الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

إسرائيل تعزز قدراتها الجوية والصاروخية بعد توصيفها قانونيا كـ"حليف استراتيجي" لأمريكا

 إسرائيل تعزز قدراتها
إسرائيل تعزز قدراتها الجوية والصاروخية بعد توصيفها قانونيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناقش امريكا واسرائيل حاليًا إمكانية وضع خطة دفع مؤجلة تتيح لإسرائيل امتلاك السرب الثاني من طائرات الـ F-35 والـ V-22 ذات المراوح القابلة لتغيير الاتجاه ، وتخطط الدولتان حاليًا لتمديد التعاون في برامج الدفاع الصاروخي لما بعد عام 2015 وذلك بفضل القانون الذى اقره الكونجرس الامريكى فى الخامس من مارس الماضى يغير من وضعية اسرائيل من " حليف من خارج الناتو " الى " جليف استراتيجى " للولايات المتحدة .
وفي خطاب له بتاريخ العاشر من شهر الماضى أمام معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي اثنى “يائير راماتي” مدير منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية على الدعم الاستثنائي الذي تقدمه واشنطن لبلاده فيما يخص عمليات شراء الصواريخ الاعتراضية والتي يطلق عليها منظومة “القبة الحديدية” للدفاع الصاروخي، ونشر نظام / حبال داوود David’s Slings الصاروخي على المدى القريب، وتوفير أحدث وأفضل إنتاج أوليّ من صواريخ طراز Arrow-3 بتكلفة منخفضة.
وتعمل الأطراف الداعمة لإسرائيل داخل الكونجرس الأمريكي على وضع تشريعات لحشد المساعدات والأسلحة المتطورة والإعفاءات الخاصة بتراخيص التصدير وزيادة مخزون إسرائيل من الأسلحة الأمريكية و فى هذا الصدد يعد قانون الشراكة الاستراتيجية بين امريكا و اسرائيل الذى اصدره الكونجرس الامريكى فى الخامس من شهر مارس الماضى علامة فارقة فى تاريخ التعاون الاستراتيجيى الطويل بين امريكا و اسرائيل ، و ينص قانون الشراكة الاستراتيجية بين أمريكا وإسرائيل على عدد لا يحصى من الإجراءات الهادفة لتحسين الالتزام القانوني لواشنطن بتأمين ما يسمى “التفوق النوعي العسكري” لإسرائيل .
لقد صدر القانون عن مجلس النواب الأمريكي بموافقة 410 أصوات مقابل صوت واحد (مجلس النواب، الجلسة رقم 938) على تغيير وضع إسرائيل التي كانت توصف سابقًا بأنها “واحدة من أهم الحلفاء الأمريكيين خارج حلف الناتو” لتصبح “شريك استراتيجي رئيسي” للولايات المتحدة ، ويبدو أن الأغلبية تتجه نحو تقديم مشروع قرار مماثل لمجلس الشيوخ الأمريكي.
و يساهم وضع إسرائيل كـ “ واحدة من أهم الحلفاء من خارج حلف الناتو ” والذي أسبغه عليها الكونجرس الأمريكية عام 1988 في تمتعها بأفضليات متعددة فيما يتعلق بطلبات نقل التكنولوجيا وأولوية الحصول على مجموعات إضافية من المواد الدفاعية منخفضة التكاليف بالإضافة لإشراك تل أبيب في تدريبات ثنائية مع الولايات المتحدة والتدريبات التي يقودها حلف الناتو.” كما يحث قانون الكونجرس الامريكى الجديد الذى اعتبر اسرائيل الى درجة " حليف إستراتيجى البيت الأبيض على وجه السرعة بإقرار” اتفاق جديد لمدة 10 أعوام يضمن استمرار إمداد الولايات المتحدة لإسرائيل بالمساعدات الأمنية حتى عام 2027 " ويدعو القانون الجديد كذلك الى منح إسرائيل أفضلية الاستفادة من خدمات التأمين والتمويل التي تقدمها شركة الاستثمار الخاص الخارجي الأمريكية (OPIC) كما تحث هيئة تجارة المواد الاستراتيجية على منحها إعفاءات التراخيص الخاصة ببعض أنواع الصادرات ذات الاستخدامات المزدوجة.
ويقول الخبراء ان وصف اسرائيل فى القانون الامريكى الجديد كـ “شريك استراتيجي رئيسي” فانه وصفا يحمل دلالات رمزية كبيرة .. وفى هذا الصدد علق “جيم زانوتي” المتخصص في شئون الشرق الأوسط لدى “مركز الكونجرس للخدمات البحثية” في التقرير الصادر في نوفمبر 2013 قائلًا إنه “ لم يتم بعد تعريف هذا التوصيف بشكل أكثر تفصيلًا في القانون الأمريكي ولا من قبل الهيئة التنفيذية” .. لكن “ليني بن دافيد” نائب السفير الإسرائيلي الأسبق لدى واشنطن أشار من واقع سنوات من الخبرة في شؤون الكونجرس الأمريكي إلى أن القانون الجديد سوف يساهم في توضيح المكانة المتطورة الجديدة لدولة إسرائيل فى ذهنية صانع القرار الامريكى .
و يقول الخبراء كذلك ان قانون الشراكة الاستراتيجية بين امريكا واسرائيل الصادر عن الكونجرس يعمل على تكملة وتحصين جميع القوانين السابقة التي تعكس الدعم الدائم من قِبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل، بما في ذلك قانون التعاون الأمني المُدعّم بين الولايات المتحدة وإسرائيل لعام 2012 الذي يحث على منح إسرائيل صلاحيات أوسع للاستفادة من الأقمار الصناعية الاستخباراتية والناقلات الجوية ومصفوفة رادارات APAR ومجموعة الأسلحة المتخصصة التي تمتلكها الولايات المتحدة.
ويتضمن القانون الجديد كذلك تمديدًا مدته عام كامل لكل القوانين الحالية المختصة بإدارة كل المخزونات الاحتياطية المقررة مسبقًا من قبل الولايات المتحدة لخدمة إسرائيل في حالات الطوارئ والتي تتخطى قيمتها المليار دولار. وتقتضي القوانين الجديدة كذلك تمديد سلطة وزارة الدفاع الأمريكية بتجديد العتاد، الذي تم إقراره فيما سبق، حتى عام 2016.
و يتضمن القانون الامريكى الجديد تمديد أوجه التعاون بين البلدين لتشمل مجال الطاقة والمياه والمجال الإلكتروني، وذلك بالإضافة للمساعدات العسكرية السنوية التي تبلغ قيمتها 3.1 مليار دولار بالإضافة إلى مليارات الدولارات التي تقدمها الولايات المتحدة في شكل تمويلات سنوية متعددة لمشاريع الدفاع الصاروخي المشتركة وعدد آخر من الامتيازات الإضافية المرتبطة بمجال الدفاع العسكري .
و ينص القانون على توفير تمويلات سنوية لمركز أبحاث الطاقة المشترك الموجود في الولايات المتحدة بينما يتطلب مشروع القانون المقدم لمجلس الشيوخ إجراء دراسة جدوى من قبل الرئاسة حول تأسيس مركز مشترك للأمن الإلكتروني .
يقول " بنجامين دافيد” وهو العضو الرئيسي السابق بلجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية في اللوبي الإسرائيلي فى تصريحات لدورية ديفينس نيوز الامريكية واسعة الانتشار قائلا ” يُعنى نص مشروع القانون الجديد بتعريف مكانة إسرائيل كشريك استراتيجي رئيسي للولايات المتحدة أن النشطاء الموالين لإسرائيل لطالما كانوا في سعي دائم نحو تحقيق الاعتراف بإسرائيل كحليف استراتيجي للولايات المتحدة، ويضيف بنجامين دافيد : “سوف يساعد هذا القانون على تحسين حالة هذه الشراكة بجميع جوانبها – في مجالات التعاون العسكري والطاقة والأمن الإلكتروني، عبر أقوى السبل التي تتخطى كل ما وصلت له الولايات المتحدة حتى الآن في هذا الشأن من خلال مختلف المعاهدات".
وبغض النظر عن التطور المنتظر فى العلاقات الامريكية الاسرائيلية يشير المسؤولون لدى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى ان الاتفاق الجديد قد صوحب بانتعاشه لم يسبق لها مثيل في أوجه التعاون الاستراتيجي بين البلدين ، فقد سافرت فرقة كبيرة من مشاة البحرية الأمريكية الأسبوع الماضي مصحوبة بمجموعة من طائرات MV-22 التي تعمل بتقنية المراوح القابلة لتغيير الاتجاه (tilt-rotors) للمشاركة في تدريب (Noble Shirley) المشترك مع مجموعة من الجنود الإسرائيليين. كما قامت البحرية الإسرائيلية في الشهر الماضى بالمشاركة في عملية (Noble Dina) وهي عملية بحرية تدريبية ثلاثية مع البحرية الأمريكية والبحرية اليونانية.