الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شيوخ.. الفتاوى الجنسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحكى أن رجلا وزوجته كانا بمنزلهما عندما اقتحمه أحد اللصوص، وصرخ فى الزوج قائلا: "أنا جاى أنام مع مراتك وآخد كل فلوسك"، وعلى الفور فتح الزوج خزينته وأعطاه كل مافيها، ثم أشار إلى غرفة النوم ليذهب اللص للاستمتاع بزوجته، وقال الزوج للص هل تحتاج شيئا أجيبه لحضرتك من تحت، فرد اللص غور من خلقتى، ودخل غرفة النوم وأغلق الباب وراءه، لكن الزوج ظل واقفا على الباب وفى يده فوطة وصابونة وقزازة كولونيا، منتظرا انتهاء اللص من معاشرة زوجته.. هذا هو مضمون أحدث فتاوى الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية وأحد مؤسسيها الكبار. الفتوى تبيح عدم وجوب الدفاع عن العرض إذا ظن الزوج أنه سيقتل على يد المعتدين الذين يريدون الاعتداء على زوجته أو ابنته حفاظًا على حياته، وذلك نقلاً عن فتوى للإمام العز بن عبد السلام، عن وجوب تسليم المال للصوص حفاظًا على النفس من القتل، جاءت الفتوى ردا على سؤال موجه لـ"برهامي" عبر موقع "أنا السلفي"، وقد أدت تلك الفتوى لموجة من الغضب في أوساط شيوخ الأزهر، والمثقفين بشكل عام، معتبرين إياها مخالفة لتعاليم الإسلام، وتراجعا عن النخوة والرجولة، وقال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، في تصريح خاص لـ«بوابة القاهرة»: "إن هذه الفتوى ضلال وكفر"، مشيراً إلى أن الإسلام حرص كل الحرص على الدفاع عن النفس والعرض فكيف يستهان بهذا الأمر. وأعرب الشيخ ناصر بليح مدير وعظ بالأوقاف عن تعجبه من فتوى «برهامى» متسائلاً: من أين جاء بكلامه الشاذ والضال؟.. داعيا مشايخ السلفية للكف عن الفتاوى الضالة، وفي السياق ذاته، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن فتوى ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، تحول الناس لقوادين .. وأضاف «كريمة»، في تصريحات صحفية: «إن تلك الفتوى تجعل الناس أشبه بالقوادين الذين تموت نخوتهم ويتركون نساءهم للذئاب البشرية»، وعلق الشيخ سلامة عبد القوي مستشار وزير الأوقاف في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، على فتوى ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، قائلاً: «لوشفتك هاديك بالجزمة»، وقال سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، إن ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، يؤسس لنظرية الاستكانة والخضوع، وأضاف «عبد الفتاح» بتدوينة عبر صفحته بـ«فيس بوك»، إن من يترك زوجته تغتصب أمامه، طبيعي أن يترك وطنه يُغتصب ويُنهب أمامه دون مقاومة، وتابع: «هذه الفتوى ليست اعتباطية..هذا البرهامي يرمي إلى ما هو أبعد من التخلي عن الزوجة، إنه يطلب منا جميعاً أن نتخلى عن أوطاننا ونتركها عرضة للسلب والنهب والاغتصاب على يد مجموعة من القتلة السفاحين!».
 من جانبه، قال الدكتور السعيد محمد على، مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف إن فتوى الدكتور ياسر برهامي، التي تبيح هرب الزوج عند الاعتداء على زوجته حفاظاً على حياته ليس لها وجود في الشرع ولا العرف، وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور عبدالعزيز النجار مدير عام الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية معقبًا على فتوى الشيخ ياسر برهامي التي تتيح للرجل الهرب عن الاعتداء على زوجته حفاظا على نفسه، أن دفاع الزوج عن زوجته حتى الموت أكرم له وإذا مات يحتسب شهيدًا ويوضع في أعلى مكان في الجنة منزلةً، ودخلت الكنيسة على الخط وانتقد رمسيس النجار، المستشار القانوني للكنيسة الأرثوذكسية، تصريح شيخ الدعوة السلفية ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بأنه "يجوز للزوج ترك زوجته للمغتصبين حفاظاً على النفس"، قائلاً: "فتوى هايفة ولا تليق بمجتمع شرقي"، بينما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بكل أنواع التعليقات.. وعلقت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت قائلة: "ونعم الرجولة يا برهم"، وأشارت إلى أن برهامي يرى المرأة صندوق تفريغ لشهوات الرجل لا يعنيه سوى استبدالها بصندوق آخر ثم يطلقها لأنها تكون "خرجت من الضمان واتضرب فيها مفك، يبحث عن امرأة أخرى بالضمان والتكت"، وكتب الناشط السياسي تقادم الخطيب: «فتوى برهامي اليوم بترك الزوج زوجته ليتم اغتصابها تتنافي مع الدين والعرف والتقاليد والدفاع عن العرض.. يعني فاشل في الدين وفي السياسة»، وقالت فريدة كافي: «يعني أفهم من كده إن لو ابنتك تعرضت للاغتصاب ستقول للمغتصبين: أكملوا بارك الله فيكم؟»، وأشار سيد صلاح إلى أنه بعد الفتوى «سيصبح الشيخ برهامي بطل فيلم السبكي الجديد مع حورية فرغلي»، وأضاف أشرف الفقي: «حرام نتفرج على أفلام.. حرام نتفرج على باليه.. حرام نسمع موسيقى.. حرام نحدد سن الزواج، بس حلال لو شفت مراتك بتغتصب تسببها وتجري»، واعتبر أيمن عسكر، أن «برهامي خطر على الأمة والإسلام وهو أشد من كل الأعداء مجتمعين، بل أشد من الشيعة مليار مرة»، مضيفا: «اللهم العن برهامي ومن معه». وقال رمضان الغندور: «ابتلينا بشيوخ بير السلم لتشويه وتحريف الدين فكلهم سواء في التضليل والجهل والغباء»، فيما كتبت أماني نجيب: «ياسر برهامي روح يا شيخ ربنا يفضحك دنيا وآخرة»، هذه بعض ردود الأفعال والتعليقات من سيل لم ينته بعد.. لكن الشيخ برهامى عمل ودن من طين والتانية من عجين.. وهو أسلوبه الدائم، حيث إن الشيخ لايهمه ذلك ولكن أهم مايحرص عليه أن يكون داخل المشهد.. مثل نجوم السينما كلما انحسرت الأضواء عنهم، فعلوا فضيحة ليتحدث عنهم الناس من جديد.. الأخ برهامى ببساطة ممثل ضل طريقه إلى عالم الفتوى.