الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

السيسي المحارب ينسف شعبية حمدين.. انقسام القوى الناصرية وشباب الثورة بشأن صباحي.. وحملته تراهن على شباب الدستور و6 أبريل وتغازل الإخوان.. وحزب الكنبة ونجل عبدالناصر وتمرد يدفعون بالمشير للرئاسة

السيسي المحارب ينسف
السيسي المحارب ينسف شعبية حمدين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع بدء المنافسة الحقيقية على الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يومي 26 و27 مايو المقبل، يؤكد مراقبون أن فرص حمدين صباحي ضئيلة أمام منافسه عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع المستقيل، ضئيلة جدًا، وذلك لاعتبارات كثيرة منها ما يتعلق بانعكاسات الوضع السياسي ما بعد 30 يونيو وأثره على المواطن الذي ضج بالسياسة ويريد الاستقرار، علاوة على الانقسام الكبير في شعبية حمدين الذي تفتتت عليه الأحزاب الناصرية وداخل التيار الشعبي، في المقابل يقف نجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وأبناء الرئيس الراحل أنور السادات، إلى جانب الشعبية الطاغية المؤيدة للسيسي، ما يؤكد أن الانتخابات محسومة لصالحه، في حين تحاول حملة صباحي مغازلة أنصار جماعة الإخوان الإرهابية التي ترى في المرشحين عدوًا يجب التصدي لهما.


وقد اعتاد زعيم التيار الشعبي الذي أعلن، ملامح برنامجه الانتخابي لرئاسة الجمهورية، على مخاطبة الشعب على أنه واحد منهم، ويسعى إلى خطب ود الفئات المهمشة من خلال مغازلتهم ببرنامج ينتمي لقضاياهم ويقوم على 3 ركائز أساسية تشمل التنمية الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية، والحرية التي يحققها النظام الديمقراطي، والكرامة التي يحميها الاستقلال الوطني، فضلًا عن 16 مشروعًا تنمويًا تصب جميعها في صالح محدودي الدخل والعاطلين عن العمل والتنمية المتوازنة التي تعمل على تطوير المناطق المهمشة مثل صعيد مصر.

واللافت أن منافسه السيسي في كل خطاباته يشير إلى ذات المعاني والأهداف بما فيها من حرية وتنمية وعدالة اجتماعية، وهي نفس المضامين التي كانت خطوطًا عريضة لبرامج جميع مرشحي الرئاسة في انتخابات 2012، لدرجة أن الشعب المصري بقدر ما يتطلع إلى صدقيتها وتحقيقها، بات ينظر إليها على أنها "كلام والسلام" وليست سوى دعاية لجذب أكبر عدد من الأصوات.

الشعبية الحقيقية لحمدين تتركز في أوساط الليبراليين الذين يرفضون عودة المؤسسة العسكرية للحكم، ويرون أنه آن الأوان لأن يحكم مصر شخص مدني بدون خلفية عسكرية، وهو ما يشير له حمدين بطريقة غير مباشرة حيث يورد برنامجه "لم نصنع الثورة ليعود النظام القديم" في إشارة إلى أن فلول الرئيس الأسبق حسني مبارك، يعتبرون أكثر داعمي المشير السيسي، وهو ما يجعل البعض يخمن بأنه سيعمل على استرضائهم حال فوزه بالرئاسة.

حمدين يواجه بعض الصعوبات، حيث انقسم التيار الشعبي بين مؤيد لترشحه وبين معارض يرى عدم خوضه هذا المعترك في حال ترشح السيسي، وكانت ردة فعل بعضهم غاضبة إلى حد كبير، حينما أعلن صباحي ترشحه فجأة ودون اتفاق مع القادة وبعض القواعد الشعبية والحزبية، ووصل الأمر إلى أن انسحب بعضهم وأعلنوا دعمهم للسيسي، وفي مقدمتهم رفيق درب حمدين وهو المخرج السينمائي خالد يوسف الذي أصبح جزءًا من مستشاري حملة السيسي.

ونفس الحال ينسحب على ثوار 25 يناير الذين انقسموا إلى كتلتين، أولاهما ترى أن 30 يونيو هي استكمال وتصحيح لثورة 25 يناير، وهؤلاء يدعمون السيسي باعتباره رمزًا وقائدًا لهذه الثورة، فيما تمثل الكتلة الثانية فئات مختلفة أبرزها حركة شباب 6 أبريل التي يقبع بعض قياداتها في السجون بسبب قانون "التظاهر"، وهي ترى أن تولي السيسي للرئاسة يعني عودة الدولة البوليسية، باعتباره كان متحكمًا في المشهد السياسي طوال الفترة الماضية، بل وأعلنت صراحة أنها ضد ترشحه، وبالتالي ستذهب أصواتهم بطبيعة الحال لزعيم التيار الشعبي.

وبالرغم من أن 6 أبريل لا تمتلك قواعد سياسية كبيرة إلا أنها تتميز بقدرتها الكبيرة على الحشد مثلما فعلت ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

ويستفيد صباحي من دعم حزب الدستور، الليبرالي، والتيار الناصري بأحزابه التي تشمل الكرامة، والوفاق القومي والمؤتمر العام والتحالف الشعبي الاشتراكي، لكن صباحي قد يواجه مشكلة حقيقية بين قواعد هذا التيار الذي ينظر بعض أعضائه إلى الخلفية والكاريزما العسكرية للسيسي على أنها امتداد لزعيمهم الملهم جمال عبدالناصر، وهو ما يفتقده صباحي بصورة واضحة.

ولعل أبرز تأييد للسيسي، جاء من عبدالحكيم نجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذي كان كتفًا بكتف مع صباحي خلال جولته الانتخابية الماضية، فضلًا عن بعض قيادات التيار مثل سيد عبدالغني، والتيار الناصري ببعض المحافظات مثل قنا، وبالتالي فقد بات السيسي يشارك حمدين في بعض أصوات قاعدته الشعبية الحقيقية. وفي المقابل يحظى السيسي بدعم عدة أحزاب ليبرالية منها الوفد والمؤتمر والمصريين الأحرار، إضافة إلى التجمع اليساري، علاوة على 38 حركة وائتلافا شبابيًّا وسياسيًّا.

ويفتقد صباحي لدعم جزء كبير من الشعب المصري الذي لا ينتمي لفصيل سياسي ولا يهمه إلا رئيس يجلب معه الأمن والاستقرار، ويستطيع انتشال البلد من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وبالتالي فهم ينظرون إلى السيسي على أنه المخلص من قبضة الإخوان والقائد القوي الذي يمكن أن يقضي على الإرهاب ويعيد الأمان للبلاد، فضلًا عن إدراكهم لحجم الدعم الخليجي الكبير الذي يحظى به، وهو ما انعكس في شكل مساعدات مالية ضخمة منذ 30 يونيو، وبالتالي فهم يتوقعون استمرار هذا الدعم بعد وصوله للرئاسة ما يسهم في تحسن الوضع الاقتصادي الذي سينعكس على الشعب بشكل مباشر.

ويرى هؤلاء غير المنتمين سياسيًا أيضًا أن صباحي لا يتمتع بدعم عربي معلن، وأن علاقاته العربية كانت محصورة بأنظمة ديكتاتورية سابقة مثل صدام حسين ومعمر القذافي، بل ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك حين يشككون في ديمقراطية صباحي باعتبار أنه لم يعبر عن أية إدانة لدكتاتورية هذين النظامين البائدين.

ويفتقد صباحي أيضًا للدعم المصري الرسمي في مؤسسات الدولة، في مقابل أن السيسي كان جزءًا من الحكومة المصرية الحالية، وهو أمر طبيعي وإن لم يتم الإعلان عنه؛ لكنه غير خافٍ على أحد، إضافة إلى الإعلام الرسمي المصري والخاص الذي ظل مساندًا للسيسي طوال الفترة الماضية حتى قبل إعلان ترشحه، بل إنه أسهم في رسم صورة براقة له بين جموع الشعب.

كما يفتقد زعيم التيار الشعبي إلى دعم أعدائه الطبيعيين من "فلول مبارك"، وهم الذين يتمتعون بقوة تنظيمية عالية وخبرة اكتسبوها على مدى 30 عامًا طوال تصدرهم للساحة السياسية المصرية، وقد ظهرت قوة هذا التيار من دعمهم القوى للفريق أحمد شفيق ونجاحهم في إيصاله للمركز الثاني خلف الرئيس المعزول محمد مرسي في انتخابات 2012، وهم الذين أعلنوا تأييدهم القوى للسيسي.

وتظل الكتلة التصويتية لجماعة الإخوان غامضة ومبهمة، بل يصفها البعض بأنها مفتوحة على كل الاحتمالات، وإن كان موقفها الرسمي المعلن هو إفشال الانتخابات وعدم المشاركة فيها حتى لا يسهموا في إعطاء الشرعية لرئيس آخر بخلاف محمد مرسي، وهم في ذات الوقت بقدر ما ينظرون إلى السيسي باعتباره عدوهم الأول ينظرون أيضًا إلى صباحي ذات النظرة، وإن كانت بشكل أقل، لكن المؤكد أنهم إذا قرروا المشاركة بشكل خفي نكاية في السيسي فإن أصواتهم ستذهب إلى صباحي، وهي المعجزة التي ينتظرها حمدين، ولذلك فقد بدأ بعض أعضاء حملته في اللعب بهذه الورقة من خلال مغازلة الإخوان بصورة غير مباشرة حسبما تناقلت بعض وسائل الإعلام المصرية، إلا أنه من السابق لأوانه التنبؤ بذلك.

وكشفت مصادر من داخل حملة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي عن أن البرنامج الانتخابي بات كامل الأركان، وأن المشير سيعلنه للجمهور بنفسه في 3 مايو المقبل، في خطاب موجه لجموع الشعب، مشيرة إلى أن "البرنامج يخضع حاليا للمراجعة تحت إشراف فريق متخصص من كبار أساتذة الجامعة في كل التخصصات، قبيل عرضه على الجمهور، حيث سيشمل السبل والأدوات اللازمة لمعالجة كل القضايا الملحة التي يعاني منها المجتمع المصري، بدءًا من الأمن ومرورًا بالاقتصاد والصحة والتعليم وانتهاء بالحقوق والحريات".

وبحسب المصادر، فإن البرنامج الانتخابي للسيسي، يعتمد على مشاركة الشعب ومؤسسات الدولة"، مؤكدة أن اللقاءات الشعبية التي يعقدها السيسي بشكل يومي هدفها التواصل وإيجاد حلول جذرية للمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية".


من جانبها، أعلنت الحملة الشعبية الموحدة لدعم السيسي بالاشتراك مع حملة ''كمل جميلك'' في مؤتمر شعبي كبير الثلاثاء 22 أبريل، بعنوان ''الحلم العربي''، عن انطلاق أكبر حملة شعبية تضم 25 ألف متطوع لدعم المشير في جميع المحافظات لانتخاب المشير وإسقاط أي دعوات مشبوهة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، ومساندة قوات الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب.

قال المنسق العام لـ"الحملة الشعبية لدعم السيسي"، محمود نفادي، إن اللجنة العليا للحملة ستنتهي من اختيار أعضاء المكتب التنفيذي التسعة على مستوى الجمهورية، خلال اليومين المقبلين"، لافتًا إلى أن "اختيار الأعضاء سيكون بالانتخاب أو بالاتفاق بين ممثلي الحملات الشعبية".

وأضاف نفادي في تصريحات صحفية، الثلاثاء، أن "الحملة نجحت في ضم 36 حملة شعبية في إطار واحد، تحت شعار "السيسي دعوة شعب، ومستقبل وطن"، مشيرا إلى أن "هذا الشعار يعبر عن أن الشعب هو من دعا السيسي إلى الترشح لرئاسة مصر، وأن الوطن يتطلع لمستقبل ديمقراطي أفضل".


وأكد على أنه التقى مع المنسق العام لحملة السيسي الرسمية، السفير محمود كارم، في أكثر من لقاء، واتفقنا على التنسيق بين الحملة الشعبية والحملة الرسمية.

وفيما يتعلق بالنشاط المقبل للحملة، قال نفادي: "عقب الانتهاء من انتخاب المجلس التنفيذي، سيعقد اجتماعًا موسعًا مع رؤساء ومنسقي الحملات الشعبية، البالغ عددهم 36 فردًا، في اجتماع مشترك ينتهي بتحديد المهام المنوطة بكل حملة، فضلا عن ترشيح 100 عضو عن كل حملة، ليبلغ عدد أعضاء الحملة الشعبية الرسمية نحو 3600 عضو في كل أنحاء مصر، سيوظفون في مختلف الأنشطة للحملة".

وأوضح نفادي أن تمويل الحملة الشعبية "ذاتي ومن واقع اشتراكات الحملات المختلفة"، مشيرًا إلى أنه سيجري إنشاء صندوق لهذه الاشتراكات، موضحًا أن "السيسي ليس بحاجة إلى دعاية باهظة التكاليف"، مشددًا على أن "الحملة الشعبية تعتزم إجراء عدة لقاءات مع كل الأحزاب التي أعلنت تأييدها رسميًا للسيسي، البالغ عددها نحو 32 حزبًا، وذلك للاتفاق على كيفية التحرك في الشارع الانتخابي".

يذكر أن من بين الحملات الشعبية التي انضمت إلى الحملة الشعبية المركزية، حملة "المنيا الشعبية" وحملة "الميثاق" في الإسكندرية، و"كمل جميلك"، و"بأمر الشعب"، و"الشعب يأمر".