الجمعة 14 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الإخوان أعداء الإسلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ليس صحيحًا أن الإخوان يريدون تطبيق الإسلام، وإلا لكانوا طبقوه في حياتهم وسلوكهم، وليس صحيحًا أنهم يريدون الخير لمصر، وإلا لما فرقونا وجعلونا شيعًا، ولكن الإخوان يعبدون أنفسهم، ويعبدون حسن البنَّا، ولا يظن أحدكم أن هذه مبالغة مني، أو كلمات صادرة من قلب غاضب؛ لأنها حقيقة يشهد بها سلوكهم، وينطق بها تاريخهم، ويعترف بها حكامهم، ومن أجل أنفسهم وتنظيمهم..
فهم على استعداد لتقبيل أحذية الأمريكان، وغسل جوارب الصهاينة، وتلميع شوارب الأسد البريطاني، يندمجون مع الشيعة أو يكونوا ضدهم، يهتفون ضد أمريكا أو بحياتها، ويلعنون إسرائيل أو يصادقونها، ويزوجونها سرًّا أو علنًا، لا فارق عندهم، المهم فقط أن يحققوا مصالحهم.
وفي تلك الأيام الكالحة التي نعيش فيها النكد والغم والهم والتفرق والتشرذم، رأيت أن أرتدي عمامة السلفيين، وأظهر على الناس بلحية الإخوان، وأقف على منبر الشيخ حسان أو يعقوب، أو برهامي، ثم أرفع صوتي بالدعاء على الذين يحاربون الإسلام، ويبتغون الشر بمصر، وكان يجب أن أضع لنفسي صورة تخيلية وأنا واقف في هذا الموقف..
ومن تيسير الله لي أن مسألة التخيل هذه ليست من الأمور العويصة، فقد كنت إلى زمن قريب أقف خطيبًا في مجموعة من المصلين البؤساء، كان من سوء تقديرهم أن وقعوا تحت يدي خطبتي كل يوم جمعة، وقد أعملت فيهم الفتاوى كما يفعل كل الدعاة.
المهم أنني وضعت لنفسي الصورة التخيلية، ووجدتني أقف على المنبر كأيام زمان، وقبل صلاة الجمعة رأيت شابًّا طيبًا، كان من فرط حسن ظنه بي أن سألني في أمر من أمور الشرع، فقال لي:
يا مولانا -الذي هو أنا- ما هو الحكم الشرعي في رئيس الجمهورية الإخواني، الذي بذر الخلاف في الأمة، وقسمها هو وجماعته، وبث في جماعات الأمة البغضاء والشحناء، وكان ذلك بأن أصدر عدة قرارات ترتب عليها اختلاف الأمة اختلافًا كبيرًا، وعلى أثره سقط بعض القتلى، وأهدرت الدماء، ومُنع القضاة بالقوة من القيام بعملهم، وحاصروا المحكمة الدستورية، وأهدروا أمن مصر القومي، ووافقوا على إقامة سد في إثيوبيا يسبب خطرًا داهمًا على الأمة، واستعانوا بالأمريكان على باقي طوائف مصر السياسية، وسفكوا دماء المصريين في مشاهد مأساوية كثيرة لا تعد ولا تحصى؟.
وحينما سمعت السؤال من هذا الشاب أيقنت أنه من شباب الثورة، فأكبرت فيه همته، وحماسته، وغيرته على بلاده، فكان أن وقفت على المنبر خطيبًا، وقلت للناس إن خطبتي ستكون عبارة عن فتوى شرعية، ردًّا على سؤال سأله أحد الرعية، وإجابتي ستكون إن شاء الله مرعية، ثم تلوت عليهم السؤال الصعب، وقلت في نفسي: “,”سهلها يا رب“,”، ثم استغفرت وحوقلت، وقرأت من القرآن وتلوت، وهذا ما قلته بالضبط:
نقول وبالله التوفيق: إن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم: (وَٱعْتَصِمُوا بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ).. وقد قال القرطبي رحمه الله: “,”فإن الله تعالى يأمر بالألفة وينهى عن الفرقة، فإن الفرقة هلكة، واتحاد الأمة نجاة“,”، ورحم الله ابن المبارك حيث قال: إن اجتماع الأمة حبـل الله؛ فاعتصموا منه بعروته الوثقى، ولا شك أن الاختلاف وارد، فالاختلاف يدل على التنوع، فالله لم يخلقنا لنتفق؛ إذ تتعدد الأفهام، ولكن ينبغي للحاكم وهو يقدم قراراته للأمة أن يستشعر أثرها، فإذا وجد فريقًا من الأمة يرفضها فيجب عليه أن يتجنب الفرقة التي قد يحدثها قراره؛ إذ إن هناك فارق بين الاختلاف والخلاف.
فالاختلاف هو تنوع الرأي مع قبول التعايش، أما الخلاف فهو التحارب بين فريقين من الأمة من أجل انتصار كل فريق لرأيه، فإذا كان الحاكم هو المتسبب في هذا التحارب بسبب قرارات أصدرها، ومحاباة قام بها لفريق من الأمة على حساب فريق آخر؛ فيأثم، ويتحمل وزر إهدار الدماء والأموال؛ بحسب أن مقاصد الشريعة هي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “,”وهذا الأصل العظيم، وهو الاعتصام بحبل الله جميعًا، وأن لا نتفرق، هو من أعظم أصول الإسلام، ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه، ومما عظم ذمه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم، ومما عظمت به وصية النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن عامة أو خاصة... وباب الفساد الذي وقع في هذه الأمة، بل وفي غيرها، هو التفرق والاختلاف؛ فإنه وقع بين حكامها وأمرائها وعلمائها وملوكها ومشايخها وغيرهم من ذلك ما الله به عليم، فإنه يأثم إثمًا كبيرًا، ولكن ليعلم أن رعايته من أعظم أصول الإسلام“,”.
فإذا ترتب على الفرقة قتلى، فإن ولي الأمر، أو الرئيس، الذي تسبب فيها يتحملها أمام الله، ويجب أن يقتص منه قاضي القضاة، (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، هذا وبالله التوفيق.
وقبل أن أدعو المصلين للصلاة، رأيت المشهد التخيلي يتطور، فقد قام أحد الإخوان، وهتف هتافًا منكرًا، وأخذ يسب ويشتم، وأمسك شومة كانت ملقية في جانب من جوانب المسجد، وهجم بها على الشاب الثائر، فاشتعلت المعركة في المسجد، وتلوثت أرض المسجد بالدماء، فما كان مني إلا أن وليت فرارًا ولم أعقب، وحين خرجت من المسجد قابلني أحد المواطنين الأعزاء من المسيحيين، فقال لي: هل ترضى يا عم الشيخ بالدماء التي سالت في الكنيسة بسبب اعتداء الشرطة والإخوان عليها، فقلت له وأنا أسرع في المشي: اجرِ سريعًا فقد وقعنا فريسة، فقد سالت الدماء في المسجد والكنيسة.