الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

علامات في حياة ماركيز.. علاقته بوالده.. حبه الذي لم يكتمل على الكاريبي.. سر المرأة التي جعلته يرتعش حتى مماته

ماركيز
ماركيز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشر موقع "وورلد كرانش" تقريرًا حول علاقة ماركيز بوالدته، مستعرضًا المناطق التي تربى فيها، تجاربه، طموح الصبا، مغازلاته، تجربته المهنية في الكتابة والصحافة.
عمل والد ماركيز في التليجراف، وكان عامل التليجراف في العشرينيات والثلاثينيات مثل الكاهن، يلزم الصمت والحكمة.. كانوا يعرفون كل التفاصيل عن حياة مَن في البلدة مثل مخاوف السادة وغرامياتهم، وخيانات الزوجات، المعاملات من البداية إلى النهاية، الرحلات، المواعيد، وأحيانًا يكشف ذلك في محادثات وقت الغداء.
جارسيا ماركيز الأب الذي منح ابنه صورًا وكلمات معينة منذ طفولته، ظهرت في روايته "مائة عام من العزلة"، كما اعترف لصديقه آلفارو كيبيدا سامودي، وبعض شخصياته التي تستغرق في تشكلها سنوات قبل أن تظهر في قصة، ولعل بعض القصص بدأت في التشكل أثناء مولده في 6 مارس عام 1927 أو قبل ذلك، الله وحده يعلم متى بالضبط بدأت تتشكل قصصه.
ويستعرض التقرير حكاية حب لم تكتمل لماركيز، في مناخ مشبع بالدخان قرب ساحل كولومبيا على بحر الكاريبي، سعى جابرييل جارسيا مارتينيز إيليخيو إلى كسب ود حبيبته، بأقصى ما يستطيع، وصاحب عمال مكاتب التليجراف، يشتري لهم الهدايا والمشروبات.
في يوم زفافهما 11 يونيو عام 1926، نامت لويزا سانتياجا، وظهرت شائعات بأن والدها العقيد نيكولاس ريكاردو ماركيز أصدر تعليمات إلى زوجته بوضع بعض الحبوب في الماء.
في الصباح ارتدى جابرييل إليخيو البدلة، وانتظر عند مدخل الكاتدرائية لساعة أو ساعتين، وربما أكثر، متخيلًا خطوات خطيبته التي لا نهاية لها على السجادة الحمراء التي تمتد عبر الشارع، لم يكن يخطر في باله بأنه سيغادر البلاد، ويختفي، ما كان يشغل باله وفقا لاعترافاته فيما بعد، أن يقبل سانتياجا، ويذهب إلى ريوهاتشا ليتشاجر مع العقيد ماركيز.
ثم ظهرت حبيبته، وحملت في اليوم التالي، أو الذي يليه، وعاشت مع زوجها في آراكاتاكا، يحيط بها ثلاثة مواطنين رافقوها بشكل دائم، هدية من والدها، كانت تعتقد بوجود الله ولكن بطريقة خرافية وتميل لإصباغ الأهمية على التفاهات الصغيرة، إذا لمست يدها شيئًا، أو وصل مال، إذا دخلت خنفساء إلى غرفة نومها، تقول من أين أتت، بمجرد أن تنظر إليها.
ولد جابرييل بعد 9 أشهر من يوم الزفاف، تقول والدته: "كنت أريد له أن يصبح محاميًا من كل قلبي، ولكنه لم يكن يحب القانون كما ترى".
درس جابرييل خوسيه جارسيا ماركيز، القانون لمدة سنتين في الجامعة الوطنية في قرطاجنة، ولكنه غالبًا ما يقر بأن أساتذته يمررون له الموضوعات المعقدة في مقابل كتابة نصوص لهم، الشيء الوحيد الذي اهتم به أن يكتب ويقرأ، وكان ويليام فولكنر أول مؤلف يقرأ له.
في أول يوم من شهر يناير في الستينيات عرض مخطوطته "مائة عام من العزلة" لصديقه سيبيدا ساموديو، ووصفها بأنها فولكلورية في أسلوبها، وشعر ماركيز بالإهانة، رغم أنه قابل الحكم بصدر رحب، في إحدى الليالي التي قضاها غاضبًا ذهب إلى بيت صديقه، وقابله في منتصف الطريق وهو يقود شاحنته، ورمى له أوراق المخطوطة في الهواء، وصاح: نعم قد يكون أسلوبها "محلي" ولكنها طريقة أفضل من التشبه بفولكنر.
لم تقرأ والدته "مائة عام من العزلة"، أو أي عمل أدبي له، قرأت أجزاء فقط، ولكنها كانت تجد الأشخاص الحقيقيين الذين ألهموا ماركيز، وتسأل ابنها: عزيزي جابيتو، لماذا جعلت فلانًا لوطيًا؟، وفقًا لرواية أخته عايدة روسا، لم يكن ماركيز يجيب عن أسئلتها أبدًا، أو يطلب منها أن تقرأ رواياته، ربما خوفًا من أن تجد نفسها في شخصية من شخصيات رواياته.
ولكن والدته تظل المرأة التي جعلت ماركيز يرتعش منذ أن كان طفلًا حتى يوم مماته.
أنجبت والدته 11 طفلًا، ولم تكن مهتمة بالسلطة والشهرة، وكانت تبسط الأشياء الأكثر تعقيدًا، عندما اتصل بها شخص يبلغهم أن ابنها حصل على جائزة نوبل، قالت: "جميل! آمل أن يعطينا الكهرباء الآن" ما هو أكثر أهمية بالنسبة لها، عن نيل جائزة نوبل التي لم تشعر بعظمتها، أن تصبح راهبة مثلًا.