رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الله على الفيس بوك.. دعوات ودعاية وتدين مفرغ من مضمونه.. منتديات التواصل الاجتماعى تحولت لساحة حرب بين الأديان.. و"إن لم تضغط لايك فاعلم أن الشيطان قد منعك"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الدعاء والشكر لله هما أقرب أدوات تقرب الإنسان لربه، وهو عمل خاص جدا بين أي شخص يطلب من الله أي أمنية، أو أن يزيح عنه هما أو كربا أو الخروج من أزمة، لكن المصريين على الفيس بوك حولوا الدعاء إلى الله والتعامل معه إلى دعاية خاصة للشخص.. الدعاء لا يحتاج إلى فيس بوك، فهو في أي وقت ولا يحتاج أي واسطة بينك وبين السماء، فليس هناك أكونت للاستجابة على "فيس بوك"، الذي يعتبر مكانا للاجتماعيات وليس الدعوات، والله موجود في كل مكان للاستجابة والاستماع إلى أي إنسان.



لكن يبدو أن عددا كبيرا من مستخدمى الفيس بوك قرروا تحويل التدين والدعاء إلى الله لنوع من الابتزاز النفسى والعاطفى، مثلا تجد أحد المستخدمين يكتب يا "رب اشفى أخويا" ليس المقصود هو الدعاء غالبا، لكن المقصود هو إبلاغ الأصدقاء أن أخيه مريضا، وآخر يقول "يا رب ارزقنى" ليس لها أي تفسير لأن أي إنسان يستطيع أن يدعو الله دون أن يمررها على "استيتوس" بالفيس بوك.

ولأن الواقع في مصر يختلف وربما هو غالبا يسير عكس حياة الناس تماما، نجد الجميع يحاول عكس صورة غير حقيقية عن نفسه وهروب مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى من الواقع، ليقوموا بتحقيق أمانيهم في العالم الإفتراضى الذي خلقوه لأنفسهم على شبكات التواصل الاجتماعى كـ"فيس بوك وتويتر".



العديد من مستخدمى فيس بوك قاموا بإنشاء صفحات دينية، مخصصة للصلوات والأحاديث النبوية والآيات القرآنية، لكسب عدد كبير من المعجبين عن طريق مخاطبتهم باسم الدين، ومن ضمن هذه الصفحات، صفحة "اجعل صفحة النبى رقم 1 على الفيس بوك وذكر بحديث رسول الله) و(ملتقى أهل الحديث) و(شاركنا كل يوم بآية أو دعاء من كتاب الله) و(لا إله إلا الله تدخلك الجنة)، حيث اهتمت هذه الصفحات بنشر الأحاديث النبوية والصور الدينية الإسلامية، واستخدمت طريقة شهيرة لكسب المزيد من المعجبين، عن طريق "إذا لم تضغط "لايك" إعجاب.. فاعلم أن الشيطان قد منعك".




وفى سياق موازٍ قام المسيحيون بإنشاء صفحات خاصة بهم، ومن ضمنها (شباب وبنات المسيحيين على الفيس بوك)، و(منتديات التجمع المسيحى على الفيس بوك)، (منتديات الكنيسة)، (حملة المليار شخص يحبون يسوع المسيح)، (إجعل صفحة المسيح رقم 1 على الفيس بوك)، و(كلام الرب يسوع المسيح).
كما خصص عدد كبير من مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى "فيس بوك وتويتر"، اهتمامهم بالتواصل مع الله من خلال التويتات التي تحتوى على كلام دينى، والصور الدينية، والأدعية والأحاديث النبوية، بل وكلام موجه إلى الله بصورة شخصية، كالصلوات والابتهالات.


فقام محمد حسن، أحد مستخدمى الفيس بوك بنشر دعاء يقول فيه "ألا بذكرك تطمئن القلوب.. فأنت مبدع هذا الكون.. وأنت نور على نور.. اللهم إن في قلبى ناس أعزاء علىّ فلا تريهم عذاب نارك وأرهم جنات عدن".


فيما كتب محمد محسن، في تويتة له "يارب محتاجلك"، بينما اهتم أحمد إبراهيم بنشر فيديو للشيخ إبراهيم الزيات على الفيس بوك، بعنوان " فيديو مؤثر جدا للشيخ إبراهيم الزيات"، وقالت سهيلة أحمد "ثقوا بأنه لا يدوم كرب وفى الدنيا رب"، بينما قام "مصطفى رونالدو بنشر صورة مكتوب بها "إبتسم فربك الله لا يخذى من رجاه".


كما عبر "أحمد عادل" عن تمنيه زيارة الكعبة عن طريق نشر "استيتس" له على الفيس بوك، قائلا "وما أشد حاجتى لركعة في الكعبة فلا تحرمنى منها يا كريم"، وفى السياق نفسه نشر عثمان رضا صورة لعباءة النبى، قائلا "إذا لم تضغط لايك أعلم أن الشيطان قد منعك".