السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

حياة الشرطة جحيم.. البدلة الميري شفرة للقتل وضباط يتنكرون للإفلات من الإرهابيين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحولت حياة رجال الأمن في مصر إلى مأمورية محفوفة بالموت حتى بات يقال أن الخارج من بيته مفقود والعائد إليه مولود، فمع اشتعال المواجهات الدامية التي باتت أشبه بالوجبة اليومية المفروضة على قوات الشرطة والجيش مع عناصر إرهابية تعمل على طريقة الأشباح التي تراك ولا تبصرها وتتخفى وراء جدران سرية فتوجه طلقاتها القاتلة أو قنابلها لصدور ورؤوس الأهداف السهلة للقنص والنتيجة ارتفاع وتيرة العنف ومزيد من تأصيل مبدأ الرصاص لغة الحوار.
وتشير الشواهد الأخيرة إلى أن البدلة الميري باتت عبأ كبير على من يرتديها فأن تكون رجل شرطة فهذا قدرك.. أما أن تكون هدفاً يومياً لعناصر إرهابية تتبع خطواتك فإما أن تغتالك أمام منزلك أو تفجر سيارتك فهذا هو الجحيم بعينه.
فبعد أن كانت هذه البدلة مصدراً للتفاخر والتباهي باتت إشارة للموت السريع، وفي حين كان رجال الأمن يزينون سياراتهم بلوحات معدنية مكتوب عليها "الشرطة" يلجأ الضباط هذه الأيام للصق اسم شركات تجارية على سياراتهم للإفلات من رصاصات الإرهابيين أو لتضليل المخربين لعدم وضع قنبلة أسفل سياراتهم على النحو الذي جرى بعديد من الحوادث الإرهابية ضد رجال الأمن.
فبكل أسف أصبح ذا هو حال رجال الأمن في مصر المحروسة هذه الأيام فهم يحاربون عدواً غير مرئي في حين تنشر عناوينهم وأرقام هواتفهم ولوحاتهم المعدنية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتسهيل قنصهم ثم يخرج أحد شيوخ السياسة ليفتي بإهدار دماء رجال الأمن على طريقة "اللي يشوف حد منهم يقتله".
وحسب تقرير كبير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية قالت فيه : "أصبح الحذر والتحوط عنصرين أساسيين في حياة عقيد الشرطة عمرو الذي أصدر تعليمات صارمة لزوجته وطفليه بعدم الكشف عن مهنته أمام أي شخص بعد أن بات رجال الأمن هدفا يوميا لاعتداءات دامية".
يقول العقيد عمرو وهو أب لابن وابنة "نعيش حاليا أجواء من القلق والتوتر، كل يوم يسقط زميل لنا شهيدا"، ويضيف "ما يزيد الأمر صعوبة إننا نحارب عدوا مجهولا. عدو لا نراه ولا نعرف قوته".
وطلب العقيد عمرو عدم كشف اسمه كاملا أو إعطاء بيانات محددة عن موقع عمله كغيره من أفراد الأمن الذين التقتهم وكالة فرانس برس والذين رفضوا جميعا التقاط أي صور لهم أثناء المقابلة.
ولأنه صار يخاف البوح بأي معلومات اكتفى الضابط الأربعيني بإعطاء اسمه الأول مؤكدا أنه يعمل بالشرطة منذ 25 عاما وأنه يخدم الأن في وسط القاهرة.
وحسب ما تؤكده الوكالة الفرنسية فإنه ومنذ إطاحة الرئيس المعزول محمد مرسي في يوليو 2013، قتل نحو 500 من أفراد الجيش والشرطة بعضهم ضباط كبار في اعتداءات دامية كما تعرضت سيارات شرطة وسيارات خاصة لعشرات منهم للحرق، بحسب بيان للحكومة المصرية.
وتتهم الحكومة جماعات "جهادية إرهابية" وجماعة الإخوان التي تعتبرها "تنظيما إرهابيا" بالوقوف وراء معظم تلك الهجمات التي بدأت أولا في شبة جزيرة سيناء ثم امتدت مؤخرا إلى مختلف أنحاء البلاد خاصة في القاهرة والدلتا.
في المقابل، تشن السلطات المصرية حملة واسعة على أنصار المعزول خلفت نحو 1400 قتيل معظمهم من الإسلاميين، بحسب منظمة العفو الدولية.

ومؤخرا قامت وحدة الشرطة التي يخدم فيها عمرو بإزالة لافتة كانت موضوعة على مدخل مقرها وكان مكتوبا عليها اسم الإدارة التي تتبعها في وزارة الداخلية خشية تعرضها لأي هجوم أثناء مرور تظاهرات مؤيدي مرسي أمامها.
ويقول العقيد عمرو "أحاول تجنب مواقف المواجهة قدر الإمكان لأنني ساكون فيها قاتلا أو مقتولا".
وأضاف "كإجراء احترازي قمت بتغيير اللون الأزرق التقليدي لسيارة الشرطة التي تخدم أسرتي إلى اللون الأبيض خشية تعرضها للحرق أو الاستهداف وأسرتي داخلها. كما أزلت من سيارتي الخاصة أي إشارة تدل على أنها سيارة ضابط".. زوجته نهى تتخذ المزيد من التدابير خشية استهداف ابنائها.
وتقول نهى "لم أعد أعرف عن نفسي كزوجة ضابط شرطة خاصة حين اتعامل مع غرباء أو أطلب مشتريات من متجر بقالة عبر الهاتف"، وتابعت "لا أريد لغريب أن يعرف أن بنايتنا فيها ضابط رغم أن ذلك كان مصدر فخر لي سابقا".
وتتناقض مشاعر القلق والحذر تلك التي تعيشها أسرة العقيد عمرو مع ما كانت تعيشه هذه الفئة التي كانت تملك من السطوة والنفوذ ما يجعل الكثيرين يهابون الاحتكاك بهم.
هذا القلق يزداد حدة مع تعرض أسر الضباط لتهديدات بعد أن نشرت صفحات إسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي أسماء وعناوين عدد منهم وطالبت بالقصاص منهم لاتهامهم بقمع أنصار مرسي.