قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن للدولة اليهودية أسبابها الدبلوماسية والجغرافية والاقتصادية لتجنب القضايا والساحات الساخنة على المستوى الدولي.
وأوضحت الصحيفة أن الموقف الأوكراني تدهور مرتين هذا الأسبوع ، أولها عندما أمرت الحكومة المؤقتة بكييف لأول مرة منذ ضم القرم لروسيا بتحرك عسكري، والثاني عندما انتشرت دعاوى الانفصال من مؤيدي روسيا من أوكرانيا لمولودوفا.
وحشدت روسيا 40 ألفًا من جنودها على الحدود الاوكرانية الشرقية، فأمرت حكومة أوكرانيا بفرض حظر تجوال بالمنطقة وأمرت بالقتال لاستعادة المطار الذي سيطر عليه موالو روسيا، وبدا وكأن للحكومة المؤقتة خطة عمل تعمل بموجبها، ولكن وقوف المدرعات مرتعدة أمام مجموعة من موالي روسيا العزل أثبتت أن الحكومة المؤقتة جوفاء، والجيش الروسي عاجلا ام آجلا قد يخوض حربا لينتصر فيها طالت أم قصرت.
وانتقدت الصحيفة موقف الرئيس الأمريكي "باراك اوباما" الذي لم يفعل شيئًا إلا القاء اللوم على روسيا متهما إياها بزعزعة الاستقرار، في لقاء الخميس الذي جمع دبلوماسيي امريكا وأوروبا وأوكرانيا .
وباختصار، فإن الخلاف بين أوروبا وروسيا تتبناه الولايات المتحدة، متوقعة أن حلفاءها سيتبنون موقفها، ليس إلا لأنها تتعثر في هذا النزاع الأوروبي.
وقالت الصحيفة ايضا إن إسرائيل اعتمدت منذ وقت مبكر سياسة الحياد، في المشاكل الدولية، ففي الحرب الكورية الجنوبية؛ بينما طولبت اسرائيل إرسال قوات الى جانب القوات الدولية فضل بن جوريون إرسال مساعدات إنسانية.
هذا الموقف الحيادي من إسرائيل علي الرغم من قطع روسيا علاقتها بإسرائيل منذ حرب 67، وعملها بكل ثقلها في غير مصلحة اسرائيل وعلى كافة المناحي، وفي عام 1979 غزا الاتحاد السوفييتي أفغانستان، ومع ذلك لم تقاطع أمريكا اوليمبياد موسكو 1980، والآن اسرائيل ستفعل ما يفعله العم سام على طول تاريخه.
أدت أحداث الربيع العربي خلال السنوات الثلاثة الماضية الى تعزيز التواجد الروسي مقابل تقلص التأثير الأمريكي وسقطت هيبتها في المنطقة، وسقطت كل رهانات أوباما حول السياسات في مصر، فلم تحم نظام مبارك في مصر، و لاتزال متمسكة بالاخوان كحليف لهم بديلًا عن مبارك وتدافع عنهم، وأما تجميد صفقة السلاح الامريكية لمصر عقب عزل الاخوان، فدفع بالمصريين الى التوجه الى روسيا.
وكذلك في سوريا، بعد استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد شعبه و تهديد أمريكا بالرد تراجعت وتنازلت عن الموقف القيادي هناك لروسيا مما عزز الموقف الروسي في المنطقة.
لذا ترى إسرائيل أن الافضل لها هو تجاهل الأزمة الأوكرانية والصراع بين العملاقين الروسي والأمريكي مفضلة التركيز علي أمورها الداخلية حسب ما ذكرته الصحيفة.
