الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الصحة العالمية تحيي يوم 25 أبريل الاحتفال بيوم الملاريا العالمي

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 25 أبريل الاحتفال بيوم الملايا العالمي 2014 تحت شعار "الاستثمار في المستقبل هزيمة الملاريا"، وكانت الدول الأعضاء في المنظمة قد قرروا في عام 2007 ، اعتبار يوم 25 أبريل للاحتفال بيوم الملاريا العالمي الذي يتيح فرصة لتسليط الأضواء على ضرورة استمرار الاستثمار وتواصل الالتزام السياسي للوقاية من الملاريا ومكافحتها .
وأنقذت الجهود العالمية المبذولة لمكافحة الملاريا والقضاء عليها أرواح 3.3 مليون شخص منذ عام 2000 حسب التقديرات بتخفيض معدل الوفيات بسبب الملاريا بنسبة 42 % على الصعيد العالمي ونسبة 49 % في أفريقيا . وساعد نمو الالتزام السياسي وتوسع نطاق التمويل على الحد من معدل الإصابة بالملاريا بنسبة 25 % على الصعيد العالمي ونسبة 31 % في أفريقيا. وعلى أن الغاية المنشودة لم تتحقق بعد ، فلا تزال الملاريا تودي سنويا حسب التقديرات بحياة 627 ألف شخص يتألفون أساسا من أطفال دون سن الخامسة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقد تواصل انتقال الملاريا في 97 بلدا خلال عام 2013.
ويظهر سنويا ما يزيد على 200 مليون حالة لا يجري اختبار أو تسجيل معظمها على الإطلاق. ويهدد ظهور مقاومة المرض للأدوية ومبيدات الحشرات بعكس اتجاه المكاسب المحققة في الآونة الأخيرة. ومن الملح تحصيل المزيد من الأموال لترسيخ التقدم المحرز وتسريع وتيرته في مجال مكافحة الملاريا في العالم تمشيا مع الهدف 6 من الأهداف الإنمائية للألفية ولضمان تحقيق الهدفين 4 و5 من هذه الأهداف. وأشارت مارجريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية إلى أنه لا ينبغي لنا أن يشعرنا هذا التقدم الملحوظ بالرضا ، فالأعداد المطلقة لحالات الملاريا والوفيات لا تتراجع بقدر المستطاع . والملاريا مرض تسببه طفيليات من فصيلة المتصورات التي تنتقل بين البشر من خلال لدغات أجناس بعوض الأنوفيلة الحامل لها، التي تسمى "نواقل الملاريا"، والتي تلدغ الناس في الفترة بين الغسق والفجر بالدرجة الأولى .وهناك أربعة أنواع من المتصورات التي تسبب الملاريا البشرية هى: المتصورة المنجلية ؛ المتصورة النشيطة ؛ المتصورة الوبالية ؛ المتصورة البيضوية . وتعد المتصورة المنجلية والمتصورة النشيطة أكثر الفصائل شيوعا، غير أن المتصورة المنجلية هى أشد الفصائل فتكا بالناس. كما لوحظ، في الأعوام الأخيرة حدوث حالات بشرية من الملاريا الناجمة عن المتصورة النولسية- وهى ملاريا تصيب النسانيس وتحدث في بعض المناطق الغابية من جنوب شرق آسيا.
ولا تسري الملاريا إلا عن طريق لدغات البعوض من جنس الأنوفيلة ، وتعتمد وتيرة السريان على عوامل لها صلة بالطفيلي والناقل والثوي البشري والبيئة. وهناك نحو 20 جنسا مختلفا من أجناس الأنوفيلة التي تكتسي أهمية على الصعيد المحلي في جميع أنحاء العالم . وتتكاثر تلك الأجناس في المياه ولكل منها مكانه المفضل للتكاثر؛ فالبعض منها يفضل التكاثر مثلا في المياه العذبة الضحلة ، مثل البرك وحقول الأرز وآثار الحوافر على الأرض. والملاحظ أن وتيرة سريان المرض تشتد في الأماكن التي يطول فيها عمر البعوض الناقل نسبيا (مما يمكن الطفيلي من استكمال نموه داخل البعوض) أو إذا فضل البعوض لدغ البشر بدلا من الحيوانات. فطول دورة حياة أجناس النواقل الأفريقية وميولها إلى لدغ البشر بقوة من الأمور التي تفسر سبب وقوع أكثر من 90 % من وفيات الملاريا في أفريقيا.
ويعتمد سريان المرض أيضا على الظروف المناخية التي قد تؤثر في عدد البعوض وبقائه، مثل أنماط تهاطل الأمطار ودرجة الحرارة والرطوبة. ومن الملاحظ، في كثير من الأماكن أن سريان المرض موسمي ويبلغ ذروته أثناء موسم الأمطار وبعده مباشرة. ويمكن أن تحدث أوبئة الملاريا عندما تساعد الظروف المناخية والظروف الأخرى فجأة، على سريان العدوى في المناطق التي لا يمتلك فيها الناس إلا القليل من المناعة ضد المرض أو أنهم لا يمتلكون مناعة ضده على الإطلاق. كما يمكن أن تحدث تلك الأوبئة عندما ينتقل الناس من ذوي المناعة المنخفضة إلى مناطق يشتد فيها سريان المرض وذلك للبحث عن العمل أو لأغراض اللجوء على سبيل المثال. وتمثل المناعة البشرية أحد العوامل الهامة الأخرى التي تؤثر في سريان الملاريا لاسيما لدى البالغين في المناطق التي تشهد سريان المرض بشكل معتدل أو مكثف. وتتشكل مناعة جزئية من جراء التعرض للمرض طيلة أعوام ومع أنها لا تتيح حماية تامة ضد المرض، فإنها تسهم في الحد من تطور العدوى إلى مرض وخيم . وعليه فإن معظم وفيات الملاريا التي تسجل في أفريقيا تحدث بين صغار الأطفال ، بينما يلاحظ تعرض جميع الفئات العمرية للخطر في المناطق التي يقل فيها سريان المرض وتنخفض فيها نسبة المناعة.
ومن أعراض الملاريا الحمى والصداع والتقيؤ. وتظهر تلك الأعراض عادة بعد مضي 10 أيام إلى 15 يوما على التعرض للدغ البعوض. ويمكن للملاريا إذا لم تعالج أن تتهدد حياة المصاب بها بسرعة من خلال عرقلة عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم. وقد اكتسب الطفيلي المسبب للملاريا في كثير من أنحاء العالم القدرة على مقاومة عدد من الأدوية المضادة له. ومن التدخلات الرامية إلى مكافحة الملاريا التعجيل بتوفير العلاج الناجع المتمثل في المعالجات التوليفية التي تحتوي على مادة الأرتيميسينين ؛ وحث الفئات المختطرة على استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات؛ والرش الثمالي داخل المباني باستخدام مبيد للحشرات من أجل مكافحة الحشرات النواقل.
ويواجه نصف سكان العالم تقريبا مخاطر الإصابة بالملاريا. وتحدث معظم الحالات والوفيات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، وبدرجة أقل في كل من آسيا وأمريكا اللاتينية ، وتشهد أيضا منطقة الشرق الأوسط وبعض المناطق الأوروبية حدوث حالات من المرض. وقد شهد 99 من البلدان والأقاليم استمرار سريان الملاريا في عام 2010. وتشير التقارير إلى أن ما يقدر بنحو 3.4 مليار شخص معرضون لخطر الإصابة بالملاريا ، منهم 1.2 مليار المعرضة لمخاطر عالية . وفي المناطق المعرضة للخطر يحدث حالة الملاريا أكثر من واحد لكل 1000 من السكان .وكان هناك ما يقدر 207 ملايين حالة إصابة بالملاريا في عام 2012 ، ويقدر ب627 ألف حالة وفاة ناجمة عن الملاريا . كما أدت الملاريا إلى وفاة 482 ألف طفل دون سن الخامسة من العمر ، أي 1300 طفل كل يوم أو طفل واحد كل دقيقة تقريبا . ولا تزال الملاريا تمثل تحديا كبيرا في إقليم شرق المتوسط، فأكثر من50 % من سكان الإقليم يعيشون في مناطق معرضة لخطر الإصابة بهذا المرض، وبناء على تقديرات عام 2010، تأثر حوالي 10.4 مليون شخص بالملاريا ويتوفي سنويا 15 ألف شخص في الإقليم جراء الإصابة بالملاريا.
وبين عامي 2000 و 2012 ، ساعدت على نطاق والمتابعة من التدخلات للحد من معدلات الإصابة بالملاريا بنسبة 25 ٪ على الصعيد العالمي ، و بنسبة 31 ٪ في إقليم منظمة الصحة العالمية الأفريقي ، كما تم تخفيض معدل وفيات الملاريا على الصعيد العالمي بنسبة 42 ٪ خلال نفس الفترة ، في حين كان الانخفاض في إقليم منظمة الصحة العالمية الأفريقي 49 ٪ .وارتفعت المصروفات الدولية لمكافحة الملاريا من 100 مليون دولار أمريكي في عام 2000 إلى 1.94 مليار دولار أمريكي في عام 2012 و 1.97 مليار دولار أمريكي في عام 2013 .
وتسير 52 دولة على الطريق الصحيح للحد من معدلات الإصابة بالملاريا بنسبة 75 ٪ ، وذلك تمشيا مع أهداف جمعية الصحة العالمية لدحر الملاريا ، وتمثل هذه الدول 52 فقط نسبة 4 ٪ ( 8 ملايين ) من إجمالي حالات الإصابة بالملاريا . كما لم يتم تحقيق الأهداف الدولية للحد من حالات الملاريا والوفيات ما لم يتم إحراز تقدم كبير في البلدان 18 الأكثر تضررا ، والتي تمثل ما يقدر ب 80 ٪ من حالات الإصابة بالملاريا ، وحوالي 40 ٪ من وفيات الملاريا تحدث في بلدين فقط وهى نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية .
وللوقاية من الملاريا ، فإن مكافحة البعوض هى الأسلوب الرئيسي للحد من الملاريا على صعيد المجتمع ، حيث تكفل بخفض سريان المرض من مستويات عالية للغاية إلى مستويات قريبة من الصفر . أما بالنسبة للأفراد فإن الحماية الشخصية من لدغات البعوض تمثل خط الدفاع الأول للوقاية من المرض . وفي بعض الحالات يؤخذ دواء وقائي عند السفر إلى مناطق موبوءة .
وتتدخل السلطات بمساعدة البرنامج العالمي لمكافحة الملاريا من خلال تدخلين رئيسيين يضمنان مكافحة البعوض مهما تنوعت الظروف ، هما : توزيع الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات المديدة المفعول في إطار برامج الصحة العمومية ذات الصلة. ففي عام 2013 تم تسليم ما يقدر ب 136 مليونا من الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات طويلة الأمد ( الناموسيات ) إلى البلدان الموبوءة ، وهى زيادة كبيرة عن ال 70 مليون ناموسية التي تم تسليمها في عام 2012 . وقد تم تمويل حوالي 200 مليون من الناموسيات للتسليم في عام 2014 . كذلك الرش بمبيدات الحشرات في الأماكن الداخلية بما لا يقل عن 80 % من المنازل في المناطق المستهدفة . ويضمن هذا الرش فعالية لفترة تتراوح بين 3 و6 أشهر ، حسب المبيد المستخدم ونوع المسطحات التي يتم رش المبيد عليها .
ولايوجد مصل واق أو مضادة للملاريا لاختلاف طبيعة الطفيل عن الأمراض الأخرى كأمراض الفيروسات أوالبكتريا لأن إنتاج مصل مضاد للملاريا عملية معقدة وهناك مشاريع بحثية لكن لاتوجد مؤشرات إنتاج مصل مضاد لها خلال العدة سنوات القادمة.ويعتقد قاطنو المناطق الموبوءة أن بلادهم خالية من هذا المرض نظرا لمناعتهم الجزئية ، لكن الغرباء يمرضون لعدم قدرتهم على التحمل ونقص المناعة . وتسهم خدمات التشخيص والعلاج في المراحل المبكرة في التخفيف من حدة المرض وتوقي الوفيات الناجمة عنه ، كما تسهم في الحد من سريانه. ويتمثل أفضل علاج من بين العلاجات المتوافرة لمكافحة الملاريا ، ولاسيما الملاريا المنجلية في المعالجة التوليفية القائمة على الأرتيميسينين. وتوصي منظمة الصحة العالمية بضرورة الحرص قبل إعطاء العلاج على تأكيد جميع حالات الملاريا المشتبه فيها من خلال التشخيص الذي يؤكد وجود الطفيلي (إما عن طريق المجهر أو اختبار التشخيص السريع). ويمكن إتاحة نتائج ذلك الفحص التوكيدي في غضون 15 دقيقة أو أقل من ذلك. ولا ينبغي إعطاء العلاج استنادا إلى الأعراض فقط إلا عندما يتعذر إجراء التشخيص الذي يؤكد وجود الطفيلي.