لكن سأحتفظ بإجابتي حتى تأتي بكل ما عندك.
ـ طيب.. لماذا تشجع أمريكا الحركات الجهادية في سوريا ضد بشار؟
ـ لأنه قد حدثت ثورة على بشار.
ـ لكن لو هزموا بشار سيكونون أشرس في عدائهم لأمريكا..
ـ لأن أمريكا أيضًا تراهن أنهم سيكونون تحت عباءتها.. تمامًا كما راهنت على الإخوان.
ـ لكن الرهان على ذلك خطأ كما قلت لك وضربت مثلاً بـ"بن لادن".
ـ لأن بشار كان معاديًا واضحًا لأمريكا.
ـ لكن بشار لم يكن عدوًا حقيقيًا.. كان يتكلم فقط عن ذلك وعن تحرير فلسطين ولم يسع حتى لتحرير الجولان.. يعني كان أكثر أمانًا لأمريكا.
ـ سأحتفظ بإجابتبي أيضًا حتى تنتهي من كل الأسئلة.
ـ يخيل لي أن أمريكا تسعى لخراب العالم العربي.
ـ هذا صحيح لكن هناك ما هو أخطر.
ـ ما هو؟ تحدث.
ـ استمر أنت في الحديث، أريد أن أسمع كل ما عندك.
ـ خطة الشرق الأوسط الجديد الذي تنقسم فيه الدول العربية ولا توجد به دولة حقيقية إلا إسرائيل.
ـ صحيح.. لكن ليس هذا كل شيء.
ـ وهذا أدركته مثلاً دول كالسعودية والإمارات والكويت لذلك انحازت إلى مصر.
ـ صحيح.
ـ طيب لماذا تنحاز السعودية الى المعارضة الإسلامية لبشار.. هل لا تدرك ذلك؟
ـ مؤكد لا تدرك ذلك لكن الأهم أن بشار لم يكن صديقًا من قبل للسعودية، العراق كان يحكمه حزب البعث وسوريا يحكمها حزب البعث وحزب البعث له تاريخ سيئ مع دول الخليج أقربه احتلال الكويت.. لكن هذا ليس هو الموضوع.
ـ هل هذه الدول غافلة عن مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
ـ لا طبعًا.. ربما قطر تسعى لتنفيذه لكن لا السعودية ولا الإمارات ولا الكويت، هو حزب البعث السبب عندها.
ـ طيب هل ستسقط سوريا؟
ـ لا.. لن تسقط رغم كرهي لنظام البعث لأن روسيا تقوم مقام الاتحاد السوفيتي زمان ولا يدفع الثمن إلا الشعب السوري.
ـ إذن.. لماذا لا تتخلى السعودية عن هذه الجماعات هناك.
ـ هذا دور بدأته ويمكن أن تفعل ذلك، لقد نفضت يدها مثلًا عن جماعة داعش الإرهابية وأعلنت ذلك.
ـ طيب سوريا لن تسقط في يد الجماعات الإرهابية ولابد أن أمريكا تدرك ذلك وليبيا أيضًا لن تسقط في يد الجماعات الإرهابية لأن مصر لن تسمح.. فلماذا يستمر الأمريكان والأوروبيون في دعم الإرهاب؟
ـ هنا سأجيبك وأرجو ألا تندهش.
ـ تفضل.
ـ ماذا تفعل هذه الجماعات الإرهابية الآن؟
ـ تقتل الناس.. وتذبح من يقع في يديها منهم وتقتل الأطفال وتستبيح النساء.
ـ وأين يحدث هذا؟
ـ في سوريا والعراق.
ـ أقصد متى وفي أي عصر؟
ـ الآن.
ـ بالضبط، وما هي ميزة هذا العصر؟
ـ لا أعرف ما تقصد.
ـ الميديا.
ـ هذا معروف.
ـ ما لا تعرفه هذه الجماعات أو تعرفه وتتباهي به أن كل ما تفعله من قتل يتم تصويره منهم للمباهاة وإرعاب الآخرين ومن غيرهم للتوثيق.. هل يمكن أن يختفي ذلك؟
ـ لا طبعًا.
ـ في العصور الوسطى قامت مذابح كثيرة لكن لم يبق إلا ما كتب عنها.
ـ أجل.
ـ الآن يراها الناس وسيظل يراها الناس.. ماذا يحدث حين يرونها؟
ـ يكرهون الإسلام والمسلمين.
ـ أجبت بنفسك.. المعركة الخفية الآن سواء أدركها المتطرفون العملاء أو لم يدركها المتطرفون الأغبياء هي تشويه الإسلام، بحيث يبدأ بعد سنوات عصر جديد يخرج فيه الناس من هذا الدين.
ـ هل أنت جاد؟
ـ نحن كبار في السن لن نرى هذا لكن الأجيال الجديدة تراه وموجة الإلحاد التي تزداد الآن ستنفجر وتصبح حالة يومية وتنتهي أمريكا وأوروبا ليس من المتطرفين لكن من الدين الإسلامي نفسه وبيد المسلمين.. وهو المطلوب لعصر جديد.. بعدها لن يعود أحد إليه لأن الذي أضاعه هم المسلمون بأفعالهم باسم الدين.
