الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

فضائيات

الصندوق الأسود يعرض تقريرًا عن الكتاب الدموي "الطريق إلى جماعة الإخوان المسلمين"

عبد الرحيم على رئيس
عبد الرحيم على رئيس تحرير "البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هبّت رائحة الموت بمجرد فتح صفحاته.. تناثرت قطرات الدماء وفاح عبق العصور الحاكمة بالسوط والقمع والإقصاء.. الطريق إلى جماعة المسلمين.. أخطر كتب التكوين السري لتنظيم الإخوان.. جماعة تعمل في سرية وتعد العدة وتجبر غيرها من الجماعات الأخرى للانضمام إليها بقوة السلاح حتى تأتي لحظة "التمكين" وعند القفز على عرش السلطان تقطع الألسن وخيالات الإبداع.
عرض برنامج "الصندوق الأسود" الذي يقدمه الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي رئيس تحرير "البوابة نيوز" تقريرًا خطيرًا عن كتاب "الطريق إلى الاخوان المسلمين".
قال علي: طالما ردّد الإخوان أنهم لا يختلفون كثيرًا عن غيرهم من الجماعات التكفيرية.. لكن هذا الكتاب السري الذي استخرجناه من كهوف التنظيم يثبت أنهم جماعة المسلمين.. وحدها ولا أحد سواها.
علي جريشة القيادي التاريخي في "الإخوان" هو مَن خطّت يمينه مقدمة الكتاب الدموي.. فاعتبره كهنة التنظيم المرجع الأساسي الذى يشكّل عقل القاعدة الإخوانية ويدرس في مناهجها حتى الوقت الحالي.. وبات "المنافستو" الذي يلتزم به الأعضاء العاملون في الدعوة الفردية وهو مصطلح في قاموس الأدبيات الإخوانية يعني "تجنيد الأعضاء الجدد".
يتساءل الكتاب: هل في الأرض جماعة مسلمون؟ يجيب قائلًا: لا يوجد في الأرض جماعة مسلمون.. لكن هناك جماعة فقط مرشحة أن تكون جماعة المسلمين حال قضت على غيرها من الجماعات الإسلامية العاملة وخيَّرت غيرها من التيارات الأخرى إما الانضمام إليها أو إعلان الجهاد ضدها.. إنها جماعة الإخوان التي يجب أن تبقى سرية حتى تمسك بتلابيب لحظة التمكين.
حدود هذه «الجماعة» العالم كله «حتى تغطى بلاد دار المسلمين ثم دار الحرب كلها باستمرارية الجهاد والفتح التدريجي لأن الأرض في الأصل حق للمسلمين واحتلال أهل الباطل لبعض أجزائها هو استيلاء منهم على حق من حقوق الأمة الإسلامية».
وقال إنه يعتبر فتح العاصمة الإيطالية روما.. هدف جماعة الإخوان حسب الكتاب.. والتمكين للجماعة بأستاذية العالم.. فالكرة الأرضية ملك الجماعة خالصة لهم من دون الناس.
يحدد الكتاب الوسيلة في بناء تلك الجماعة المسلمة والوصول لهدفها.. إنها السرية أولى هذه الخطوات حتى لا تضرب الدعوة في مهدها.
ثم يعرض للطريقة الثانية في بناء الجماعة المسلمة التي سلكها الرسول وهو «الجانب التنظيمي» وحتى بعد مرحلة «علنية الدعوة» يبقى جزء علني معروف للناس، ومثال ذلك ما كان فى عهد الجماعة المسلمة الأولى من إعلان أعلام قريش الذين أسلموا ولم تخشَ الدعوة عليهم سطوة الكفار بسبب قوة قبائلهم فكانوا الواجهة التي تدعو للإسلام.
والطائفة الثانية «السرية» وهي تمثل ضعاف المسلمين ممن لا سند لهم يدافع عنهم أمام سطوة قريش وجبروتها، فكان عملهم كله سريًّا، وكانت مناهجهم كلها سرية.
ويشرع الكاتب في بيان المعلم الثاني من سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في بناء الجماعة وترسيخ قواعدها وبسط سرادقها على هذه الأرض وهو «المجابهة المسلحة مع المعارضين لهذه الدعوة» والذين يمثلون العقبات فى نشر تعاليم الإسلام وتكوين المستجيبين له.
يحدّد الكتاب موقف المعارضين للجماعة، فيقول "يجب أن تتم مجابهتهم بالقوة لإخضاعهم لسلطان الدعوة بعد أن تقام الحجة البيانية عليهم".
يشرع الكتاب في شرح العوامل التي يمكن بموجبها تمرير عملية بناء ذلك الهيكل بسلام، وتتلخص هذه العوامل في المعالم الثلاثة الآتية والتي هي: السرية في حركة بناء الجماعة، والصبر على متاعب الطريق، والابتعاد عن ساحة المعركة مع الباطل في المرحلتين الأوليين: النشر والتكوين.
يوضح الكتاب المقصود بالسرية في عمل بناء الجماعة: «أن تنحصر معلومات خطة العمل فى محيط القيادة العامة للعمل، وأن يجهل الأشخاص فى العمل السرى بعضهم بعضًا من حيت التكاليف والمهام، وأن يعلم كل واحد في العمل مهمته دون غيره، فلا تخرج معلومات مهام عمرو إلى زيد بحال من الأحوال».
وكل عمل ينقسم إلى قسمين من حيث وجوده فى الحياة، والعمل الإسلامي واحد من هذه الأعمال: قسم تنظيمي ويجب أن يكون سرًّا، وقسم فكري وروحي وهو الذي يجب أن يكون جهرًا ضمن خطة مدروسة.
ويتطرق الكاتب في فصل آخر إلى استقلالية الأرض التي تقف عليها الجماعة وهي أن تكون الجماعة هي صاحبة الأرض التي تقف عليها وتنطلق منها ولها السيطرة عليها، أما عن وجوب اكتمال العدد فيشدّد على أنه لا بد أن يصل عدد أفراد الجماعة الذين سيدخلون المعركة رقمًا معينًا من الجيش المقابل، وأن تحديد بدء المواجهة من خصوصيات القيادة العليا للجماعة، وأنها لا تكون إلا بعد التمكين من الأرض الصالحة التي سيكون منها ذلك الانطلاق واكتمال العدد الذي ستكون به المواجهة.
ويصل الكاتب إلى أهم وسائل الجماعة، إلى أهدافها الخاصة وهي «وجوب إعادة أجهزة الإعلام والتعليم والاقتصاد وغيرها من أجهزة الدولة إلى الإسلام، ليتولّى توجيهها ضمن حدوده وتشريعاته».
و«الضرب بيد من حديد على كل عناصر النفاق والفسق في الأمة وتطهير المجتمع منهم، وإعداد الأمة الإسلامية إعدادًا يتناسب مع مطالب المرحلة القادمة من حيث الإعداد والعدة».
أما الوسائل العامة لجماعة المسلمين فهي «إعلان مبادئ الإسلام للبشرية كافة من خلال أجهزة الإعلام في الدولة الإسلامية، مطالبة كل البشرية بالدخول للإسلام لنسخه سائر الأديان ومطالبة كل الدول بالخضوع لتعاليم الإسلام، وفي هذا الباب سواء كانت هذه الدول غربية علمانية لا صلة لها باليهودية والنصرانية، أو شرقية اشتراكية لا تعترف بالأديان».
ثم يتبع ذلك «إعلان الجهاد المسلح والمستمر حتى النصر على كل مَن خالف ورفض مطالب جماعة المسلمين الآنفة، وذلك حسب أحكام ومراحل الجهاد المنصوص عليها فى مواضعها من هذا الدين وحسب خطة وإمكانات تلك الجماعة المباركة».
ويحدّد الكاتب محاور الانتقال من نقطة إلى نقطة أخرى: والذى يحدد نقاط الحركة بين الوسائل والأهداف في الجماعة، فالرسول لم يحدد الدخول في مجابهة قريش عسكريًّا فى معركة بدر إلا بعد أن تأكد من استعداد كل قطاعات جيشه لهذه المجابهة.
ويحكم الكاتب على جميع الدول الإسلامية أنها تمانع فى تحكيم شرع الله «إن كل الدول القائمة في العالم الإسلامي تمانع في الحكم بما أنزل الله ورفع راية الجهاد وتقمع من طلب عكس ما تريد، وإن الذين يسعون في ركابها حسب ما تريد رغبة في التعايش السلمي معها، مخطئون وعليهم أن يتوبوا ويقلعوا عن الذي هم فيه ويستغفروا الله».