رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

توني بلير يصف الإخوان بـ"الثعابين".. ويؤكد: 30 يونيو ثورة لا انقلاب.. ويعلن: هزيمة الفكر المتشدد يجب أن تتصدر الاهتمام الدولي.. ويرى: مواجهة الخطر يبدأ بطرد لندن للعناصر المتطرفة

توني بلير
توني بلير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حذر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، من خطر المتشددين حول العالم، قائلًا : " إن على الغرب التحالف لمواجهته مع روسيا والصين، ورأى أن الأيديولوجيات المتشددة للجماعات مثل الإخوان المسلمين، لا تقل خطرًا عن أعمال العنف التي تشنها جماعات أخرى لأنها تهدف للسيطرة على المجتمع، واصفا الجماعة بـ " الثعابين " واعتبر أن " ثورة 30 يونيو " أنقذت مصر، كما دعا لحل سياسي في سوريا، حتى إذا تطلب الأمر بقاء الأسد لفترة في السلطة .

وقال بلير، في كلمة ألقاها الأربعاء أمام مؤتمر في العاصمة البريطانية، لندن، تحت عنوان "لماذا يهمنا الشرق الأوسط" إن تطورات الأزمة في أوكرانيا سرقت الوهج من أحداث الشرق الأوسط، وبينها المأساة المستمرة في سوريا، والفوضى في ليبيا، ولكنه شدد على أن أحداث الشرق الأوسط مازالت المصدر الرئيسي لتهديد الأمن الدولي مع بداية القرن الحالي.

وتابع بلير بالقول : "في جذور هذه الأزمة تكمن النظرة المسيسة والمتشددة للإسلام، وهي أيديولوجيا بدلت وغلّفت الرسالة الحقيقية للإسلام" مضيفًا أن التهديد الذي يمثله الإسلام المتشدد "يتزايد وينتشر حول العالم ويهدد مجتمعات بأسرها ويقوض فرص التعايش السلمي في حقبة العولمة ".

وشدد بلير على أن مواجهة هذا الخطر تتطلب التعاون مع دول الشرق، وخاصة روسيا والصين، مشيرًا إلى أن أهمية منطقة الشرق الأوسط تتجاوز وجود احتياطيات النفط الضخمة فيها وقربها من أوروبا لتصل إلى قضية جوهرية وهي أن مستقبل الإسلام سيتحدد فيها، وخاصة على صعيد العلاقة المستقبلية بين هذا الدين والسياسة، معتبرًا أنه تحت غطاء الصراع والثورات في المنطقة خلال الفترة الماضية كان هناك مواجهة واضحة بين أصحاب النظرة الحديثة للشرق الأوسط، التي تقوم على التعدد والانفتاح الاقتصادي، وبين من يريد فرض وجهة نظره الدينية التي يرى أنها الأصح.

وبحسب بلير، فإن الصراع ليس بين السنة والشيعة، بل هو ضد المتطرفين من المذهبين، مضيفًا أن القضية بالغة الأهمية لأن للإسلام تأثيرًا عالميًا، مضيفًا أن هناك قرابة 40 مليون مسلم في أوروبا، كما أن جماعة الإخوان وجهات أخرى تعمل بنشاط دون القيام بالكثير من التحقيقات حول أعمالها.

وأقر بلير بوجود اتجاهات لدى الغرب للتفريق بين المنظمات التي تسلك طريق العنف وبين الجماعات التي تعتمد السياسة، مثل الإخوان ، ولكنه حذر أن الأفكار السياسية لتك الجماعات ليست أقل خطرًا، لأنها تريد الهيمنة على القرار السياسي وقيادة المجتمع وفق وجهة نظرها، معتبرا أن الإخوان المسلمين لم يمارسوا حكمًا خاطئًا في مصر فحسب، بل حاولوا بشكل منهجي السيطرة على التقاليد والمؤسسات بالبلاد، معتبرًا أن "ثورة 30 يونيو" كانت ضرورية لإنقاذ الأمة ، مؤكدًا أنها لم تكن انقلابًا . 

وعن سوريا قال بلير: "نحن الآن في وضع يتماثل فيه من حيث السوء فيها بقاء الأسد بالسلطة أو وصول المعارضة،" مضيفًا أن المعارضة "مسئولة عن خلق هذا الوضع بسبب المشاكل الداخلية" فيها، وأضاف أن الحل يتمثل في "محاولة التوصل إلى أفضل تسوية سياسية ممكنة وإن كان ذلك سيعني بقاء الرئيس الأسد لفترة" وبحال رفض الأخير لذلك فعلى الغرب "البحث عن سبل أخرى لدعم المعارضة، بما فيها فرض منطقة حظر جوي."

ورأى بلير أن مهمة إلحاق الهزيمة بالفكر المتشدد يجب أن تتصدر الاهتمام الدولي، معتبرا أن ذلك يهم أيضًا الصين وروسيا اللتين تشتركان في الرغبة نفسها مع أمريكا وأوروبا. 

نشرت صحيفة الأوبزرفر مقالًا لرئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، يقول فيه إن ما قام به الجيش في مصر كان لا بد منه وإلا وقعت البلاد في الفوضى العارمة.
ويرى بلير أن قوة المعارضة في الشارع هي التي جعلت الجيش المصري يتصرف بالطريقة التي تصرف بها، إذ لم يكن له خيار آخر.

وفي تعليقها على موقف بلير، كتبت الأوبزرفر تقول إن رئيس وزراء بريطانيا السابق، والمبعوث الدولي للشرق الأوسط، بدأ يتقبل فكرة أن الديمقراطية لا تؤدي بالضرورة إلى النتائج المرجوة في الحكم ببعض مناطق العالم، في مواجهة الاحتجاجات الشعبية.

ويبرر بلير موقفه بأن خروج 30 مليون مصري إلى الشارع ليس أمرًا هينًا، وإن كان لا يعوض الانتخابات، وهو الرأي الذي يخالف رأي الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ووزير خارجية بريطانيا وليم هيغ " اللذين" عبرا عن تحفظهما على ما قام به الجيش المصري .

وتابع بلير : " إنه يدعم الديمقراطية بقوة، ولكنه يرى أن الحكومات الديمقراطية، لا تعني وحدها حكومات فاعلة، مضيفا أن الفعالية هي المطلوبة اليوم.
وتذكر صحيفة الأوبزرفر في تعليقها على موقف أن رئيس وزراء بريطانيا السابق هو الذي أشرك بلاده في حرب العراق عام 2003 رغم المعارضة الشعبية الشديدة التي خرجت بأكثر من مليون شخص في شوارع لندن.
ويقول بلير : " إن الحشود التي خرجت في مصر مدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن تجاهلها.
وانتقد بلير أداء الإخوان المسلمين في الحكم قائلا إنهم لم يستطيعوا التخلص من صفة الحركة المعارضة بعد تشكليهم الحكومة، فالاقتصاد يترنح بينما اختفت مظاهر الأمن والقانون في البلاد.
وقال إن الغرب ينبغي أن يبقى ملتزمًا بواجباته تجاه مصر والمنطقة، بما فيها سوريا وإيران وفلسطين .