السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الغنوشي وأردوغان يتفقان على توفير ملاذ لقيادات الإخوان والقرضاوي بعد مغادرة قطر.."بلير" حذر من خطر الإسلام المتشدد حول العالم ودعا الغرب للتحالف لمواجهته مع روسيا والصين

الغنوشي وأردوغان
الغنوشي وأردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال مصدر مقرب من حركة «النهضة» التونسية، إن المحادثات التي أجراها زعيم الحركة راشد الغنوشي، مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، تحورت حول «القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة وضع جماعة الإخوان، وذلك بحثا عن ملاذات آمنة لعدد من قادتها، فضلا عن إمكانية استضافة الشيخ يوسف القرضاوي، لتخفيف الضغط عن قطر أمام ضغوط خليجية مطالبة بوقف خطبه التي تسيء إليها».
وأضاف المصدر، في تصريحات لصحيفة «العرب» اللندنية، نشرتها في عددها الصادر اليوم الخميس: «تم أيضا التطرق خلال هذه المحادثات إلى المشاكل التي تعصف ببعض التنظيمات المرتبطة بجماعة الإخوان، بالإضافة إلى الخلاف المتصاعد بين حزب العدالة والتنمية، وحزب السعادة في تركيا الذي يُهدد بشق الحركة الإسلامية التركية».
كانت معلومات قد تسرّبت في وقت سابق مفادها أن تنظيم «الإخوان» شكل «خلية أزمة» من شخصيات إخوانية وإسلامية معروفة أوكلت لها مهمة البحث عن أماكن جديدة لعدد من قادة «الإخوان» المهددين بالسجن في مصر وعدد من الدول الخليجية، وبالترحيل من قطر تنفيذا لاتفاق الرياض المبرم 17 أبريل الجاري.
وأشارت المعلومات إلى أن راشد الغنوشي عضو في هذه الخلية التي تضم أيضا السوداني حسن الترابي، وعددا من المحامين المعروفين في العاصمة البريطانية، حيث يُنسق أعضاء هذه الخلية كامل جهودهم مع السلطات التركية لضبط طريقة استيعاب هؤلاء الهاربين والملاحقين قضائيا في مصر وغيرها من الدول.
وعلى صعيد ذي صلة، حذر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، من خطر الإسلام المتشدد حول العالم، قائلا إن على الغرب التحالف لمواجهته مع روسيا والصين، ورأى أن الأيديولوجيات المتشددة للجماعات مثل الإخوان المسلمين، لا تقل خطرا عن أعمال العنف التي تشنها جماعات أخرى لأنها تهدف للسيطرة على المجتمع، واعتبر أن "ثورة 30 يونيو" أنقذت مصر، كما دعا لحل سياسي في سوريا، حتى إذا تطلب الأمر بقاء الأسد لفترة في السلطة

وقال بلير، في كلمة ألقاها الأربعاء أمام مؤتمر في العاصمة البريطانية، لندن، تحت عنوان "لماذا يهمنا الشرق الأوسط" إن تطورات الأزمة في أوكرانيا سرقت الوهج من أحداث الشرق الأوسط، وبينها المأساة المستمرة في سوريا، والفوضى في ليبيا، ولكنه شدد على أن أحداث الشرق الأوسط مازالت المصدر الرئيسي لتهديد الأمن الدولي مع بداية القرن الحالي.

وتابع بلير بالقول: "في جذور هذه الأزمة تكمن النظرة المسيسة والمتشددة للإسلام، وهي أيديولوجيا بدلت وغلّفت الرسالة الحقيقة للإسلام" مضيفا أن التهديد الذي يمثله الإسلام المتشدد "يتزايد وينتشر حول العالم ويهدد مجتمعات بأسرها ويقوض فرص التعايش السلمي في حقبة العولمة."

وشدد بلير على أن مواجهة هذا الخطر تتطلب التعاون مع دول الشرق، وخاصة روسيا والصين، مشيرا إلى أن أهمية منطقة الشرق الأوسط تتجاوز وجود احتياطيات النفط الضخمة فيها وقربها من أوروبا لتصل إلى قضية جوهرية وهي أن مستقبل الإسلام سيتحدد فيها، وخاصة على صعيد العلاقة المستقبلية بين هذا الدين والسياسة، معتبرا أنه تحت غطاء الصراع والثورات في المنطقة خلال الفترة الماضية كان هناك مواجهة واضحة بين أصحاب النظرة الحديثة للشرق الأوسط، التي تقوم على التعدد والانفتاح الاقتصادي، وبين من يريد فرض وجهة نظره الدينية التي يرى أنها الأصح.

وبحسب بلير، فإن الصراع ليس بين السنة والشيعة، بل هو ضد المتطرفين من المذهبين، مضيفا أن القضية بالغة الأهمية لأن للإسلام تأثير عالمي، مضيفا أن هناك قرابة 40 مليون مسلم في أوروبا، كما أن جماعة الإخوان وجهات أخرى تعمل بنشاط دون القيام بالكثير من التحقيقات حول أعمالها.

وأقر بلير بوجود اتجاهات لدى الغرب للتفريق بين المنظمات التي تسلك طريق العنف وبين الجماعات التي تعتمد السياسة، مثل الإخوان المسلمين، ولكنه حذر أن الأفكار السياسية لتك الجماعات ليست أقل خطرا، لأنها تريد الهيمنة على القرار السياسي وقيادة المجتمع وفق وجهة نظرها، معتبرا أن الإخوان المسلمين لم يمارسوا حكما خاطئا في مصر فحسب، بل حاولوا بشكل منهجي السيطرة على التقاليد والمؤسسات بالبلاد، معتبرا أن "ثورة 30 يونيو كانت ضرورية لإنقاذ الأمة."

وعن سوريا قال بلير: "نحن الآن في وضع يتماثل فيه من حيث السوء فيها بقاء الأسد بالسلطة أو وصول المعارضة،" مضيفا أن المعارضة "مسئولة عن خلق هذا الوضع بسبب المشاكل الداخلية" فيها، وأضاف أن الحل يتمثل في "محاولة التوصل إلى أفضل تسوية سياسية ممكنة وإن كان ذلك سيعني بقاء الرئيس الأسد لفترة" وبحال رفض الأخير لذلك فعلى الغرب "البحث عن سبل أخرى لدعم المعارضة، بما فيها فرض منطقة حظر جوي."

ورأى بلير أن مهمة إلحاق الهزيمة بالفكر المتشدد يجب أن تتصدر الاهتمام الدولي، معتبرا أن ذلك يهم أيضا الصين وروسيا اللتان تشتركان في الرغبة نفسها مع أمريكا وأوروبا.