السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

من "كافيار الغلابة" لـ"سردين الأغنياء": كل مصري لازم يفرح في شم النسيم

كافياروسيمون فيميه
كافياروسيمون فيميه و الملوحة و فسخ ورنجة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بلهفة شديدة .. بات المصريون ينتظرون أي مناسبة لخطف ولو ضحكة أو ابتسامة تعيد لهم البهجة التي كانت لا تفارق وجوههم في يوم من الأيام حتى وصفهم البعض بأنهم شعب "ابن نكتة".
وبينما يحتفل العالم هذه الأيام بأعياد الربيع فإن لهذه الأجواء طعم آخر تماماً في مصر المحروسة التي تحتفل بأعياد شم النسيم منذ أكثر من 7 آلاف عام هو عمر الحضارة الفرعونية التي لا تزال تفرض أثارها ورموزها على كافة مناحي الحياة في مصر.
وتهب نسائم أعياد الربيع هذا العام في ظروف عصيبة مرت على مصر التي تواجه حرباً مفتوحة مع عناصر إرهابية وتكفيرية تسعى لتقويض الأمن عبر تنفيذ تفجيرات إجرامية وزرع قنابل في جميع ربوع مصر، إلا أنه ورغم هذه الحالة الاستثنائية فإن المصريين عازمون على قهر اليأس والاكتئاب عبر الاحتفال بأعياد الربيع كل على طريقته.
فعلى كل مائدة تشاهد أطباق البيض الملون وأعواد الملانة إلى جانب السردين والملوحة والرنجة وأم الخلول وكل هذا متاح للغلابة وأبناء الطبقة المتوسطة الذين يمكنهم الاحتفال بشم النسيم بتوفير مبلغ يبدأ من 30 جنيه كحد أدنى وتصل في بعض الأحيان إلى 250 جنيه حسب عدد أفراد الأسرة والأصناف المحبوبة.
أما إخواننا الأغنياء أصحاب القدرات المالية العالية فلهم أصناف أخرى تبدأ بالفسيخ الذي يبدأ سعر الكيلو منه بـ60 جنيه ويصل إلى 150 جنيه، إلى جانب الكافيار والسيمون فيميه والتي تحتاج إلى آلاف الجنيهات لشراء كميات كافية منه.
وبصورة عامة تتغير رائحة مصر بأكملها في هذا اليوم حيث تحرص أغلب البيوت على الاحتفال ولو بعلبة "تونة" أو "سالمون" مملح ضاربين عرض الحائط بكافة التحذيرات الطبية من الخطر الداهم من تناول هذه الأطعمة على الصحة العامة وخصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر والقلب والكبد فيحتفلون على طريقة "عيشني النهاردة وموتني بكرة".
والمدهش في هذه الحالة أنها لا تفرق بين جميع المصريين مسلمين ومسيحيين الذين يحاولون استراق ولو دقائق محدودة لرسم الابتسامة على شفاههم ووجوه أسرهم، حتى أنك لا تضيع وقتك في التفكير في الفوارق بين كافيار الفقراء وسردين الأغنياء، بالمناسبة خطأ مقصود، فلا فرق بين غني وفقير ولا مسلم ومسيحي إلا في الفرحة.. ويارب كلنا نفرح وتعود مصر بلد الأمن والأمان.