الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السيد المشير.. "الشعب الحقيقي" ينتظر كلمتك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اسمح لي سيادة المشير أن أكتب من جديد عن خطة ترويج الأكاذيب ونشر الإشاعات في محاولة لزرع القلق في قلوب الناس وزعزعة الثقة لديهم وعما هو مطلوب منك لمواجهتها وطمأنة الناس.. والناس هنا هم الملايين من البسطاء الذين أحبوك حب البسطاء الصادق الذين لا ينشدون مقابله مصالح ولا مكاسب، البسطاء الذين وثقوا فيك الثقة المطلقة يوم أن كدت تدفع حياتك ثمنا لإنقاذ مصر من مصير أغبر في ظل حكم جماعة إرهابية خائنة، البسطاء من (الشعب الحقيقي) الذين ولاؤهم ليس لأحزاب سياسية، وليس لهم توجهات سياسية يمينية ولا يسارية ولا غيرها، وولاؤهم فقط لمصر وتوجهاتهم لأرض مصر الطيبة.. البسطاء الذين يصحون من النوم فجرا يسعون إلى رزقهم ويكملون عشاءهم نوما، بعد يوم ثقيل من المعاناة ما بين ركوب وسيلة مواصلات مزدحمة خانقة وحصول على أرغفة عيش معجونة بدقيق أسمر وبعض ذرات من تراب ومخبوزة بأياد مصرية، وبين ركض هنا وهناك في أروقة المستشفيات الحكومية بحثا عن علاج مجاني لأمراض أنهكت الأجساد.. هؤلاء البسطاء، هؤلاء "الشعب الحقيقي" سيادة المشير ورغم معاناتهم "القدرية" اليومية لم يكفروا بمصر يوما، ولم يتآمروا عليها مقابل تدفقات الأموال الأمريكية الرخيصة، هؤلاء هم الأوفياء لمصر وفقط لمصر، هؤلاء هم عشاق مصر المخلصين لها.. وهؤلاء هم من خرجوا بالملايين في الثلاثين من يونيو وفي السادس والعشرين من يوليو ملبين نداءك، وهؤلاء هم من تراقصت أجسادهم وتعالت صرخاتهم فرحا في الثالث من يوليو يوم الانتصار على حكم جماعة الإرهاب وعزل رئيسهم.. هؤلاء هم الدرع الواقي والحامي للحاكم المخلص لمصر..
هؤلاء "الشعب الحقيقي" يتكالب عليه هذه الأيام وبعد إعلانك ترشحك كل من لا يريد لمصر استقرارا أو تقدما، كل من تحركه الأيادي الصهيونية الأمريكية والدولارات الأمريكية، كل أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية وكل خلاياها النائمة يروجون الأكاذيب وينشرون الإشاعات وما أسهل ترويج الأكاذيب وما أسرع اختراق الإشاعات لعقول البسطاء، يقولون إنك سوف تأتي من جديد بنظام مبارك، ويبرهنون على صحة كلامهم بأن من يحيطونك الآن في حملتك والمقربين منك منهم من كان لصيقا بنظام مبارك، ومنهم رجال الأعمال الذين استفادوا وأثروا في حقبة مبارك، ومنهم من كانوا مع البرادعي في المجموعة التي كان عنوانها "التغيير" بتنويعاتها المختلفة، ومنهم المعروف أنهم كانوا أبواقا إعلامية فجة النفاق لمبارك ونظامه ويحاولون الآن أخذ نفس الدور معك، من مقدمي برامج تليفزيونية وصحفيين وأصحاب قنوات وضيوف برامج دائمين، ومنهم من اسمه مرتبط بأمريكا بشكل أو بآخر كما المتحدثة الرسمية للحملة!
كل هؤلاء الذين ضد مجيئك رئيسا لمصر، ومنهم من يأتمر بأوامر أمريكا المعادية لمجيئك رئيسا لمصر، ومن هم من جماعة الإخوان الإرهابية والموالين لجماعة الإخوان الإرهابية، كل هؤلاء يستخدمون هذه الأسماء وينشرون الإشاعات ويروجون الأكاذيب حول أنك ستعيد من جديد نظام مبارك الذي خرج الشعب في ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 مطالبا بالخلاص منه ومن فساد نظامه واستشهد الشهداء من أجل ذلك، ويضعون هذه الأسماء التي ارتبطت بمبارك وموجودة في حملتك أو تظهر إعلاميا كمقربين منك، تأكيدا وبرهانا على صحة ما يروجونه ليشككوا الناس ويزعزعوا ثقتهم ويزرعون القلق داخلهم.. والناس الآن يا سيادة المشير تحتاج منك وسريعا جدا إلى أن تخرج عليهم وأن تحدثهم حديث القلب إلى القلب وتؤكد لهم أنك أبدا لن تعيد نظام مبارك.. فما أبعدك عن مبارك ورؤية مبارك لشعب مصر وإحساس مبارك بشعب مصر.. فأنت وفي وقت كنت فيه وزيرا للدفاع ولست رئيسا للدولة، وأنت ورغم قلة أحاديثك، إلا أنك وقت أن تحدثت بدأتها بالاعتذار للفقراء والبسطاء عن المعاناة التي عاشوها.. أما مبارك وفي حكم استغرق الثلاثين سنة لم يشعر أبدا بالفقراء، بل تركهم يزدادون فقرا وثروات مصر الغنية تنهبها حفنة من الشخصيات المقربة إليه، فنهبوا وأثروا وأوصلوا مصر إلى التسول وهو يشاهد ويتفرج!!
** السيد المشير.. هذه مقالتي الثانية التي أكتبها في هذا الموضوع وكانت الأولى الأسبوع الماضي وكتبت فيها أناشدك طمأنة الملايين الذين أحبوك ووثقوا فيك ووقعوا معك شيكا على بياض.. أناشدك أن تحميهم من محاولات مغرضة لزعزعة هذه الثقة وإضعاف هذا الحب.. وأنا وإن كنت أكتب إلا أنني لا أعرف هل يصلك كل ما يُكتَب لك أم لا؟.. لكنني عرفت –وإن كنت لم أشاهده– بأنه منذ أيام قليلة كان هناك خبر في شريط الأخبار على شاشة التليفزيون المصري مفاده وليس -حرفيا- (أنك طلبت من اللواء أحمد جمال الدين المسئول الأمني عن الحملة بإزالة أي اسم من الفلول أو الإخوان ممن دخلوا الحملة...).. وأنا غير متأكدة من صحة المعلومة فكما ذكرت لم أشاهد الخبر بنفسي، كما أنني غير واثقة من صحة الصياغة وهل جاءت هكذا في الخبر؟ -إذا صح بثه-.. لكني أرى أن الأهم والأفضل والمطلوب أن تخرج بنفسك سيادة المشير إلى الناس تحدثهم بطريقتك العفوية الصادقة حديثا مباشرا.. حديث يطمئنهم ويزيدهم قوة وثباتا.. وأنت بلا أدنى شك أعلم مني بما تقوله لهم وبالشكل الذي ستقوله لهم، المهم أن تقوله أنت بشخصك لهم وتفتح قلبك لهم، وتحدثهم حديث القلب الصادق لأصحاب القلوب الصادقة من "الشعب الحقيقي".. وأصحاب القلوب الصادقة سيادة المشير دائما قلوبهم "رادار".. وهم بقلوبهم الصادقة "الرادار" قد تلمسوا صدقك من قبل فأحبوك ووثقوا فيك وفوضوك.. فاخرج عليهم بشخصك من جديد وحدثهم حديث القلب إلى القلب "لكى تطمئن قلوبهم".