الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

فسيخ بالميكروبات.. كُل وأشكر وعيش اللحظة..عادة قديمة توارثها المصري عن أسلافه.. مواطنون: نعلم خطورته والأطفال والحوامل الأشد عرضة لكوارثه..أسعار تبدأ من 20 جنيهًا وحتى 60 للكيلو..ونبروه سوق تجارته

الفسيخ
الفسيخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
باقٍ أيام قليلة علي شم النسيم ، ماراثون الوجبات المالحة ، وأكل الفسيخ ، عادة مصرية قديمة توارثها المصري عن اسلافه " بالطبع ليست حميدة " لمخاطر تناول هذا النوع الغذائي الذي يشبه القنبلة الفتاكة خاصة إذا كان الفسيخ فاسدًا ، هو هكذا : قنبلة ميكروبية تنفجر عادة في شم النسيم ، لكن الستار موجود ، ويكفي على المصريين على الأقل الآن ، قنابل ومخاطر الإخوان ، الاغرب أن المواطنين يعلمون تمامًا خطورة الفسيخ لكن تبريراته جاهزة وكثيرة منها " يوم في السنة ننسي الأكل وناكل الفسيخ والبصل ، ذي اسلافنا القدامي " وأضافوا : " الفسيخ أكلة مصرية خالصة عشقها المصريون منذ الالف السنين وتوارثوها من المصريين القدماء " . 
وتعتبر مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية أشهر المدن المصدرة للفسيخ على مستوى مصر لدرجة أن المدينة اصبحت المصدر الاول للفسيخ فى البلدان العربية المجاورة بل دول أوروبية ايضا ينتقل إليها عبر المصريين " المقيمين " هناك . 
وترجع شهرة " نبروه " في تصنيع الفسيخ إلي مطلع القرن الماضي عندما كان بعض التجار من أبنائها يسافرون إلي بلطيم عن طريق خط سكك حديد "الدلتا القديم" ويشترون أسماك البوري من صيادي بحيرة البرلس وتخصص بعضهم في مهنة الفسخاني الذي يقوم بوضع أسماك البوري في براميل خشبية بواقع طبقة من الملح وأخري من البوري وغلق هذه البراميل غلقًا محكمًا ولا يتم فتحها الا بعد أن يكون الفسيخ قد أصبح صالحًا للأكل.
وتشهد مدينة نبروه خلال هذه الأيام سوقًا رائجة لبيع الفسيخ حيث تتواصل الوفود وتتوالى من معظم المدن والقرى المجاورة والقاهرة لشراء احتياجاتهم من الفسيخ قبل يوم شم النسيم وتتفاوت أسعار الفسيخ هذا العام لتبدأ من 20 جنيهًا للأنواع الصغيرة وتتدرج حتى تصل إلى 50 جنيهًا للكيلو بالنسبة للأنواع الممتازة.
يقول "ايهاب اليماني" أشهر تاجر فسيخ إنه ورث هذه المهنة أبًا عن جد، وأنه توسع فيها بمشاركة أشقائه أبرزهم شريف الذى يعمل معه بالمحل وأصبح يرتاد محله العديد من الفنانين ولاعبي كرة القدم من المشاهير وغيرهم.
ويشير عبدالمنعم محمد من قرية نشا وصاحب محل فسخانى بالقرية أنه تعلم هذه المهنة منذ الصغر على أيدى عدد من المعلمين بمدينة نبروه التى تتبعها القرية مؤكدا أن هناك مردودًا اقتصاديًا من هذا العمل، حيث إن أسعار أسماك البوري هذا العام ليست مرتفعة كما يعتقد الكثيرون بل تسير فى نهجها الطبيعي.
ويشير السيد الملاح إلي أن تجارة الفسيخ ، أصبح لها مردود اقتصادي حيث شهدت السنوات الأخيرة تنامي عدد من أهل المهنة الذين لايملكون محلات بتصنيع كميات من الفسيخ في براميل داخل منازلهم.
فيما اشتكى عدد من اصحاب محلات الفسيخ بالمدينة ركود سوق بيع الفسيخ مفسرًا البعض أنه يرجع إلى الحالة الاقتصادية للمواطنين، بالإضافة إلى أن أكبر مروجي ومشترى الفسيخ من الراغبين في الترشيح لمجلس الشعب، وكانوا يشترون بالأطنان لتوزيعها على مؤيديهم وإهدائها للمسئولين لنيل ثقتهم وتأييدهم، على حد قوله.
وأضاف أن عمليات البيع مع اقتراب شم النسيم متوسطة ، مشيرًا إلى أن سعر كيلو الفسيخ يتراوح مابين 35 و60 جنيهًا للفسيخ الكبير، على الرغم من ارتفاع أسعار الأسماك إلا أن سعر الفسيخ كما هو لأن الزبون تعود على السعر، بحسب تعبيره.
" محمد ذكى " 35 سنة" متزوج قال اتى الى مدينة نبروه قبيل كل شم نسيم من أكثر من 5 سنوات لشراء الفسيخ باعتبار أن الفسيخ عادة مقدسة اعتدنا عليها كل عام .
واضاف ذكى : " أنا لو مكلتش فسيخ يوم شم النسيم أبقى محتفلتش به ودي وجبة أساسية يوم شم النسيم، نجتمع عليه كأصدقاء ومعاه بقى الخص والسردين والليمون ويضحك ثم يردف : وعييييييييييش اللحظة .
ويضيف حمادة الرفاعى أن الفسيخ وجبة شهية يجتمع عليه الصغار والكبار على الرغم من كمية الأملاح فيه، مضيفا أنه لا يقاوم ولا يمكن أن يمر عام بدون أن يؤكل في شم النسيم.
أما طارق محمود فيقول إن أكل الفسيخ عادة فرعونية قديمة وتوارثتها الأجيال وأدمنها الصغار والكبار موضحًا أنها تعد من الهدايا المحببة للأقارب والأحبة في شم النسيم، مشيرًا إلى أن نبروة تشتهر بصناعة الفسيخ ويتردد عليها الالاف من المواطنين من مختلف القرى والمراكز بل من المحافظات المجاورة .
من جانبة حذر الدكتور مجدى حجازي "وكيل وزارة الصحة بالدقهلية المواطنين من تناول الفسيخ هذا العام مشيرًا أن له أضرارًا بالغة الخطورة قد تؤدى الى الوفاة .
وأضاف حجازى أن الفسيخ وجبة شهية لكنه قنبلة ميكروبية خاصة على صحة الأطفال والحوامل ومرضى القلب والكلى والكبد وقرحة المعدة، لضعف الجهاز المناعي لديهم والبقدونس والبرتقال والموز والبصل الأخضر والخس والكنتالوب تحمي من مخاطر الفسيخ.
وأوضح حجازي أنه عند تناول الفسيخ لابد من إزالة الرأس والأحشاء وأن يغمس في محلول مخفف من خل التفاح والليمون لمساعدة الجسم في التخلص من الأملاح الزائدة به وألا يتجاوز تناول الفرد 150 جرامًا من الفسيخ في الوجبة.