ذكرت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، تحت عنوان "أزمة الهوية الإسلامية" أن الإخوان لم يتأقلموا ويصبحوا ليبراليين بعد أول تجربة لهم مع السلطة، مما أثار ردة فعل حماسية جعلت من الصعوبة تحقيق الديمقراطية في مصر.
وبينت الصحيفة أن ذلك جعل من الصعب سقوط متهور جديد خاصة بعد المصير الذي آلت إليه جماعة الإخوان فبعد أن كانوا في السلطة أصبحوا اليوم في السجون.
وأشارت الصحيفة إلى أن ملامح المعركة في مصر تحددت، فالإسلاميون يقفون إلى جانب الإخوان ويعارضون النظام، وغير الإسلاميين يقفون إلى جانب النظام الجديد، على الرغم من وجود استثناءات مثل حزب النور الذي فضل الوقوف إلى جانب الجيش، وبعض الحركات الثورية التي أدانت موقف الجيش.
ولفتت الصحيفة إلى أن جماعة الاخوان تحاول البقاء على الحياة، ولكن لا ينبغي التغاضي عن الطبيعة الايدولوجية التي تعتبر أساس هذا الانقسام، فالغضب الذي تشهده مصر ليس فقط حول من يتولى الحكم ولكن بسبب الهوية المصرية العميقة والتي تجعل من الصعب حل مشكلة الانقسام في الوقت الحالي.
وبينت الصحيفة أن المنظمات الاسلامية لها خبرة طويلة مع القمع في الشرق الأوسط، ولكن هذا يختلف عما يحدث من جانبهم اليوم إذ يطالبون أنصارهم بالخروج للحشد في الشوارع من أجل عودتهم للحكم، على عكس موقفهم أبان الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، فحينما اشتعل الخلاف بين الطرفين، لم تطلب الجماعة من مؤيديها النزول لشارع بشكل جماعي.
وأضافت الصحيفة أن الجماعات الإسلامية في مصر والأردن لم يصبحوا معتدلين بسبب الديمقراطية ولكن قبل تواجد فكرة الديمقراطية، فلا يوجد سبب للتصديق بأن هذا الاعتدال من الممكن أن يستمر تحت ظروف مختلفة.
وتابعت الصحيفة بأن بعض الأحزاب الإسلامية كما هو الحال في تونس على استعداد للتصالح مع الديمقراطية الليبرالية أكثر من غيرها، لكن كل الأحزاب الإسلامية هي في الواقع غير ليبرالية، هذا الاتجاه الغير ليبالي يظهر من خلال مواقفهم وسياستهم، باختصار الإسلاميون هم الإسلاميون مهما تغير الزمن.
