تحتفل مصر اليوم بعيد تحرير المنطقة الأغلي عليها، والتي ارتوت بدماء شهدائها
ومازالت، سيناء ليست مجرد صندوقا من الرمال كما قد يتوهم البعض إنما هي صندوق من الذهب
مجازا كما هي حقيقة "تلك هي النتيجة التي يقودك إليها وصف الدكتور جمال حمدان
لشخصية سيناء، من زاويتي الجغرافيا والتاريخ، ولكن هذا مالا تعرفه جميع الانظمة والتي
تصم أذنها وتعمي عيونها عما تحتاجه من تنمية حقيقية، وهذا ما يرويه لنا أبناؤها.
الاتصالات شبه منقطعة
توقف شبكات الهاتف المحمول والإنترنت عن
العمل واحدة من أهم المشكلات في سيناء، فلا توجد تغطية ثابتة منذ بداية حملة الجيش
في يوليو 2013، ضد الإرهابيين هناك، ومنذ أغسطس تنقطع الاتصالات يوميًا من السادسة
صباحًا وحتى السابعة مساء، وفي الثلاث أيام الأخيرة انعزلت سيناء عن العاصمة والمحافظات
الأخرى ولم يكن هناك شبكة منذ التاسعة صباحا حتى الرابعة عصرا.
أبناء سيناء أكدوا أنه لا توجد تغطية ثابتة منذ ثورة 30 يونيو، وإذا حاولت الآن أن تتصل بأحد هناك فلن تستطيع إلا بعد الساعة الخامسة مساء.
أكد الدكتور عبدالحليم الجمال، عضو مجلس
الشورى السابق عن جنوب سيناء، أن شبكات المحمول الثلاث في سيناء تكون بجودة إرسال رديئة
أو في حالة غيبوبة تامة لعدم وجود أبراج اتصالات من الأساس، ومن الممكن أن يمشوا
40 كم من أجل إيجاد شبكة اتصالات بالمحافظة الأم.
وبالنسبة لشمال سيناء أكد مسلم عياد، عضو مجلس الشورى عن شمال سيناء، أن العريش والشيخ زويد تنقطع فيهما الاتصالات من الساعة التاسعة صباحا وتعود بعد الساعة السادسة مساء، لافتا إلى انقطاع الخدمات بالتزامن مع انطلاق حملة أمنية موسّعة بعدة مناطق بشمال سيناء، لمنع العناصر المسلحة من التواصل، وتفجير العبوات الناسفة عن طريق شرائح المحمول، مشيرا إلى أنه منذ اتباع ذلك قلت العمليات الإرهابية كثيرا في شمال سيناء.
الصحة
وبخصوص منظومة الصحة في سيناء، أوضح الجمال
أن هناك ندرة في معظم التخصصات ومنها على الأخص التخدير والعظام والعناية المركزة،
وأنه لا يوجد بجنوب سيناء سوي مستشفى واحد قادر على مواجهة الحالات الطبية الحرجة أو
التي تفتقر إلى التخصصات الموجودة في المستشفيات العامة، وهو مستشفى شرم الشيخ الدولي
التابع للمجالس الطبية المتخصصة، وهو غير مجاني وعالي التكلفة جدا، لأن المريض يدفع
فيه ثمن كل شيء بدءا من المياه وحتى القطن الطبي، قائلا "سمعت بأذني مواطنين يتمنوا
الموت ولا يحالوا إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي لعدم قدرتهم على دفع نفقات العلاج، ورأيت
دعوة أيضا أهالي بعض المرضي يتسللون أمام المساجد ليتمكنوا من إخراج مرضاهم من المستشفى
الذي يرفض خروج المريض إلا بعد سداد الفاتورة".
المياه.. ثلاث ساعات كل أسبوع
وأكد عضو مجلس الشورى السابق عن جنوب سيناء،
أن جميع تقارير المياه وفقا للجان المركزية بوزارة الصحة تقول إن مادة "الفلورايد"
بمياه الشرب المختبرة أكبر من معدلها الطبيعي الذي حددته منظمة الصحة العالمية، وهذه
المادة تؤدي إلى الفشل الكلوي والكبدي، وهذا ما تؤكده التقارير مقارنة بأرقام المصابين
بهما بالنسبة لتعداد السكان.
وأضاف أن الوحدة المحلية معتمدة نظاما لا يتغير وهو انقطاع المياه لمدة تزيد عن الـ"18" ساعة، وهناك مناطق لا يصلها المياه النظيفة من الأساس في جنوب سيناء مثل "وادي فيران، والطنفة".
ولا يختلف الأمر كثيرا في شمال سيناء،
حيث أوضح عياد، أن الشركة القابضة للمياه حددت ساعة ونصف على مدى يومين فقط في الأسبوع،
وعلي المواطنين أن يعتمدوا على الخزانات وشراء المياه، مضيفا أن المشكلة الأكبر تتمثل
في عدم وجود منظومة صرف عام ولا يوجد قرية واحدة بها صرف عام والجميع يعتمد على الخزانات
الخاصة وسيارات شفط خاصة.
الرئيس القادم
فيما قال عبدالله جهامة، شيخ مشايخ قبائل
شمال ووسط سيناء، إن مطالب أهل سيناء من الرئيس القادم أن تكون خطوات التنمية حقيقية،
وعلي رأسها ضخ مياه في ترعة السلام التي توفر 80 ألف فدان للاستصلاح، موضحا أن أبناء
سيناء لن يستطيعوا بمفردهم استصلاح كل ذلك بمفردهم، داعيا الحكومة أن تقوم بتسهيل إعطاء
الاراضي لشباب المحافظات الأخرى.
وأضاف أن على الحكومة أن تستفيد من خامات التعدين المتوافرة في سيناء وإقامة مصانع لتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة.
وطالب جهامة أيضا الرئيس القادم بتوفير حقبة وزارية لسيناء حتى تستطيع أن تضع خطط التنمية لباقي الوزارات من ري واستثمار وسياحة وغيرها، مشيرا إلى أن جهاز تنمية سيناء لن يكون فعالا إلا بتوافر سند مالي ووزاري له لأن يده مغلولة.
سيناء تشفق على العاصمة !
وعلي الرغم من كل ما سبق ونظر سكان القاهرة إلى سيناء على أنها من المناطق المحرومة، إلا أن أهالي أرض الفيروز يشفقون على أهل العاصمة من انقطاع الكهرباء المستمر، مؤكدين أن سيناء أفضل مناطق الجمهورية من حيث عدم انقطاع الكهرباء" !!!.
وننهي الحديث عن مشاكل سيناء بجملة مسلم
عياد، عضو مجلس شوري شمال سيناء، والذي أكد أن جميع الأنظمة السابقة والقادمة تعلم
جيدا مشاكل قطاع سيناء، ولكن تعطيل وتأخير عمليات التنمية ليس بمحض الصدفة، وإنما طبقا
لمخطط وأمر مدبر لا نعلم من المستفيد منه، فموارد سيناء الطبيعية تجعلها غنية بذاتها.