حمل وزير الداخلية السوداني عبد الواحد يوسف، الجبهة الثورية المتمردة مسئولية مقتل المئات من السودانيين في مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان، واتهمها بالتورط في القتال الدائر حاليا بين أطراف الأزمة في دولة جنوب السودان.
وقال خلال تصريحات نشرت أمس " أن ما حدث للضحايا السودانيين من قبل قوات التمرد بقيادة رياك مشار كان بسبب الجبهة الثورية التي تورطت هي الأخرى في القتال بجانب قوات الرئيس سلفاكير بخلفية الانتماء لدولة السودان وليس جنوب السودان".
وأوضح يوسف " أن ردة الفعل التي تنتهي بمثل هذه الظواهر الكارثية في دولة جنوب السودان والتي يدفع ثمنها الآلاف من مواطني الدولة الوليدة والرعايا الأجانب المقيمين لظروف ودوافع مختلفة في مدن الجنوب يؤكد كل ذلك بجلاء أهمية التحرك الإقليمي والدولي العاجل لتدارك هذه الدولة قبل أن تتشظى مجتمعيا وتتحول لمهدد أمني إقليمي كبير وخطير جدا".
جاءت تصريحات وزير الداخلية السوداني، تعقيبا على ما تم تناقله من وقوع مجزرة ضد السودانيين في مسجد وسوق مدينة بانتيو بدولة جنوب السودان يوم الاثنين الماضي. وأكد الوزير أنه وبصرف النظر عن صحة ودقة المعلومات الواردة في هذا الخصوص فإن الجبهة الثورية المتمردة تعتبر الباعث الأساسي لتلك الأحداث المؤسفة.
من جانبها أكدت صحيفة أخبار اليوم السودانية من مصادر موثوقة من مدينة ميوم بدولة جنوب السودان أن حصيلة ضحايا القصف المدفعي على مدينة بانتيو من المواطنين السودانيين ارتفعت الى أكثر من 600 قتيل فيما ارتفعت حصيلة الذين تمت تصفيتهم داخل المسجد إلى أكثر من 160 قتيلا.
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم القتلى من مدينة الدبب بولاية غرب كردفان السودانية ومن أبناء قبيلة المسيرية.
وقالت المصادر إن الهجوم الذي قامت به قوات المتمرد رياك مشار على مدينة بانتيو قد تم على ثلاثة محاور وان سبب ارتفاع عدد الضحايا السودانيين يعزي لأنهم يمثلون نسبة كبيرة في سوق المدينة الذي يتكون معظمه من متاجر يمتلكها تجار سودانيون من دارفور و كردفان والنيل الأبيض والجزيرة ومدن سودانية أخرى فيما لايزال الحصر جاريا في انتظار اكتمال الإحصائية النهائية لعدد القتلى التي قد تزيد عن العدد المعلن الآن بكثير.
وأبدت المصادر مخاوفها من ردة فعل القبائل السودانية تجاه هذه الاعتداءات من قبل قبيلة النوير التابعة للمتمرد رياك مشار، وقالت، إن الأحداث مرشحة لمزيد من التصعيدات خلال الفترة المقبلة فيما أفاد شهود عيان ناجون من المجزرة التي وقعت في مدينة بانتيو للصحيفة عن وقوع انتهاكات ضد السودانيين واستهدافهم من قبل المتمردين .
