يستقبل المصريون هذه الأيام أعياد الربيع بطقوس غاية في الروعة من بينها الخروج إلى الحدائق والمنتزهات وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب والجيران، ويتشارك في هذه العادات والتقاليد جميع أبناء الوطن مسلمون ومسيحيون وجه بحري وقبلي أغنياء وفقراء في صورة أروع ما تكون على متانة الروابط التي تجمع بين أبناء الشعب المصري الواحد.
ويقبل المصريون في هذه الاحتفالات على تناول الأسماك المملحة بجميع أنواعها بداية من السردين والملوحة والرنجة وأم الخلول كما هي الحالة بالنسبة لمتوسطي الحال ومحدودي الدخل في حين تصل إلى حد الفسيخ والكافيار والجمبري والاستاكوزا والسيمون فيميه.
الملح الحدود المسموح بها والتي تغطى احتياجات الفرد اليومية من كلوريد الصوديوم والإكثار منها يعرض الإنسان لأضرار صحية على الأمد الطويل، من بينها الإصابة بارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي، وقد تؤدى إلى انفجار الأوعية الدموية، وإن كان لابد من أكل الأسماك المملحة فينصح بإضافة الليمون وتناول الخس والخيار، وذلك لتجنب الإصابة بارتفاع حموضة المعدة كما ينصح بغسيل الفسيخ والسردين بالخل المخفف مع عصير الليمون لتقليل نسبة الملح به.
ورغم علم ملايين المصريين بأضرار هذه الموالح إلا أنهم يصرون على تنولها.. وتأتي وجبة الرنجة والفسيخ والملوحة في صدارة الأطباق التي "يلتهمها" ملايين المصريين في يوم شم النسيم.
فهي عادة تضرب بجذورها إلى أعماق التاريخ منذ آلاف السنين وتحديدا منذ عهد الفراعنة والمصريون لا يستطيعون الإقلاع عن هذه العادة التي ربما تكون قاتلة بالنسبة لبعض المرضى.
وكل عام تصدر وزارة الصحة تحذيرات بل صرخات ناشدت من خلالها المواطنين التخلي عن هذه العادة مشيرة إلى أن تناول وجبة فسيخ يمكنها أن تؤدي إلى الشلل أو الوفاة، لا قدر الله، ويكفي أن نعلم أن سعر لقاح التسمم من الفسيخ هذا 25ألف جنيه للعبوة الواحدة، فيما قد يحتاج المريض الواحد إلى 3 عبوات لإنقاذ حياته إن أمكن.
ويقدم الأطباء روشتة صحية بالاحتياطات الواجب اتباعها حتي يمر احتفالك بشم النسيم بسلام ولا تعرف طريقك الي المستشفي.
ينصح د. نبيل سمير ويصا، أخصائي القلب والباطنة والأوعية الدموية، مرضي السكر والقلب وأصحاب الأمراض المزمنة بعدم تناول هذه الاسماك المملحة لما لها من اثار ضارة علي صحتهم.. وإن كان ولا بد فيكفي تذوق قطعة صغيرة من الفسيخ او الرنجة او الملوحة تذوق.
أما بالنسبة لمرضى السكر لا مشكلة من تناول هذه الماكولات ولكن بكميات بسيطة ايضا، فلا نترك الباب مفتوا على مصراعيه أمام الشهية المفتوحة التي تقبل على هذه الأكلات ربما أكثر كثيرا من الإقبال على اللحوم.
ويشدد د. ويصا علي ضرورة تناول الخضراوات الطازجة مثل "البصل الاخضر" و"الخس" مع الفسيخ لما لها من قدرة علي امتصاص السموم من الجسم وعدم الاسراف في التناول بحيث لا يتجاوز 150 جراماً في الوجبة الواحدة لتجنب حدوث مشاكل صحية تتراوح من سوء الهضم والحموضة و"كرشة النفس" وتصل إلي حد التسمم.
كما ينصح بتناول البقدونس والبرتقال والموز والكنتالوب الغنى بالبوتاسيوم ليساعد على إخراج الملح الزائد من الجسم، كما يفيد تناول الكركديه والبقدونس في إدرار البول، وكذلك تناول الأعشاب التي تساعد في تطهير المعدة ومقاومة التلوث مثل الشاي الأخضر مع النعناع أو الزعتر أو القرفة.
