الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

فضائيات

بالفيديو.. "الصندوق الأسود" يفضح مفهوم الديمقراطية والفن لدى الجماعة الإرهابية

الكاتب الصحفي عبدالرحيم
الكاتب الصحفي عبدالرحيم على، رئيس تحرير البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عبدالرحيم علي: ديمقراطية الإخوان تعني الوصول للسلطة بأي ثمن

الجماعة تنظر للفن على أنه فحشاء

الوطنية لدى الإخوان تعني "طز في مصر"


قال الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، رئيس تحرير "البوابة نيوز": إن موقف الإخوان من وطنهم مخالف تمامًا لموقف النبي "صلى الله عليه وسلم" من وطنه، مشيرًا إلى حب النبي لوطنه بالرغم مما تعرض له فيه، حتى حينما خرج من وطنه مكة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم حينها: "والله إنك أحب بلاد الله إلى نفسي، ولو أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت".

وأضاف خلال حلقة الليلة، من برنامجه "الصندوق الأسود"، على فضائية "القاهرة والناس"، النبي "صلى الله عليه وسلم" كان يعشق تراب وطنه مكة وأهلها بالرغم ما تعرض له، بينما الإخوان قالوا "طظ في مصر وطظ في أهلها"، بل أضافوا: "ميحكمش مصر ماليزي ليه؟."

عرض الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، رئيس تحرير "البوابة نيوز" والباحث في شئون الجماعات الدينية، في حلقة الليلة من برنامج "الصندوق الأسود" المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، تقريرًا حول مفهوم الوطنية لدى جماعة الإخوان الإرهابية. وإلى نص التقرير:

وما المشكلة في أن يحكم مصر ماليزي.. طز في مصر.. نطق بها لسان مرشدهم الآثم.. قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر.


رفع عنا محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان السابق عبء توضيح موقف جماعته من الوطنية المصرية.. طز في مصر.. هؤلاء يكرهون مصر التي غابت في أدبيات تنظيمهم ليس عن عمد فقط.. بل عن كراهية سوداء.

يتلاشى الوطن وتتناثر ذراته بين السماء والأرض لتعلو الجماعة وحدها في وعي الإخوان ووجدانهم.. حاول سدنة التنظيم أن يوحوا لأتباعهم أن الولاء للدين وليس الوطن... مكرًا وخداعًا، فمتى كان الدين ينفصل عن الوطن؟

ذهل المصريون الطيبون من حجم البغضاء التي تحملها تلك الجماعة للدولة المصرية وجيشها.. لكن يبدو أن هؤلاء الطيبين لا يعرفون أن تلك القلوب صنعت على يد رجل لم ير عقبة في طريق وصوله لحكم العالم إلا بتحطيم صخرة العقيدة الوطنية المصرية.


شكلت الوطنية المصرية العقبة الكئود في طريق عرش الخلافة الذي حلم بالجلوس عليه "حسن البنا" بعد سقوط الخلافة العثمانية في عشرينيات القرن الماضي.. وتوهج العقيدة الوطنية المصرية التي عبر عنها الوفد المصري ومن قبله زعماء الحركة الوطنية أمثال مصطفى كامل الذين ضحوا بدمائهم في مواجهة الاحتلال الإنجليزي بدوافع العقيدة الوطنية التي رأوا أنها صلب الدين... الذي هو "الدفاع عن الأرض والعرض".

حاول البنا بأفكاره وجماعته تكسير عظام العقيدة الوطنية الصلبة وإضعاف من رأى أنهم خصومه كي يمهد لنفسه الطريق لحكم مصر ومن بعدها الأمة الإسلامية محمولا بسواعد رجاله الذين عمل على برمجتهم فكريا ووجدانيا.

يفصح البنا عن مفهوم الوطنية المصرية في الكلمات الآتية "حدود الوطن- التي تلزم التضحية في سبيل حريته وخيره- لا تقتصر على حدود قطعة الأرض التي يولد عليها المرء، بل إن الوطن يشمل القُطر الخاص أولًا، ثم يمتد إلى الأقطار الإسلامية الأخرى، والأقطار التي فتحها المسلمون الأولون، ثم أُخضعت لغير المسلمين، ثم يمتد وطن المسلم ليشمل الدنيا جميعًا".

ويحاول البنا أن يجمل موقف جماعته من الوطنية ويكمل "أساس وطنية المسلمين هي العقيدة الإسلامية، والإسلام قد جعل الشعور الوطني بالعقيدة لا بالعصبية الجنسية، فالاعتبار عند الإخوان للعقيدة أولًا، بينما هي عند غيرهم ترتبط بالحدود الجغرافية".

أدرك الإنجليز أن ما يدعو إليه هذا الرجل سيفكك السبيكة الوطنية المصرية التي فشلوا في تحقيقها من قبل، فالمسيحيون لن يكون لهم مكان في دولة البنا وسيدب الخلاف بين تلك الجماعة والجماعة الوطنية المصرية الأصيلة الذين سيدركون فيما بعد أن ولاء جماعة البنا ليست لوطنهم وإنما لجماعتهم العالمية العابرة للقارات.

إن المسلم لا يقاتل من أجل مجد دولة.. هكذا يحاول سيد قطب أن يضرب إسفين بين الوطنية والدين.. وذرع فتنة لا يطمع أعداء الله والوطن في أكثر منها لدفع أبناء الوطن لنبذ الدفاع عنه باسم الدين.


ليخرج شكري مصطفى، أمير تنظيم التكفير والهجرة، المنبثق عن الإخوان، ليقول أثناء التحقيقات معه (إذا اقتضى الأمر دخول اليهود أو غيرهم فإن الحركة حينئذ ينبغي ألا تبني على القتال في صفوف الجيش المصري، وإنما الهرب إلى أي مكان آمن. إن خطتنا هي الفرار من العدو الوافد تماما كالفرار من العدو المحلي، وليس مواجهته).

فالوطن عند سيد قطب (ليس أكثر من قطعة طين)، كما يزدري جنسية البلد التي يحملها الإنسان فيصفها بأنها (نتن عصبية النسب)، ويفرق بين انتماء المسلم لدينه وانتمائه لوطنه.

ويزعم استحالة الجمع بينهما في قلب المسلم، ويتحول الوطن والقوم والأهل في رؤيته إلى مجرد (كلأ ومرعى وقطيع وسياج).

بعد أن قفزت تلك الجماعة في لحظة شؤم على كرسي الدولة المصرية... تكشفت نيتها فأقصت جميع من سواها.. وراحت للتمكن من مفاصل الدولة ظنّا منها أنه لن يقدر عليها أحد... وعندما عصفت بها سيول غضب المصريين... كشفت عن أحقادها تجاه الدولة الوطنية وجيشها.. فتساءل المصريون.. لماذا تكرهوننا؟.


عرض الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، رئيس تحرير "البوابة نيوز" والباحث في شئون الجماعات الدينية، في حلقة الليلة من برنامج "الصندوق الأسود" المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، تقريرًا حول الإخوان ورؤيتهم للفن كان نصه الآتي:

نظرة الإخوان للفن كنظرتهم للفحشاء؛ فالفنان عندهم لا يختلف عن الداعر، والفن ما هو إلا وسيلة إلهاء، وبالتالي كل ما يلهي عن ذكر الله فهو في النار، والفنانون حطب جهنم التي يكتوي فيها سامعو المعازف والآلات الموسيقية، والطرب عندهم ما يذهب العقل لا ما يطرب القلب لسماعه.

من يقول: إن الإخوان يمتلكون رؤية واضحة للفن، فهو مخطئ، فتارة يحرمون الفن على لسان مفتيهم القديم، محمد عبد الله الخطيب، وتارة يبحيون ذلك على لسان مشرعهم الجديد، يوسف القرضاوي، وما بين هذا وذاك تستدعي الجماعة ما يمكن أن تقوله لمن يريد أن يسمع، وتجدها تستخدم كلا الخطابين ولكن كلًّا في مكانه ومع الأشخاص المناسبين في محاولة للتورية عن موقفها تجاه الفن.


ولعل مواقف الإخوان داخل البرلمان المنحل تدل على الازدواجية التي عاشوها وما زالوا عندما صدّروا فتاواهم المحرمة للغناء للسلفيين الذين يسيطرون على البرلمان، وفي نفس الوقت أظهروا الوجه الآخر عندما ادعوا أنهم ينشطون السياحة فاستضافوا المطربة "دوللي شاهين"، وعندما اعترض السلفيون قالوا: إن لافتة حزب الحرية والعدالة وضعت أعلى رأس المطربة دون علمهم، ولم يكن لهم علاقة بالرقص ولا يبيحونه وضد ما قدمته الفنانة تشجيعًا للسياحة.


التطاول على الفنانة إلهام شاهين كان حاضرًا في موقفهم إزاء الفن وأهله عندما أصروا أن يدخلوا هذه المعركة مبكرًا حتى نالهم ما نالهم نظرًا لتقدير الشعب المصري للفن والفنانين، فباسم الفن سبوا الأعراض وتهجموا على الخلائق وضيقوا الخناق على كل ما هو جميل وصدروا المشاهد الرديئة على أنها البديل الفني الراقي، وغاب عن مشروعهم إن كان هناك مشروع بالأساس موقفهم من الفن.

الانتباه إلى دلالات التحريم والموقف من الفن له أصل في تطرف الجماعة باعتبار المعنى القريب إلى العقل، ما داموا أصروا على الإمساك بأطراف الشيء، فالفن يخاطب العواطف والمشاعر التي تجردوا منها لصالح أن يكونوا غلاظا شدادا أصحاب أفئدة لا تسمع ولا تعقل وليس لها نصيب من الأحاسيس والمشاعر، فالجماعة لا تمتلك أي تصور حقيقي لما تعتقد أنها تمثله وهو الإسلام الوسطي أو الحضاري.


عرض الكاتب الصحفي عبد الرحيم على، رئيس تحرير "البوابة نيوز" والباحث في شئون الجماعات الدينية، في حلقة الليلة من برنامج "الصندوق الأسود" المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، تقريرًا بعنوان "العفن الفني لجماعة الإخوان الإرهابية. كان نصه كالتالي.

جماعة الإخوان المسلمين كثيرة الاعتراض والهجوم على كل ما هو جميل، وكأنهم قرروا أن يكونوا جزءًا من البادية بلا أي مشاعر أو أحاسيس، متخيلين أن الإسلام يأمر بذلك، شددوا على أنفسهم وعلى الآخرين، فحرموا عليهم حياتهم، وأرهبوا الناس في مشاعرهم.

جعلوا الأصل في الأشياء الحرمة والحل فرع عنه، عارض لا يجوز الانتباه إليه وقد تناسوا عن عمد قول الرسول «صلى الله عليه وسلم»،: «إنّ الله يحب أن تؤتى رُخصه كما أن يحب أن تؤتى عزائمه"، كما أنهم أشاعوا أن قلب المؤمن لا يجتمع فيه الغناء والتقوى، فطربوا لتحريم كل شيء واختلفوا مع كل عالم وداعية أظهر خلاف ذلك.

جُرم الإخوان لم يكن في تحريم الغناء، فما حرموه من الدين أكثر مما أحلوه، رغم أن الله أظهر أحكامه لمن شاء أن يؤمن وأظهر أحكامه أيضًا لمن شاء أن يكفر، فكفروا بكل ما هو حلال ظنًا منهم أن الدين في التشدد وتناسوا للمرة الثانية قوله صلى الله عليه وسلم،: «لن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه، فأوغلوا فيه برفق".

حرم الإخوان سماع أي أصوات قد تصدر عن الهاتف المحمول طالما لم تكن طبيعية!، وحرموا استخدامه طالما كان ذلك مصاحبًا لآلات موسيقية وحددوا شرطًا لذلك بأن تكون هذه الأصوات طبيعية!، وضربوا مثالًا لذلك بصوت الغراب والحمار، فباتت هذه الأصوات أحب إليهم من أصوات الكمنجة والعود..

واستعانوا في تحريمه بالرأي الفقهي الذي يرى حرمة أي ممارسات تلهي عن واجب ويستعان بها على محرم، ومن هنا فقد حرموا سماع صوت الغناء والمرأة واعتبروا ذلك من المفاتن التي تجذب الرجل وتشد انتباهه وتثير غرائزه وهم تعاملوا مع الرجال على أنهم مجموعة من الحيوانات.

استطرد الإخوان في فتواهم الشاذة بتحريم الغناء بقولهم، إن للصوت عشاقا يذهب بهم في متاهات الخيال والضلال أكثر من رؤية الجسم وملامح الجمال، فصورا لأنفسهم أن الصوت أكثر ضراوة وخطورة من رؤية جسم المرأة ليؤكدوا أنهم منحرفون لا من وصفوهم بذلك، وأن ما يقدمونه ما هو إلا بضاعة مزجاةٍ من العفن الفني الذي يتصورنه، ودليلٌ على إسفاف غرائزهم ونمط التفكير الشاذ الذي يسيطر عليهم.


عرض الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، رئيس تحرير "البوابة نيوز" والباحث في شئون الجماعات الدينية، في حلقة الليلة من برنامج "الصندوق الأسود" المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، تقريرًا حول الإخوان ورؤيتهم للديمقراطية نصه الآتي:

"إننا نقبل بالديمقراطية حتى نصل إلى السلطة"، هذه هي سياسة جماعة الإخوان التي تعتمد على سياسة الانتهازية والمراوغة، والتي اعتمدها مرشدهم الخامس، مصطفى مشهور، منذ أكثر من 3 عقود كاملة قبل أن تصبح دستورًا وقانونًا ملزمًا لكافة قادة الجماعة، وأصحاب القرار لا يحيدون عنها أبدًا.

الإخوان يحتاجون إلى الديمقراطية كوسيلة للوصول للحكم، لكن بناءهم العقيدي والأيديولوجي يحتم عليهم الانقضاض عليها عند أول فرصة، ولذا فإن تلامذة سيد قطب وأتباع المرشد حينما كانوا يرشحون أعضاءً منهم للبرلمان، أو يبدون استعدادا للحوار مع القوى السياسية الأخرى، أو غير ذلك من الممارسات المدنية، فإنهم لا يلجئون لذلك من باب الغرام أو على الأقل الاقتناع بقواعد اللعبة الديمقراطية، وإنما كخطوات تكتيكية غرضها الأول والأخير كرسي الحكم والسلطة ولا شيء سواه.

ويرفض الإخوان الانصياع للمحددات الأساسية للديمقراطية من حيث حتمية الإيمان بمبادئ الحرية والتسامح والاختلاف مع الآخر وكذا التداول السلمي للسلطة، فهم وعلى العكس من ذلك يرونها مظهرًا غربيّا بل ربما كافرًا لأنه لا يتسق ومبادئ الإسلام.

كما أنهم لا يعترفون إلا بسلطة الله، ويعتبرون أنفسهم دون غيرهم حراسًا عليها وولاة على تنفيذها على الأرض ومن ثم وجب على الجميع طاعتهم والالتزام بمنهجهم، خاصة أن أي خلاف معهم سيكون وفق المنطق الإخواني خلافًا مع الدين واصطدامًا به.

وفي هذا الشأن فإن المرشد المؤسس للجماعة، حسن البنا، قد نسف فكرة اختلاف وتعارض الرؤى التي تميز الكيانات والتيارات الديمقراطية من الأساس، وذلك عندما أعلن صراحة في رسالة "المؤتمر الخامس للإخوان" عام 1938 أن منهاجهم "كله من الإسلام، وأن أي إنقاص منه هو إنقاص من الإسلام" ما يمنح الإخوان وتصرفات قادتهم وقراراتهم وتصريحاتهم (ببساطة شديدة) صك القداسة، كما يمنحهم مبررًا شرعيّا وأخلاقيّا لاستخدام آليات الديمقراطية كالانتخابات مثلًا كأداة "مرحلية" في طريق وصولهم للسلطة التي إذا ما تحققت لهم سيستأثرون بها ويرفضون تركها وسيكون القهر هو المصير المحتوم لكل من يعارضهم.

المنطق الإخواني المتحايل في فهم وممارسة الديمقراطية يبرر إذًا زلات اللسان المتكررة لقيادات الجماعة وفي مقدمتهم المرشد محمد بديع في حق المجتمع والنظام السياسي وغالبية القوى الحزبية، حين وصف قبل الثورة، في حضور حشد إخواني كبير، المجتمع والحكومة بـ"النجاسة".

وفي الختام فإن أبسط قواعد الديمقراطية، تفتقدها الجماعة، التي لا توجد فيها آليات حقيقية لاختيار قادتها، حيث إن ذلك معناه إلغاء وجودهم، وإقامة الليبرالية التي تؤكد حرية الفكر والمعتقد، وحرية الفكر وحدها هي الكفيلة بتعرية حقيقة الإخوان وفكرهم المعادي للإسلام والإنسان، ولذا فإنهم يرفضون دعوات الإصلاح، لأنهم في وجود الديكتاتورية هم الضحايا دائمًا.


عرض الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، رئيس تحرير "البوابة نيوز"، والباحث في شئون الجماعات الدينية، في حلقة الليلة من برنامج "الصندوق الأسود" المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، تقريرًا حول أمثلة عن الديمقراطية لدى الإخوان، كان نصه الآتي:


الإخوان المسلمون المطالبون دائمًا بالديمقراطية، والمهاجمون للأنظمة الحاكمة لأنها لا تطبق مفاهيم الديمقراطية، لا يحرصون داخل تنظيمهم وفى صناعة القرار داخل الجماعة على الديمقراطية.. إنهم ديكتاتوريون للغاية، هذا ما أكدته شهادات بعض قادتهم ومنهم تلميذ من تلاميذ حسن البنا المقربين، وهو الدكتور حسـان حتحوت الذي قال عن الجماعة: "وجدنا لدى الجمعيات الإسلامية ضيقًا بالرأى الآخر وتضييقًا عليه، من لم يكن رأيه نسخة طبق الأصل من رأس الجماعة فهو إما منشق عليها أو معادٍ لها. ورأينا كثيرا من الاجتهادات المخلصة تثير الهجوم الحاد أو الدفاع الحاد ويصنف أصحابها في مراتب منها الخيانة أو العمالة أو المروق من الدين أو ابتغاء الفتنة أو تفريق الصف، في غياب كامل لمفهوم الحوار الموصول الهادئ الذي ينشد الحقيقة، ويرى أن لها أكثر من باب، وأن للطرف الآخر حقًا في رأى آخر ولا بأس بذلك ما لم ينكر معلوما من الدين بالضرورة أو يحل حرامًا أو يحرم حلالًا".



أما الدكتور توفيق الشاوى وهو من جيل الرواد في الجماعة فيقول: النظم الأساسية واللوائح الإدارية داخل الجماعة تُعامل وكأنها سر من الأسرار، فالقاعدة العريضة من أعضاء التنظيم ربما تقضى العمر كله "في الصف" دون أن تطَّلع على النظام الأساسى، والمشكلة الأهم في "التنظيم"، هذا التداخل الخطير والملحوظ بين الدين وأمره ونهيه من جهة، والتنظيم كإدارة بشرية وأمره ونهيه من جهة أخرى، بحيث إن الحد الفاصل بين الدين كأمر ربانى والتنظيم كأمر بشرى لم يعد واضحًا بالنسبة للقاعدة العريضة من الاتباع.


الدكتور محمد فتحى عثمان الذي ارتبط بجماعة "الإخوان المسلمين" منذ نشأتها حدد أهم "سلبيات" الجماعة في غلبة الطاعة للقيادة على الشورى في حقيقتها وجوهرها، وغلبة الولاء للتنظيم والتقوقع فيه"، قائلًا: "ليس من المقبول أن تدعو جماعة إلى أن تحترم الدولة حرية الفرد والجماعة، بينما لا تحترم هي حرية الفرد أو حرية الجماعات الأخرى".


ويختم الإخوانى الدكتور عبدالله النفيسى قائلًا: الذي يتفحص (النظام العام) للإخوان –أي النظام الأساسى للجماعة– يركز في قراءته على العضوية وشروطها من المادة 4 – 7، يلحظ أن كل المواد تتحدث عن واجبات العضو دون واجبات الجماعة، ولذا صارت قواعد الإخوان لا تتحسس حقوقها بل لا تشعر بأن لها حقوقًا.