الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

3 مشاريع صهيو أمريكية لحصار مصر.. سكك حديد إيلات أشدود.. قناة البحرين.. مطار إيلات العقبة.. نافعة: المخططات الصهيونية قديمة وتعتمد على هشاشة الأنظمة العربية..رشاد: سقوط الإخوان أسقط جميع المخططات

 مشاريع صهيوأمريكية
مشاريع صهيوأمريكية لحصار مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصر مستهدفة، حقيقة لا يمكن تجاهلها، إسرائيل وأمريكا ستبقيان " العدو الأوحد " لمصر، مؤامراتهما ضد مصر مستمرة ومخططاتهما قائمة لضرب استقرار البلاد، أخطر هذه المخططات 3 مشاريع صهيو - أمريكية تستهدف حصار مصر إقليميا: " سكك حديد "إيلات أشدود" و"قناة البحرين" ومطار "إيلات العقبة "، المراقبون وكبار الساسة أكدوا المخطط وحذروا من خطورته فيما قلل البعض من الأمر، حس نافعة رأي أن المخططات الصهيونية قديمة تعتمد على هشاشة الانظمة العربية.. والحل: بناء دولة مصرية قوية وأكد محمد رشاد، أن سقوط الإخوان أسقط جميع المخططات فيما قال طارق فهمي إن الحذر واجب
والتفاصيل تقول إنه في الوقت الذي تعاني فيه مصر على جميع المستويات الاقتصادية والأمنية في ظل حربها على الإرهاب، وجد الكيان الصهيوني ضالته في استغلال الظرف الراهن لتحقيق مكسب سياسي للخروج من حالة العزلة التي تفرضها شعوب دول الطوق وعلي رأسها مصر، باستعادة الحلم القديم القائم بإعادة ترسيم الخريطة وفق الهوى الجيو سياسي الإسرائيلي وبشكل يجعلها تحكم قبضتها "التكنو- اقتصادية" على المنطقة من خلال فرض عدد من المشروعات الضخمة بالقرب من حدودها وبالشراكة مع الدول المحيطة لفرض واقع جديد من المصالح المشتركة .

الكارثة، أن هناك أقلامًا إسرائيلية كثيرة أعلنت عن تلك المخططات صراحة ولم تتوار عن فضحها على الملأ وربما لأنهم يعلمون أن العرب للأسف لا يقرأون، ومن بين هؤلاء الذين كشفوا عن ذلك التوجه "الصهيو-أمريكي"، الكاتب والمهندس الإسرائيلي "جاد جزيت" خبير البينة التحتية، الذي أعلن عن تفاصيل المخطط الذي بموجبه سيعاد رسم خريطة الشرق الأوسط، ففى "نيوز1" أحد أهم المواقع الإسرائيلية تحدث "جزيت" في الأول من مايو 2013 عن بعض المشاريع التي من خلالها ستتمكن إسرائيل من فرض حصار اقتصادي حول مصر، أهمها على الإطلاق مشروع سكك حديد "إيلات أشدود"، و"قناة البحرين" التي ستربط البحر الأحمر بالميت، اللذين سيؤثران على قناة السويس، بالإضافة إلى مشروع مطار "ايلات العقبة" التي حلمت به إسرائيل منذ عشرين عامًا، علمًا بأن كل تلك المشروعات قيد التنفيذ الآن .


الغريب أن "جازيت" تناول في مقالة المنشور بـ"نيوز1" مطالباته لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بسرعة تبني مشروع قومي اسرائيلي متكامل بالتعاون مع الراعي الرسمي للكيان الصهيوني الولايات المتحدة الأمريكية، بإنشاء مشروعات استثمارية عالمية لتطوير دول المنطقة العربية وعلى الأخص دول الطوق، لتتم تهيئة الشرق الأوسط لقيام الثورة العربية الكبرى.


كان المشروع الذي تتبناه الحكومة الإسرائيلية منذ سنوات، هو وصول حركة حماس إلى الحكم ونجاحها في تقسيم الشعب الفلسطيني بين ضفة وقطاع، ويعتمد على انشاء كيانين فلسطينيين في الشمال والجنوب، ويعتمد على أن تؤجر أو تبيع مصر جزءًا من شمال منطقة العريش لصالح دولة غزة الكبرى لاستيعاب النمو السكاني، في مقابل أن يتم استثمار أموال ضخمة، فلسطينية وإسرائيلية وإقليمية في مصر لإنقاذها من الانهيار الاقتصادي الذي تعانيه في مخطط شبيه بمخطط "مارشال" لتعمير أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
الجزء الثاني من المخطط سيتم تنفيذه في الضفة الغربية التي سيتم منحها حكمًا ذاتيًا للفلسطينيين على أن تظل تحت السيادة الإسرائيلية، وذات حدود منزوعة السلاح في مقابل أن تحظى باعتراف دولى، مع وقف الاستيطان والإبقاء على المستوطنات التي حصلت على اعتراف دولي، في مقابل أن تحصل مصر على الغاز الطبيعي الإسرائيلي، إضافة إلى ابرام العديد من العقود الاستثمارية المشتركة صناعيًا وتكنولوجيًا وزراعيًا.


فيما صرح مؤخرًا بالفعل "يوسي أبو" الرئيس التنفيذي لشركة التنقيب التي تشارك في مشروع حقل "لفثيان" الإسرائيلي للغاز، أن إسرائيل ستتمكن بحلول نهاية عام 2017 وبداية عام 2018 من امداد العديد من الدول وعلي رأسها مصر والأردن وتركيا بالغاز الطبيعي، وهذا ما يؤكد أن تل أبيب ذاهبة بخطى ثابتة نحو مشروعها الشيطاني في المنطقة.
ليس هذا فقط، بل أضاف وقتها "جازيت" أن يتم توصيل أنبوب مياه ضخم بتمويل دولي من تركيا إلى قطاع غزة، ويتم بناء ميناء عميق في العريش بشمال سيناء، في مقابل الدولة الفلسطينية، ويتم تطوير وتوسيع قناة السويس باستثمارات دولية. إضافة إلى بناء ميناء عميق على شواطئ إسرائيل، يتم تخصيصه لخدمة الأردن وفلسطين، إضافة إلى بناء سكة حديد إيلات. ويتم ضم ميناء إيلات إلى ميناء العقبة، تحت إدارة واحدة لخدمة الدولتين، إضافة إلى شق قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت بتعاون أردني إسرائيلي.



المفاجأة الأكبر

المفاجأة الأكبر، أن تلك المشاريع لم تكن مجرد حبر على ورق ولكنها قيد التنفيذ بل وأوشكت على الانتهاء، بالنسبة لمشروع خط سكك حديد إيلات أشدود والذي يتم تنفيذه بدعم صيني بتكلفة تصل إلى 10 مليارات دولار، من خلال مد خط من إيلات جنوبًا إلى كريات شمونة شمالًا بطول 180 كيلومترًا، وسيكون خطًا مزدوجًا يتخلله 63 كوبرى، وخمسة أنفاق، مما يجعل خط القطار الجديد بديلا لقناة السويس من خلال إنشاء جسر برى لنقل البضائع التجارية من آسيا لأوروبا والشرق الأوسط.
أما المشروع الثاني هو قناة البحرين، يعتبره مسئولون إسرائيليون تحقيقًا لأحد الأحلام إسرائيلية القديمة طبقا لوصف "سيلفان شالوم، حيث اتفقت إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية على مد خط أنابيب لنقل المياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت ضمن مشروع يرمى إلى إنقاذه من الجفاف، ويستغرق إقامته خمس سنوات، بكلفة تتراوح بين 250 و400 مليون دولار، على أن يبلغ طول الأنابيب نحو 180 كيلومترًا، وستنقل نحو 100 مليون متر مكعب من المياه سنويًا من البحر الأحمر إلى البحر الميت، ما سيساهم في إنقاذ إسرائيل من الجفاف.

في حين أن المشروع الثالث مطار "إيلات – العقبة"، بالقرب من مطار الملك الحسين بن طلال بالعقبة ومن مدينة إيلات الجنوبية المحاذية شاطئيًا لمدينة العقبة الساحلية الجنوبية، فيعد مطارًا دوليًا بتكلفة 1.6 مليار شيكل أي ما يعادل 471 مليون دولار، وسيستغرق بناؤه نحو 3 سنوات، غير أنه لم يُعرف حتى الآن موعد البدء في المشروع.
ومع تنفيذ تلك المشروعات تكون إسرائيل قد نجحت في تطويق الدول المجاورة لها وفرضت واقعًا جديدًا عليهم بتأمين نفسها اقتصاديًا وسياسيًا، لأنه مع الانتهاء من تلك المشروعات ستعمل الدول المجاورة على حماية مصالحها بالتعاون مع إسرائيل من خلال تعامل مباشر وتكسر العزلة التي فرضت على إسرائيل منذ قيامها باحتلال الأراضي الفلسطينية .

الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، في رأيه أن إسرائيل أعدت الكثر من المخططات والأفكار على فترات زمنية متباعدة تحمل نفس المضمون وتتعلق بقطاع غزة وإمكانية التمدد داخل سيناء ووضعها في الاستراتيجية، مضيفًا أن بعض الكتاب الإسرائيليون تحدثوا عن أن مصر دولة مركزية هشة وبالتالي ستنهار ويمكن بسهولة أن تتجزأ إلى عدة دويلات، دولة سنية في الشمال وأخرى قبطية في الجنوب ودولة نوبية ودولة في الصحراء الغربية.
وأوضح نافعة، أن كل تلك المخططات القديمة هدفها واحد، مهما اختلفت مسمياتها وأشكالها ويتم تجديدها من وقت لآخر، مشددًا أنه يتوجب على مصر أخذ كل تلك الأمور بجدية شديدة لأن أمنها القومي أصبح مهددًا من جميع الجبهات سواء من إسرائيل ومن ليبيا مؤخرًا ومن السودان خاصة بعد تفتته، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت محاصرة من جميع الاتجاهات.
وشدد نافعة على أن مصر لن تستطيع التغلب على كل تلك المؤامرات إلا بعد بناء دولة قوية أولًا وإقامة نظام سياسي قادر على البقاء والاستمرار، موضحًا أن تلك هي الركيزة الأساسية لحماية الأمن القومي والتي بدونها لا يمكن إطلاقًا أن يكون لمصر دور إقليمي ودولي ولا تتمكن أيضًا من حماية أمنها القومي .


و يري الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط أنه منذ سنوات وإسرائيل تتبني خطة لتقاسم الأراضي ولإقامة دولة فلسطينية في سيناء، وكان وراءها جنرال الأمن القومي "جيورا إيلاند" حيث اعتبرت إن ما يحدث في سيناء من تصاعد لأعمال العنف والفوضى، سيؤثر على أمنها خاصة في حالة تنفيذ الجهاديين عمليات فدائية ضدها، إضافة إلى وجود احتجاجات فلسطينية على خطة برافر، القاضية بنهب 800 ألف دونم من الفلسطينيين في النقب وتشريد عشرات الآلاف من سكانه، موضحًا أن إسرائيل بعدها وضعت في أجندتها مخطط إنشاء دولة غزة الكبرى على أراضي سيناء.
وقال فهمى إن إسرائيل لديها بالفعل خمسة مشروعات في منطقة الشرق الأوسط غرضها تطويق وإحكام السيطرة عليه من خلال ميناء إيلات التجاري والعسكري وخط إيلات أشدود الذي سيؤثر بصورة أو بأخرى على قناة السويس، وتشغيل خط الأنابيب الذي يربط بين إيلات وأشكلون وقناة البحرين التي تربط البحر الأحمر بالميت ومطار إيلات العقبة، موضحًا أن المشكلة الحقيقة تكمن في بدأ تنفيذ إسرائيل لتك المشروعات.
وأوضح فهمى أن خطورة إنشاء هذا المشروعات تنحصر في بعض النقاط أهمها بأن إسرائيل تقوم بإنشاء منطقة صناعية جديدة سوف تجذب إليها السفن التجارية بالبحرين الأحمر والمتوسط، وأن الخطر الذي أصبح يهدد مصر حاليًا هو أن الإسرائيليون يقومون بتطوير موانيهم أولًا بأول، بينما لا يوجد تطوير في الموانئ المصرية.


وأكد اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق أن هذا المخطط كان يدخل في إطار مشروع الإسلام السياسي في المنطقة ومع سقوط جماعة الإخوان المسلمين في مصر وانهيار الإسلام السياسي في المنطقة سقط هذا المشروع برمته، لأن الإخوان كانوا الإداة الفعلية لتنفيذه، مبينًا أن هذا المشروع أصبح اليوم صعب التنفيذ.
وأوضح رشاد أن فكرة تبادل الأراضي غير واردة لأن القضية الفلسطينية لن تحل في المستقبل القريب لأن تل أبيب لا تريد أن تقام الدولة بمفهوم الفلسطيني وإنما بالمفهوم الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن تلك المشاريع الإسرائيلية ستظل تل أبيب ماضية فيها على أمل أن تجد تطورات في المنطقة تستطيع من خلالها تنفيذ المخطط "الصهيو-أمريكي" بترسيم شرق أوسط جديد، مشددًا في الوقت نفسه على أن سقوط الإسلام السياسي وانهيار تلك المشروعات أكثر ما أغضب أمريكا والصهيونية العالمية لأنهم كانوا يريدون أن تحل القضية الفلسطينية على حساب مصر .