وعوضًا عن انشغال المساجد بالحديث عن الكارثة الكبرى التي تواجه مصر منذ أعلنت إثيوبيا في تحدٍّ سافر عن بناء ما يسمى سد النهضة عقب مغادرة محمد مرسي لإثيوبيا بساعات قليلة، عوضًا عن مناقشة هذه القضية الحيوية والملحة والخطيرة والمرتبطة بشريان حياة شعب مصر (نهر النيل) ومياه النيل وحصتنا من مياه النيل، وكيف تواجه مصر هذا الخطر الداهم، سخرت المساجد للحديث فيما يخدم مشروع جماعة الإخوان الذي يستهدف خرابًا آخر لمصر، وتحديا آخر لشعب مصر الذي تتضح رغبته الحقيقية وموقفه الحقيقي من هذا الرئيس الذي يحكمنا، وهو الرفض الذي تمثل في توقيع ما يزيد عن العشرة ملايين مواطن على استمارات حركة تمرد، معلنين رفضهم لاستمرار محمد مرسي رئيسا، بعد أن أثبت فشله على كل الأصعدة وبشكل قاطع لأي شك، وبعد أن أزيح القناع عن الوجه الحقيقي القبيح لجماعة الإخوان التي تحكم مصر وتسيطر على مصر، ويعطي مكتب إرشادها الأوامر لمحمد مرسي لينفذها طائعا خاضعا حسب سياسة الخضوع والطاعة للأوامر التي تطبق داخل الجماعة ويخضع لها أعضاؤها جميعًا دون استثناء.
** عوضا عما سبق، سخرت أمس الجمعة قنوات التليفزيون المصري لإذاعة صلاة الجمعة من المساجد التي اعتلى منابرها من جاءوا خصيصا، كلٌّ يؤدي دوره في المخطط المرسوم.. ينافق ويكذب ويخدع البسطاء باسم الدين والدين منهم جميعا بريء ومن نفاقهم وكذبهم ومن محاولاتهم الشيطانية لإشعال نيران الفتنة والشقاق، يتحدثون باسم الإسلام، والإسلام بريء من موات ضمائرهم وانعدام الخشية لديهم حتى من الخالق!
** فعلى القناة الأولى والقناة الفضائية يقف ذلك المسمى بالعريفي يشعل النيران بين أبناء الوطن الواحد وبشيطانيته التي تفوق فيها على إبليس نفسه يعلو صوته مستصرخا النخوة والشهامة لإنقاذ نساء سوريا اللائي يغتصبن، كما يقول، من رجال النظام السوري، ناسيًا أو متناسيًا الحقيقة المرة، وهي أن نساء سوريا أصبحن يتاجرن بعروضهن تحت مسميات هي الحرام نفسه، فمن نكاح الجهاد إلى الزواج منهن تحت زعم حمايتهن من الضياع، والحقيقة أن كل هذا العبث حرام في حرام واستغلال لظروف نساء سوريا ليصبحن مجرد أدوات لمتعة المشايخ والأثرياء من عواجيز العرب وعواجيز الفضائيات الذين لا يستحون ولا يمتلكون الحد الأدنى من الأخلاق إلى درجة أن يعلن أحدهم على الهواء مباشرة من إحدى الفضائيات، أنه سوف يساهم في حل مشكلة نساء سوريا من النازحات إلى مصر بالزواج من اثنتين منهن في نفس الوقت.
وبنفس القدر من الصفاقة يقف هذا العريفي يستصرخ النخوة والشهامة مناديًا بالجهاد لنصرة الإسلام، فعن أي إسلام يتحدث هذا الرجل؟! ومن الذي سمح له باعتلاء منبر المسجد؟ ومن سمح له بدخول أي مسجد على أرض مصر كي يشعل النيران بكلماته الشيطانية؟! ومنذ متى أصبحت المنابر مكانا للهتافات السياسية لمجموعة تدعي أنها تناضل من أجل حرية بلادها، لكنها كشفت القناع عن حقيقتها وهي تستصرخ مؤازرة الأجنبي، تطالب بتدخل أمريكا والغرب، ناسية أن الأجنبي لن يكون إلا محتلا للبلاد، مدمرا ومخربا لها، مغتصبا لبناتها ونسائها تماما، كما حدث في العراق على يد جنود المحتل الأمريكي الذي استنجد به الخونة في العراق؟!
** أيضا على شاشة التليفزيون المصري تنقل القناة الثانية متحدثا آخر باسم الدين يقف منافقا لرئيس فاشل في كل ما يصدر عنه من أفعال ومواقف، رئيس توجهه وتسيطر على قراراته جماعة غير شرعية، أسلوبها هو العنف والإرهاب وولاؤها ليس أبدا لمصر، بل لوهم اسمه (دولة الخلافة) حتى لو كان مقابل تحقيق هذا الوهم تمزيق وتفتيت مصر.
يقف على المنبر من اسمه (الشيخ) محمد حسان يتحدث إلى أبناء شعب مصر البسطاء الذين أغلبهم فقراء، وقد أتى إليهم في المسجد مستقلا سيارة لا يقل سعرها عن مليونين من الجنيهات، أتى من قصر يفوق سعره الخمسة ملايين، ناسيا الملايين التي جمعها من الناس تحت حجة سداد ديون مصر، الملايين التي جمعها من البسطاء ولم تسدد الديون حتى الآن ولم يسأله أحد أين هي تلك الملايين يا رجل الدين؟ وكيف قبلت على نفسك ملايين ليست لك أيها التقي الورع ، يا من تكذب حينما وقفت فوق المنبر تحذر الناس من المعارضة التي- كما تقول- لا تستهدف مصلحة مصر بنية خالصة، لكنها تستهدف مصالحها الشخصية ويتطلع من فيها إلى السلطة والكرسي ومكاسب الكرسي؟! ..
ودعني أسألك يا تقي يا ورع: أو ليست الملايين التي جمعتها لسداد ديون مصر ثم احتفظت بها تعد مكسبا شخصيًا؟ بل إنها ليست فقط مكسبًا شخصيًا، لكنها أموال حرام أيها الشيخ المتلفح بالطرحة البيضاء وصاحب الذقن حتى منتصف الصدر!
** وأخيرًا.. يا وزير الإعلام يا صلاح عبد المقصود، إن هذه القنوات المسخرة لجماعة الإخوان ورئيس مصر العضو في جماعة الإخوان و(شيوخ) جماعة الإخوان من داخل مصر وخارجها والتي أنت منها ، دعني أقل وأذكرك بأن هذا التليفزيون هو ملك لشعب مصر بجميع فصائله وطوائفه، ومن الضرائب التي يدفعها شعب مصر تقبض أنت منها راتبك الكبير، فاتق الله يا رجل وعد إلى رشدك الذي فقدته وبشدة، واعلم أن تليفزيون الشعب هو ملك للشعب، وليس ملكا لـ(شيوخ) النفط وأصحاب الطرح البيضاء من المنافقين، الذين تحدث عنهم الخالق عز وجل فى كتابه الحكيم فى سورة المنافقون قائلاً جل شأنه:(إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
صدق الله العظيم
