الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نحتج

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحتج نحن دافعو الضرائب سواء موظفين أو قطاع خاص أو مهنيين على ما يحدث في الجامعات المصرية لأن الضرائب يجب أن توجه في مسالة التعليم إلى بناء جامعات جديدة أو توسيع القديم منها أو شراء معامل أحدث وأجهزة حتى ننهض بالبحث العلمي، لكننا بالقطع لا نوافق على إهدار أموالنا التي ندفعها عن طيب خاطر، في إصلاح ما يخربه وما يحرقه وما يفجره بعض من يطلق عليهم خطأ "طلابـًا".
وأنا أضع المسئولية أولا على رؤساء الجامعات، لأن الإدارة الجيدة تحافظ على الأبنية والمعامل، كما تحافظ على صحة الطلبة، وتمنع عنهم الأذى، فما بالك بمن يلقى ربه لأنه أراد أن يتعلم؟ ثم إذا كان رؤساء الجامعة لا يتمتعون بالحزم الكافي في مواجهة من يخرج عن القانون، فتصبح المسئولية مسئولية وزير التعليم العالي، وفي حالة فشله في تدارك الأمر تصبح المسئولية مسئولية رئيس الوزراء.
وطبعا يعلم رئيس الوزراء، أن معالجة الالتهاب أسهل من معالجة الالتهاب المزمن، وإذا تليف يكون من المستحيل الرجوع إلى ما كان عليه، ولنا في فض رابعة العدوية مثل، فلو تم الفض منذ اليوم الأول لأنه اعتداء على السكان وعلى المارة وعلى السيارات وعلى البيئة، لكان الفض أسهل كثيرا، ولم يكن يتجاسر أردوغان على التشويح بأصابعه الأربعة،
وعلى حد علمي لا يحدث هذا في الجامعات الخاصة لأن لها ملاكا لا يسمحون بالتخريب ولا بالتكسير ولا بالتفجير، وتتم معاقبة أي طالب يخرج عن النظام، فما بالك بالتكسير أو التخريب؟ فهل يعلم رؤساء الجامعات الحكومية أن مباني الجامعة ملكية عامة؟ ومن قال إنه في حالة تجاسر أي شخص على تكسير أو تخريب مبنى حكومي لا تحميه الشرطة بدعوى "الحرم الجامعي"؟ ونحن نرى في الحرم المكي حراس أمن بالعصي المكهربة، وأشياء أخرى قد لا أعرفها، فالمحافظة على النظام أهم من العملية التعليمية، وغرس وعي الشباب بأن المباني التعليمية ملك لكل الشعب المصري، وأن زملاءهم الذين تم رفدهم بل وسجنهم للاعتداء على المباني وتكسير المعامل وإحراق الأشجار، لهو قصاص عادل يمنع أي طالب من أن يحذو حذوهم، وقال لي صديقي الأستاذ محمد العزيزي: إن المشكلة هي أن العمداء بالانتخاب مع أن هذه الجامعات حكومية تمويلها من الدولة وأن اى عميد يستطيع ان يحظى بإعجاب الطلاب إذا قال للامن لا تتعدوا الحرم الجامعى وإنتظروا المخربين خارج الاسوار والاصح ان الدولة تختار عمداء الجامعة خاصة الذين يستطيعون اخذ القرار المناسب فى الوقت المناسب، وحتى لا يتحول الالتهاب إلى مزمن أو تليف.
وأخيرا وكما تقول السيدة العظيمة أم كلثوم، في أغنيتها الخالدة "للصبر حدود" ودافعو الضرائب عندما يرون أموالهم تهدر لإصلاح ما أفسده من يدعون أنهم طلاب، ونترك هذا الملف الملتهب ونبحث في هل نمنع فيلم "حلاوة روح" أو نسمح به؟ فكما يقول جبران خليل جبران عندما ذهب ليستحم في البحر، ورأى رجلا يسمع صوت البحر في قوقعة، قال: "لنخلع ملابسنا ونستحم فهذا الرجل منشغل عنا" فقالت له نفسه إن هذا أسوأ الخلق جميعا فمن يشغل نفسه بصوت البحر في القوقعة، ولو أنه أدار ظهره لشاهد البحر وسمع صوته، فهذا الرجل يشغل نفسه بتوافه الأمور عن عظائمها.