الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

السفير الفلسطيني بالقاهرة لـ": قوة مصر مكسب لقضيتنا.. وندعمها في حربها ضد الإرهاب.. وأتشكك في نوايا حماس من المصالحة

السفير الفلسطيني
السفير الفلسطيني بالقاهرة خلال حواره مع "البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نرفض تدخل حماس في الشأن المصري.. وندعم أمنها

الفلسطيني الذي يرتكب عملا إرهابيا ضد مصر فالقضاء المصري كفيل به

مصر لم تتخل عن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية رغم مرورها بثورتين

الشعب المصري أدرك أن حماس لا تمثل أكثر من 2% من الشعب الفلسطيني

خمس سنوات قضاها سفيرا لفلسطين في القاهرة كان خلالها منبرا ومتحدثا باسم القضية الفلسطينية في مصر، حيث تسلم السفير دكتور بركات الفرا مهامه الدبلوماسية سفيرًا لدولة فلسطين في نوفمبر 2009، وكان اختيارا صائبا نظرا للفترة الطويلة التي قضاها الفرا في مصر والتي قاربت 40 عامًا بدأها طالبًا في كلية الزارعة بجامعة أسيوط ثم استكمل دراسته الجامعية حتى حصل على درجة الدكتوراه في القاهرة.

عرف بإخلاصه الشديد للقضية الفلسطينية ودفاعه المستميت عنها من خلال موقعه كسفير لفلسطين في القاهرة وبذل قصار جهده كممثل لدولة فلسطين في الجامعة العربية في نقل الصوت الفلسطيني للعالم الخارجي وكسب الدعم العربي.


قبل أيام قليلة من مغادرته للقاهرة بعد انتهاء فترة عمله ليحل محله السفير الجديد جمال الشوبكي، قامت "البوابة نيوز" بإجراء هذا الحوار معه، إلى نص الحوار:

-هل تعتقد أنه سيكون هناك مصالحة حقيقية بين حركتي فتح وحماس وخاصة بعد تصريحات إسماعيل هنية الأخيرة؟

اتمني ذلك ولكنني أشك في احتمالية أن يتحقق هذا لأنني أتتشك في نوايا حركة حماس وخاصة فيما يتعلق بملف المصالحة على وجه التحديد لأن المصالحة تعني الذهاب للانتخابات، فهل حركة حماس مستعدة لخوض انتخابات رئاسية وتشريعية أنا لا أعتقد ذلك ولكني أتمني على حركة حماس أن تنهي هذا الملف وأن تنهي هذا النزف في الجسد الفلسطيني وحالة الانقسام التي خلقوها وأضرت بنا ضررا بالغا وعموما "أن الله على كل شيئ قدير".

على الجانب الفلسطيني – الإسرائيلي، هل ستتم مفاوضات مجددا بعد عيد الفصح؟

حتى نكون واقعيين فالمفاوضات متوقفة حتى 29 إبريل، ولكن الآن لا تواجد مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلى، المطلوب تجديد هذا المفاوضات فهناك شروط لابد أن تتوفر:أولا: الإفراج عن الدفعة الرابعة من الآسري، ثانيا: لابد من وقف الاستيطان بمختلف صوره وأشكاله، ثالثا: لابد أن تتوقف إسرائيل عن مطالبتها الجانب الفلسطيني بالاعتراف بالدولة اليهودية وأن تسلم أن مرجعيات عمليات التفاوض هي الشرعية الدولية متمثلة في قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية ومؤتمر مدريد الأرض مقابل السلام وخارطة الطريق، إنما بدون ذلك فمن الصعوبة بمكان أن يتم التفاوض.

كما لابد من وضع سقف زمني محدد متفق عليه للتوصل إلى نتائج لأنه كان من المفروض على الأقل عند تم تبني المفاوضات لمدة تسعة أشهر أن تفضي إلى أتفاق نهائي على الحدود أو أتفاق على الأمن أو اللاجئين وحق العودة لأن ذلك من ضمن شروطنا، وبالتالي فإذا أرادوا منا أن نشارك في تجديد المفاوضات فلابد من الاستجابة لهذه الشروط.


- كيف تقيم الدور الأمريكي في المفاوضات؟

كان هناك جدية من جانب الطرف الأمريكي وجاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة 38 مرة وكان يريد أن يحرز نتائج إيجابية ولكنه اصطدم بالعراقيل التي تضعها إسرائيل في طريق عملية السلام ولذلك فعندما تحدث أمام الكونجرس الأمريكي حمل إسرائيل مسئولية فشل المفاوضات وعرقلتها.

وأنا أعتقد أن كان من مصلحة الجانب الأمريكي نجاح المفاوضات لأن أي طرف يتبني مفاوضات يريد أن تنجح مساعيه والولايات المتحدة بالفعل مارست ضغوطا على إسرائيل ولكن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل تشبه علاقة الأب بأحد ابناءه.

موقع ديبكا الإسرائيلي دعا مصر والسعودية والإمارات للتدخل للضغط على الجانب الفلسطيني للاستمرار في المفاوضات كما لو كان هو من يقف عائقا في طريقها... كيف تري ذلك؟

الدول العربية وفي مقدمتها مصر دول داعمة للحق الفلسطيني ولكافة القرارات التي تتخذها القيادة الفلسطينة، وسيادة الرئيس المستشار عدلي منصور في لقائه الأخير مع الرئيس الفلسطيني كان واضحا أن مصر تدعم الموقف الفلسطيني.

- ما تعليقك على تصريحات حماس في الفترة الأخيرة على أن الموقف المصري أضر بالقضية الفلسطينية من غلق المعابر وأن السلطات الحالية في مصر تصفي القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل؟

هذا كلام لا يستحق الرد عليه، فمصر الشقيقة الكبري هي الدعم والمؤيد والمناصر للحق الفلسطيني منذ عام النكبة عام 1948 وحتى وقتنا الراهن ولم تتخلي عن دورها بالمرة وظلت القضية الفلسطينية تحتل مكانة متقدمة في أجندته سياساتها الخارجية والداخلية رغم الثورتين المتعاقبتين اللتي مرتا على مصر 25 يناير 2011 و30 يونيو من العام الماضي ولكن الذي أضر بالقضية الفلسطينية هو الانقسام الذي خلقته حركة حماس.


- في حالة عدم دفع المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، هل سيذهب أبو مازن للأمم المتحدة؟

وفقا للقرارات الثلاثة الصادرة عن الجامعة العربية فسيكون هناك دعوي لمؤتمر دولي لعرض القضية الفلسطينية برمتها، والطريق إلى الأمم المتحدة مفتوح ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت ولكننا لدينا حرص على نعطي للجانب الأمريكي فرصته كاملة كراعي لعملية المفاوضات حتى يستنفذ كل الوسائل المتاحة إليه، ونري إذا ما كان سينجح في تحقيق نتائج أم لا، وإذا ما فشل في تحقيق نتائج فعليه أن يعلن من المتسبب في ذلك فهذا الأمر هام بالنسبة لنا للغاية، لأننا كقيادة فلسطينية وكشعب فلسطيني واقعين تحت ضغوط من بينها أنه ليس لدينا موارد مالية لا بترول ولا غاز ولا قطاع صناعي ولا زراعي وإمكانياتنا محدودة ونعتمد بصورة كبيرة على المساعدات التي نتلقاها من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي والأشقاء العرب وإسرائيل تهددنا بوقف مستحقاتنا المالية التي تقدر شهريا ب 120 مليون دولار فماذا إذا أوقفتها، كان هناك قرار في القمة العربية ومجلس الجامعة الأخير بتفعيل شبكة الأمان المالية العربية لدعم دولة فلسطين ولابد من تنفيذ هذا القرار حتى نكون قادريين على دفع رواتب موظفينا وحتى نواصل الصمود في وجه هذا الاحتلال الإسرائيلي، وإسرائيل دائما تهدد بفرض المزيد من العقوبات علينا، فهل هناك عقوبة أكبر من الوقوع تحت احتلال صهيوني عنصري.

- هل هناك تنسيق بين الجانب المصري والفلسطيني لفتح معبر رفح بصورة مستمرة؟

هناك تنسيق بين الجانبين الفلسطيني والمصري ليس فقط فيما يتعلق بمعبر رفح ولكن بكافة القضايا لأن العلاقات الفلسطينية المصرية علاقات وثيقة جدا وهناك حرص شديد لدى القيادة الفلسطينية على إطلاع الجانب المصري على أي تطور يحدث في سير القضية الفلسطينية أول بأول وبالتأكيد يتم التشاور في مختلف القضايا التي تخص الجانبين لأننا نستشعر أن مصر تقف معنا ووزير الخارجية نبيل فهمي له كل الأحترام والتقدير والشكر على مواقفه النبيلة، فهو داعم بلا حدود للقضية الفلسطينية وأيضا فضلا عن اراءه القيمة والمستنيرة المفيدة بالنسبة لنا وهناك تنسيق بيننا لذا لا يجب التركيز على قضية معبر رفح وكأن قضية الشعب الفلسطينية والأمة العربية بأكملها قد اختصرت في هذا المعبر، معبر رفح مهم جدا بالنسبة لحركة الأهل في قطاع غزة دخولا وخروجا لقضاء احتياجاتهم المختلفة وفي نفس الوقت هناك اعتبارات أمنية للجانب المصري نقدرها ونحترمها لأن الأصل في الأمر أن مصر معنية بتخفيف المعاناة عن الفلسطينين في قطاع غزة وأن يكون هذا المعبر مفتوح على مدى الساعة ولكن هناك اعتبارات أمنية في شمال سيناء تستدعي أن تكون هناك إجراءات استثنائية فيما يتعلق بهذا المعبر نقدرها ونحترمها ونتواصل مع أخواننا في الأجهزة الأمنية من أجل فتح المعبر لأنه مهم جدا بالنسبة لنا وهناك تجاوب في هذا الأمر بقدر ما تسمح الظروف ولذلك فأنا لا أريد تضخيم هذه المسائلة بدون داعي ويجب أن نقدر أيضا أن مصر القوية المعافأة هي مكسب للقضية الفلسطينية ويجب أن يتم القضاء على الإرهاب بأذن الله واجتثاثه من جذوره وبعد ذلك لن تكون هناك عوائق.


- ما تعليقك على أن بعض الأفراد الذين يقومون بتنفيذ عمليات إرهابية في سيناء فلسطينون؟

المبدأ عندنا أننا نرفض وبشكل قاطع التدخل في الشأن الداخلي للشقية مصر بكافة الأشكال ايا كان شكل التدخل وبالتالي توجيهات الأخ الشقيق أبو مازن واضحة المعالم وتم توجيها إلى حماس بعدم التدخل بكافة الأشكال سواء إعلاميا أو تصريحات وأي عمل يؤدي إلى استفزاز الجانب المصري مرفوض شكلا وموضوعا ولكن كون هذه الجماعات تأتي من قطاع غزة أم لا فهذه أمور لا أستطيع أن أجزم بها، فهناك قضاء مصري عادل وشامخ نحن نحترمه وإذا كان أي فلسطيني قد دخل إلى مصر وارتكب عملا إجراميا يقدم إلى القضاء المصري وينال جزاءه الرادع لأن هذا لا يصب لصالحنا.

- ما قراءتك للمشهد المصري الحالي؟

أري أن مصر ماضية في الطريق الصحيح بخطي ثابتة لتنفيذ خطة خارطة المستقبل ونحن على مشارف انتخابات رئاسية يليها انتخاب برلمان وبذلك تكون مصر قد نجحت في تنفيذ خارطة المستقبل وهذا هو المطلوب ونحن بالتأكيد نتمني للشعب المصري الشقيق كل رقي وتقدم وازدهار وأن يوفق الله القيادة المصرية لكل ما فيه الخير للمصريين والشعب المصري أثبت أنه قادر على صنع المعجزات عندما خرج 30 مليون مصري في 30 يونيو فهذه معجزة لم تحدث في التاريخ، فهذا الشعب الذي أعطي دروس لشعوب كثيرة يستحق كل التقدير والاحترام ونتمني لمصر كل التقدم والازدهار في كل المجالات لأن أي ضرر على مصر يؤثر على الأمة العربية جمعاء والشعب الفلسطيني بصفة خاصة وقوة مصر تحول دون كل المخططات التي تحاك ضد المنطقة ولذلك نتمني أن تجتاز مصر هذه المرحلة بكل قوة وعزم.


 

- هل تعتقد أن انحياز الجانب الحمساوي لجماعة الإخوان المسلمين قد أضر بالقضية الفلسطينية؟

نحن نرفض الموقف الحمساوي بكل تأكيد، وهو لم يضر بالقضية الفلسطينية لأن الشعب المصري أدرك أن حماس لا تمثل أكثر من 2 % من الشعب الفلسطيني كما هو الحال بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وبالتالي فلا يمكن أن يعاقب الشعب الفلسطيني بجريرة حماس ومواقفها المنحازة لجماعة الإخوان المسلمين وخاصة أن الرؤية بدأت تتضح تماما مع الأيام ومن خلال ما شاهدناه في وسائل الإعلام المختلفة والإعلاميين المخلصين في مصر الذين قاموا بنقل الصورة الصحيحة ومن ثم أصبح واضحا لدى المصريين أن حماس ليست الشعب الفلسطيني ولكنها نسبة محدودة للغاية من هذا الشعب ولكن الشعب الفلسطيني كله مع مصر ولا ينحاز لأي طرف وهو ما أرادة الشعب المصري.

- ذكرت أن حماس تمثل نسبة محدودة من الشعب الفلسطيني... فهل يمكن أن يصدر قرار باعتبارها جماعة إرهابية مثلما حدث مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر؟

من الصعب بمكان اتخاذ هذا القرار في فلسطين، فنحن لا نزال محتلين وننضال من أجل إنهاء الاحتلال ونحن نؤكد على أن حماس منظمة فلسطينية وطنية وجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ولكن رسالتنا لهم تتمثل في ضرورة الكف عن التصرفات الخاطئة والتدخل في شئون الدول الأخري لأننا في فلسطين حريصين على إقامة علاقات جيدة مع جميع الأقطار والدول العربية.

- هل يمكن أن تقدم فلسطين دعما للجانب المصري في حربه على البؤر الإرهابية في سيناء؟

إذا توفرت لدينا أي معلومات تفيد القضاء على الإرهاب فبالتأكيد سنقدمها للجانب المصري ولن نتردد في ذلك لأن مصلحتنا تقتضي ذلك والرئيس أبو مازن صرح من قبل أن الأمن القومي المصري هو أمن قومي فلسطيني ومصلحتنا واحدة.


 

- كيف ترى مستقبل القضية الفلسطينية في ظل الثورات العربية والتغيير المستمر في القيادات العربية؟

القضية الفلسطينية تأثرت سلبا بالتغيرات الحادثة في الأقطار العربية وتراجعت أهميتها بالنسبة للأولويات داخل هذه الدول نتيجة لوجود أشكاليات داخلية نحن نقدرها ولكن القضية الفلسطينية موجود بالتأكيد، وكلما تقدمت الدول العربية خطوات للأمام وتجاوزت المرحلة الانتقالية بسرعة كلما أفاد ذلك القضية الفلسطينية.

- هل تعتقد أن الدور المصري في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية قد تأثر بالوضع الداخلي في مصر؟

على العكس الموقف المصري ثابت وداعم ومناصر للقضية الفلسطينية على طول الخط وهذه حقيقة ووزير الخارجية المصري نبيل فهمي يدافع عن القضية الفلسطينية في أي بلد يزوره.

- هل ترى أن الجانب الفلسطيني قد تأثر بالحرب المصرية على الإرهاب وخاصة في تمشيط البؤر الحدودية؟

على الإطلاق لأن الأمن المصري يصب في مصلحة الجانب الفلسطيني وكما ذكرت من قبل الأمن القومي المصري هو أمن قومي فلسطيني.

- هل أثرت التوترات في العلاقات المصرية – الأمريكية بعد 30 يونيو على الدور المصري في المفاوضات؟

مصر تستثمر علاقاتها مع الجانب الأمريكي لصالح القضية الفلسطينية وبالتالي لم يحدث أي تأثير ولكني لا أريد التدخل في العلاقات المصرية – الأمريكية.


- هل تعتقد أن موقف قطر وتركيا الداعم للإخوان المسلمين قد أثر على خريطة العلاقات في الشرق الأوسط؟

أنا أري أنه ليس من حق أي دولة أن تتدخل في الشأن الداخلي لدولة أخرى أيا كانت هذه الدولة لأن هناك سيادة للدول وليس من حق أيا كان أن يتدخل في شئون الدول لأن هذا أمر غير مقبول على الإطلاق.

- هل فقدت خطر تأثيرها في الوساطة بين فتح وحماس وخاصة أنه كان لها دور بارز قبل 30 يونيو؟

نحن نرحب بأي دولة عربية تريد تقريب وجهات النظر بيننا وبين حركة حماس لإنهاء ملف المصالحة وحالة الإنقسام وملف المصالحة بدأ في مصر واستمر في مصر وسيستمر في مصر.