الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عبد المجيد: ماركيز اضطر للاستدانة حتى يكتب مائة عام من العزلة

 الروائي بهاء عبد
الروائي بهاء عبد المجيد:- الأديب العالمي ماركيز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الروائي بهاء عبد المجيد، إن الأديب العالمي ماركيز يمثل مرحلة هامة في تاريخ الأدب وهي مرحلة الواقعية السحرية التي في مضمونها تضخيم للواقع وصبغته برؤية أسطورية وليس كما هو موجود في الواقع، فالأشخاص العاديون يتم تمثيلهم كأنهم أبطال ملاحم وذلك عن طريق استخدام اللغة المجازية واستعارات بلاغية من فن الشعر.
ولفت عبد المجيد، في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، إلى كتب ماركيز عن قريته وعن عالم الصحافة وعن أجداده، خاصة رائعته "مائة عام من العزلة" والتي حصل بها على جائزة نوبل، حيث كانت تصوير لقريته التي عاش فيها طفولته، وهي أركتكا ولكنه سماها في روايته ماكندو وكما يقول ماركيز ليست مكانا جغرافيا فقط ولكنه عالم ذهني يتخيله القارئ كما يحب، مضيفا أن العزلة في هذه الرواية هي عزلة أمريكا اللاتينية وكل الدول المهمشة والتي تصارع من أجل البقاء، وفي الرواية ينتهي العالم كما بدأ في حالة عدم، وتُدمر القرية بإعصار شرير، ولم تكن هناك سفينة نوح لتنقذها من الفناء، وكأن الحضارة التي سعى إليها الأجداد مأواها الفناء، والحكايات في هذه الرواية دائرية وليست خطية حيث تدور الأحداث بنفس التسلسل حتى الذرية لديهم نفس الإسم.
وتابع عبد المجيد "عانى ماركيز كثيرا أثناء كتابة رواية "مائة عام من العزلة" فقد كان فقيرا ومعدما واضطر أن يبيع سيارته ليتفرغ للكتابة واستدانت زوجته ولكن عندما نشرت الرواية عام 67 حققت نجاحا تجاريا غير مسبوق وحصل على أموال طائلة وحصل عنها على جائزة نوبل في الآداب عام 1982 واستمر في كتابته وعمل بالصحافة والتي أتاحت له زيارة أماكن متعددة كانت فراغا روائيا في كتاباته، وقد كتب أيضا رواية الحب في زمن الكوليرا وهي عن علاقة العشق بين جدته وجده، ولكن صبغها بحالة من الرومانسية، حيث تذكر قصة جدته عندما قتل عاشقان في سفينة بمجداف وكان عاشقان سريان وكان كبار في السن يتوعدان كل عام في هذا القارب فلما توفيا افتضح أمرهما.
وأكمل عبد المجيد: "ظل ماركيز يكتب حتى نشر روايته الشهيرة خريف البطريرك وفيها يتحدث عن ديكتاتور في أمريكا اللاتينية، وكانت هذه أول مرة يسقط الشعب رئيسا وهو الرئيس الفنزويلي ماركوس بيريز جمينيز، وكانت تتهكم هذه الرواية من سلطة القوى المطلقة والأحادية للحاكم التي يظلم بها شعبه ودولته، وقد كانت هذه الرواية سبق أدبي على مر العصور؛ لأنها كانت تناقش مفهوم السلطة والحكم فى دول العالم الثالث، وقد ترجمت هذه الرواية إلى لغات مختلفة وحققت شهرة عالمية وخاصة في عالمنا العربي".