الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

فقط في مصر.. بائع الروبابيكيا واحد.. والمنطقة ليها أحكام.. فقير معدم في بولاق الدكرور.. ورجل أعمال في المهندسين.. "بيكيا" كلمة السر .. والبضائع تشمل كل شيء

 بائع الروبابيكيا
بائع الروبابيكيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


"بيكيا".. هي الكلمة التي غالبًا ما نسمعها معبرة عن مرور بائع الروبابيكيا في الشارع، ليشتري كل ما هو قديم، أيًا كانت درجة قدمه، خاصة مع موجة الفقر الذي يعاني منها مجتمعنا منذ أيام، فما بين فئة ترفض استمرار الأجهزة الكهربائية لأكثر من خمسة اعوام، وفئة تستهلك الأجهزة حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة، نجد بائع الروبابيكيا.

"محمد الغندور".. بائع روبابيكيا في منطقة بولاق الدكرور، تبدو عليه ملامح الفقر، و"الشقى"، فلا يبدو أحسن حالا من البضائع القديمة المتهالكة التي يشتريها، قضى 32 سنة من عمره في ممارسته للمهنة في نفس المنطقة، حيث يقول "أنا في تلك المهنة منذ أكثر من 30 عامًا، وبعت واشتريت سلع متعددة، ودائمًا ما يتراوح أسعار شراء المنتجات في بولاق من 10جنيه، وحتى 80 جنيه، ولا يمكن لأي سلعة مهما كانت أن تتعدى هذا الثمن، لأنها ببساطة خارج قدرات أهالي المنطقة.

وعن حال المنتجات يقول الغندور ضاحكًا، ناس تبيع ماتور غسالة ثمنه في الأساس 300 جنيه، بجنيهات قليلة لا تتعدى 50 جنيه، كيف يمكن أن تكون حالته، بالطبع سيئة وأكثر من سيئة أيضًا، فهي لا تصلح لأي استخدام، حتى الورش معظمها لا يشتريها، لأنها لا تصلح حتى لأن تفكك ويؤخذ منها أي قطع غيار، وبالتالي لا يشتريها إلا مصانع المواتير والغسالات، والمكسب فيها بيكون مش وحش الحمد لله.

وفي الزمالك، أحد الاحياء الراقية بالقاهرة والمجاور لمنطقة بولاق الدكرور، لا يختلف الحال كثيرا، يؤكد "نبوي عبد السلام" أحد بائعي الروبابيكيا بالمنطقة، مستدركا بأن الاختلاف الوحيد في نوع الأشياء التي يشتريها، وحالتها التي غالبًا ما تكون جيدة جدًا.
ويقول نبوي، " جهاز بنتي تقريبًا جمعته بالكامل من بقايا العفش والأجهزة التي يبيعها أهل الزمالك، فمثلًا اشتريت ثلاجة بـ 250 جنيه، كلفتني 140 جنيه لإعادة رشها، لأن لونها كان باهت بعض الشيء، وركبت لها لمبة جديدة من الداخل، وكلفتني 100 جنيه لعمل بعض التعديلات لدورة الفريون، وأصبحت جديدة لا غبار عليها، وأعطيتها لابنتي، ثلاجة وفريزر من نوعية ممتازة لم تكلفي تقريبًا إلا القليل، فكل ما أنفقته لم يساوي حتى نصف ثمنها".

وفي شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين، الأمر يختلف بعض الشيء، فلا وجود للصورة النمطية التي اعتدنا عليها من بائع الروبابيكيا الذي دائمًا ما ينادي "بيكيا"، فالوضع هنا مختلف، فـ "عم عزيز" يطوف جنبات شارع جامعة الدول راكبًا سيارة 128 حمراء اللون، مكتوب عليها "لشراء كل الأجهزة القديمة بأحسن الأسعار".

ويقول عزيز عبد الراضي، الذي لا يظهر عليه ملامح بائع الروبابيكيا، فالشعر الأبيض المنمق، والملابس المهندمة لا تقول أبدًا أنه بائع روبابيكيا، ويبدأ حديثه بقوله " إياك تفتكر اني حاجة كبيرة، أنا تاجر روبابيكيا، بس في شارع جامعة الدول"، مضيفًا أنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 41 سنة.

ويتابع: "كنت بلف في الشارع على رجلي، وأهل الشارع كانوا زمان من الأجانب، وأي حاجة تزيد عمرها عن 10 سنوات، كنت أشتريها بأقل من نصف ثمنها، وهو ما جعلني أجمع كم من المال استطعت فيه أن أطور من نفسي، وأكون من تجار الأجهزة المستعملة، وهو سوق له جمهور واسع في مصر، خاصة مع الحالة الاقتصادية السيئة التي يعيشها الناس، ولكنني مازلت أجمع بضاعتي من البيوت، والحال ماشي والحمد لله".