الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

إنجازات في مسيرة المرأة العربية.. رؤية مغايرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم ما حققته المرأة العربية من إنجازات في مسيرتها على مدى العقود الماضية، ما زالت تواجه الكثير من التحديات والعقبات التي تحول دون تمكينها من لعب دور فعال في بناء مجتمعاتها. فإمعان النظر في سجل المرأة العربية في كثير من البلدان يكشف عن تردى أوضاعها وتراجع مكانتها حتى في ظل التحولات التي شهدتها بعض البلدان العربية منذ نهايات العقد الأول من الألفية الثالثة. ومن دون الدخول في تفاصيل كثيرة بشأن تقييم مثل هذه التحولات التي مثلت انتكاسة حقيقية للمنطقة العربية، يمكن القول إن المرأة العربية كانت من أولى ضحايا هذه التحولات التي أصابت المجتمعات العربية في مقتل حينما فتحت جراح التشرذم والتفتت والانقسام، فما جرى في ليبيا واليمن ومصر وما زال يجرى في سوريا بصورة لا إنسانية، كانت المرأة أول من دفع ثمنه.
ولكن، على النقيض من تلك الأوضاع المتردية للمرأة في أغلب البلدان العربية، تمثل المرأة البحرينية نموذجا متميزا فيما حققته من منجزات وما أحرزته من نجاحات وما قامت به من أدوار متباينة في مجالات مختلفة بدءا من دورها في بناء المجتمع البحريني وحماية لبناته الأولى المتمثلة في الحفاظ على كيان الأسرة، مرورا بدورها في بناء الاقتصاد الوطنى من خلال مشاركتها الفعالة في جميع الأنشطة الاقتصادية، وصولا إلى دورها السياسى المتميز والذى تجلى في نماذج عديدة منها نجاحها في الوصول إلى البرلمان سواء بالتعيين في مجلس الشورى أو بالانتخاب في مجلس النواب، إضافة إلى نجاحها في الانتخابات البلدية، فضلا عن توليها مناصب قيادية في الجهاز الإداري للدولة، حيث وصلت إلى أعلى المناصب فكان منهن السفراء والوزراء، وهو ما يطرح معه التساؤل كيف وصلت المرأة البحرينية إلى هذا المستوى الراقى والفريد في حين تراجع وضع المرأة في دول عربية كانت سباقة في هذا المضمار ومن بينهم مصر؟ وتأتى الإجابة حاسمة في أنه إذا كان صحيحا أن نجاح المرأة البحرينية يرتبط بصورة أساسية بقدراتها وإمكاناتها وخبراتها الطويلة في العمل العام، إلا أنه من الصحيح أيضا أن إفساح المجال أمام المرأة لإبراز هذه القدرات وتفعيل هذه الإمكانات لا يمكن أن يكون الفضل فيه فحسب لما تتمتع به المرأة البحرينية من قدرات ذاتية وإمكانات شخصية، وإنما يظل الدور الأبرز في نجاحها يرجع إلى رؤية الحكومة البحرينية برئاسة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إلى المرأة البحرينية، بمعنى أكثر تحديدا كيف ترى الحكومة البحرينية المرأة ودورها؟ هل تنظر إليها على أنها عنصر مكمل وتابع للرجل؟ أم هى شريكا له في الوطن؟ هل تنظر إليها على أنها الأنثى غير القادرة على تحمل مسئولية ذاتها وإنما تحتاج إلى آخرين يتحملون مسئوليتها أم أنها قادرة على القيادة والإدارة وتحمل الاعباء والمشاركة في صنع القرار؟
غنى عن القول إن الإجابة على هذه التساؤلات هي المحك الرئيسي في نجاح المرأة البحرينية وجعل دورها متميزا، فالمتابع لرؤية الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بالنسبة للمرأة يتأكد من أن ما حققته المرأة البحرينية ينبع من إيمانه الراسخ بأن المرأة هى ركن مهم وأساسى من أركان التنمية، يدلل على ذلك كلماته المعبرة التي جاءت على لسانه في حديثه إلى مجلة "سيدتى" – مجلة متخصصة في شئون المرأة- حيث اعتبر المرأة هى الحياة، فقال عنها: "إنها الحياة فهل لك أن تتصور الحياة بلا امرأة، فهي إن كانت "أما" فهي فيض من حنان وإن كانت "زوجة" فهي من أهدتك زهور الحياة من الأولاد والبنات ومن بعدهم الأحفاد، وإن كانت "أختا" فهي عز ومحبة، والحياة بدون امرأة بوصلة لا تهديك إلى سبيل".
تكشف هذه الكلمات عن قناعات شخصية لدى الأمير خليفة بن سلمان بالمرأة بصفة عامة والمرأة البحرينية على وجه الخصوص، وهذه القناعات هى التي منحت المرأة المساحة للتحرك وافسحت لها المجال لإثبات ذاتها.
وعلى هذا، فإن منح الأمير خليفة بن سلمان الجائزة الذهبية للاتحاد الدولي لسيدات الأعمال والمهنيات الذي يتخذ من جنيف مقرا له والتي ستمنح له خلال أعمال المؤتمر الدولي الثامن والعشرين للاتحاد الذي سيقام في جمهورية كوريا خلال الفترة من 23-27 مايو 2014، يعكس مدى ما تحظى به إنجازاته في مجال تعزيز دور المرأة البحرينية في المجتمع البحريني من تقدير دولي كبير، خاصة في ظل ما اتخذته الحكومة البحرينية من خطوات حقيقة وفعالة في مواجهة المشكلات والعقبات التي قد تواجه المرأة البحرينية في مختلف المجالات والقطاعات.
وجدير بالذكر أن هذه الجائزة ليست المؤشر الأوحد عما حققته المرأة البحرينية في ظل رئاسة الأمير خليفة بن سلمان للحكومة، بل ثمة مؤشرات عدة أبرزها: إحراز البحرين المركز الثاني في نسبة القياديات بالقطاع العام بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك المركز الأول فيما يتعلق بمشاركة المرأة في القطاع العام في المناصب الإدارية الوسطى على مستوى الدول العربية وفقا لتقرير المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للعام 2013.
خلاصة القول إن المرأة البحرينية صاحبة حظ وافر بوجود قيادة سياسية تعي مكانتها وتقدر وضعها وتنظر إليها برؤية واقعية نابعة من قراءة حقيقية لقدراتها وإمكاناتها، ومعرفة دقيقة بكيفية توظيف هذه القدرات والإمكانات بما يعود عليها بالفائدة، وعلى المجتمع بالنماء، وعلى الدولة بالرخاء والاستقرار.