الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الانشقاقات تضرب تنظيم القاعدة... فتاوى التكفير تشتعل بين داعش وجبهة النصرة... وتهديدات بإبادة أتباع الظواهري بعد الردة عن منهج بن لادن... ودولة العراق والشام تهدد بقتال المنشقين عن البيعة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استعرت الحرب المسلحة والكلامية في آن واحد بين تنظيم القاعدة في سوريا ممثلًا في جبهة النصرة، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، "داعش"، وأصدر أيمن الظواهري بيانًا منذ عدة أيام علق فيه على قتل عدد من أتباعه ومنهم أبو خالد السوري، على يد أتباع أبو بكر البغدادي، وحذر فيه من داعش وتنظيمها، واتهمها بأنها من الخوارج، جاء ذلك في الوقت اتهم فيه أبو محمد العدناني، المتحدث باسم الدولة الإسلامية في العراق الظواهري بأنه يشق صفوف المجاهدين، وأنه حاد عن درب بن لادن.


وأصدر الظواهري بيانًا مطولًا قال فيه: «وفي هذا الجاني المسكين المغرر به، الذي دفعه من دفعه بدافع الجهل والهوى والعدوان والطمع في السلطة ليقتل شيخًا من شيوخ الجهاد، وهذه الفتنة تحتاج من كل المسلمين اليوم أن يتصدوا لها، وأن يشكلوا رأيًا عامًا ضدها، وضد كل من لا يرضى بالتحكيم الشرعي المستقل فيها، وأؤكد على المستقل، فلا عبرة بتحكيم يعين أعضاءه الخصوم.


واتهم أبو محمد العدناني، المتحدث باسم "داعش" الظواهري وتنظيمه بأنهم انحرفوا عن منهج بن لادن، وقال: لقد حرفوا المنهج، وأساؤوا الظن، وقبلوا بيعة المنشقين، وشقوا صف المجاهدين، وبدأوا بحرب دولة للإسلام، قامت على دماء وجماجم الموحدين، الدولة التي مدحها قادة الجهاد أجمعون، وأيدوها، وأصّلوا لمشروعيتها سنينَ بعد سنين، في السر والعلن، بل وحتى الذين يحاربونها اليوم؛ بلغ بهم الأمر أن ينظموا بها وبأميرها وجنودها القصائد، ويعترفوا بفضلها.

وقد وقع على بيان العدناني جمع من قادة القاعدة الأوائل ومنهم: أبو عبيدة اللبناني، أبو المهند الأردني، أبو جرير الشمالي، عبد العزيز، شقيق الشيخ أبي محمد المقدسي، وأبو يونس الكردي، وأبو عائشة القرطبي.
فيما قال أبو القاسم الأصبحي القيادي بدولة العراق: لا خلاف في الحكم بأنَّ أتباع الظواهري طائفةُ ردَّة تُقاتل حتّى تتوب إلى الله أو تُفنى كما صنع أبو بكر رضي الله عنه، ولا تضمن الدَّولة من كان في مقرَّات المُرتدين وقُتل عرضًا لا قصدًا، وجبهتكم اعترفت بقتلها للهزبر أبي بكر رحمه الله ومن يُنازع في ذلك فهو جاهلٌ لا يعرفُ من واقعِ الشَّام شيئًا !والمرءُ لا يعدِل بأبي بكر رحمه الله أحدًا ! ولو بألفٍ ألف كمثل أبي خالد الشامي!


بل ودعا القيادي عبد المجيد الهتاري إلى تكفير الظواهري، وقال: من لم يكفر الظواهري فهو كافر(مع الانتباه إلى أنه كافر بالأصالة وليس مرتدًا لأن كلامه يدل على جهله بالتوحيد بل هو يعذر جاهل التوحيد ولا يتبرأ من المشركين والطواغيت بل ويحارب الموحدين المظهرين البراءة ممن أشرك، وفي هذا الصراع الذي يخوضه المجاهدون وأنصار تطبيق الشريعة مع أنصار الديمقراطية نحن لا نتحدث فيه عن السرائر نحن نتحدث عن الظواهر عن قيم العلمانية ومفاسدها وأنها كفر ولا يجوز دفع الكفر بالكفر.


و علق هاني السباعي مدير مركز المقريزي بلندن، وأحد منظري تنظيم القاعدة، على بيان أبو محمد العدناني المتحدث باسم الدولة الإسلامية في العراق، وتكفير الظواهري بقوله: إن ما تفعله الدولة هو إعلان حرب على كل المجاهدين، ومنهم حكيم الأمة الظواهري، ممن لا ينتمون لتنظيمهم المتوافق مع الحرورية في سفك دماء المجاهدين بتأويلات باردة وشبهات سمجة، وإنهم اتفقوا في أسوأ ما عند الخوارج من استباحة دماء المسلمين، ووافقوا القرامطة والإسماعيلية والحشاشين في إشاعة الرعب والقتل والفوضى في العالم الإسلامي.

يشار إلى أن "الدولة الإسلامية في العراق، داعش" كما أسماها قادتها، ظهرت خلال الآونة الأخيرة وأقرها على ذلك أيمن الظواهري كما اتفقت "الدولة" في العراق مع أحد أمرائها، الشيخ الجولانيّ، على أن يتوجه لمساعدة أتباع القاعدة في سوريا، فشكل تنظيمًا اسماه جبهة النصرة وقد ارتفعت أسهم الجولاني في ساحة القتال بسوريا، وقرر أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، أن "تتمدد" إلى الشام، فرفض الجولاني ذلك، واعتبرت داعش أن الجولاني شق عصا الطاعة وردّ بيعته، واتجه بها إلى أيمن الظواهريّ مباشرة.
وبدوره أعلن الظواهري، أنه لم يُستشر في قرار تمدد، داعش، ومن ثم قبل بيعة الشيخ الجولانيّ ووافق الطرفان على تحكيم الظواهري، ثم تراجع البغدادي عن قبول الحكم، وأعلنت "داعش" مبدأ "كفوا عنا نكف عنكم"، وأنها ستقاتل "البغاة" المنشقين عن البيعة أينما كانوا حتى النهاية.

كما استنكر الظواهري المذابح التي تقوم بها داعش وتكفيرها للمقاتلين المسلحين، في الوقت ذاته الذي اعتبرت فيه داعش، أنها دولة ممكنة والخارج عنها خارج عن البيعة يجب قتاله، كما فشلت محاولات عدة للصلح بين الطرفين، وصار القتال عامًا بين "الدولة" من ناحية، وكافة الفصائل الأخرى من ناحية أخرى.