الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الأنبا موسى: جماعة الإخوان انتحرت سياسيًا وحق المواطنة مطلبي من الرئيس القادم

الانبا موسي
الانبا موسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الأنبا موسى، أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية، أن جماعة الإخوان انتحرت سياسيا بعد استمرارها في نهج العنف وإراقة الدماء، وقال في حواره لـ"البوابة نيوز": إنه لا يطلب شيئا من الرئيس القادم سوى حق المواطنة، وقال: أمريكا عرضت عليّ مساعدة الأقباط بعد 30 يونيو، لكنني رفضت وقلت: ساعدوا مصر دون أن تشتتوها أو تسعوا لضرب نسيجها الوطني، ورأى أسقف الشباب، أن موجة الإلحاد في مصر ليست بالشيء المقلق، مؤكدا أن محلب شخصية واعدة وسيحقق الكثير من المعادلة الصعبة خاصة في زاوية الاقتصاد وملف الأمن والاستقرار، وإلى نص الحوار:


* هل الإلحاد وهم؟ .. ثم ما هو تفسيرك لتصاعد هذه الموجة مؤخر في الشهور الأخيرة؟
نحن شعب متدين بطبيعته وهناك أنواع من الإلحاد، أولها من ينكرون وجود الله وهم "قليلون" و بدأوا ينحسروا، وعلى سبيل المثال "سارتر" والذي يعترف بوجود الله، ولكنه رافض لوجوده، والذي كان له مقولة مشهورة "يا أبانا الذي في السموات.. ابقَ فيها" فهو رافض لوجود الله، وهناك العبثيون مثل "صموئيل بكيت" والذي يعتبر أن هذا الوجود لا طائل منه ولا جدوى له، ومنهم من قدموا مسرحيات بمصر ومنها "الذباب" لسارتر و"الكراسي" لجون يونيسكو، بالرغم من وجود الإلحاد إلا أنه ينتهي بالطبيعة، لأن الشعب المصري متدين، نحن من علمنا العالم الخلود، والعبادة والإله الواحد والخالق، منذ أيام أخناتون، وبناة الاهرامات.

*لكن هناك إحصاءات تقول إن نسبة الملحدين في مصر قفزت لـ 6%
لا أصدق تلك الإحصاءات، التي تقول إن نسبة الملحدين في مصر 6%، لأنها مجرد موجة أو موضة وستنتهي، المصريون قلوبهم عامرة بالله، وفي أقل شدة أو ضيق يستنجدون بالله، تجدهم يصرخون "يا رب"، كان لي صديق ملحد عن قناعة والعديد من الدراسات، وفي أحد الأيام، كنت على موعد معه وتأخر على الموعد، وشرح لي سبب تأخره، أنه كان يتحدث لزميل كان في كلية الطب وقد رسب فيها عدة مرات، وكان مقبلا على الامتحان الأخير لتحديد مصيره ومستقبله، وصديقي الملحد قال له: "الشخص الذي لم يصلِّ من قبل سيصلي من أجلك" وهذا مثال حي وقت الجد الكل يقول يا رب، هناك تحولات فكرية ومنها الشك في المسَلَّمات، وظهور شهوة جديدة للبحث عن الحق، كلها بدأت في السيطرة على العقل العربي وبخاصة البلدان التي شهدت ثورات.

* وما علاقة الإلحاد بالثورات؟

الثورات بها قدر من التغير والتحرر والانفلات والإبداع، وهذا لا يقلق لأن في النهاية أعماق الإنسان تقول له يوجد خالق، لكن ما نراه اليوم من الممكن أن نطلق عليه موجة أو موضة، ظهرت على الساحة هذه الأيام.

* هل هناك علاقة بين الإلحاد والسياسة؟
من المؤكد أنه توجد علاقة قوية مؤثرة، الحكم بالقمع والاستبداد يجعل الإنسان يصرخ "يا رب" خلصنا من هذا الإنسان، وعندما ينهار القيد ينفلت وينطلق الإنسان، وقد يخطئ وقد يصيب في انطلاقه، ثم يهدأ ويرجع لصوابه، فعالم التكنولوجيا الذي نعيش فيه له تأثير كبير، وسياسة القطيع التي نراها اليوم خطيرة جداً، فليس كل من يقول أنه ملحد، يكون ملحدا عن قناعة، لكن سياسة القطيع التي ظهرت بالمجتمع اليوم تجعله "يركب الموجة" كما يقولون.

* تناول صحيفة إسرائيلية -وأخرى أمريكية- مناقشة حقوق الملحدين في مصر وتسليط الضوء على أنهم مضطهدون .. تعليقك

إسرائيل تلعب سياسة والذين يتكلمون عن حقوق الملحد "من منع الملحد من يلحد"، المسيحية والإسلام تعطي للإنسان الحق في الاعتقاد فإسرائيل وأمريكا، "حاجة واحدة" هدفهم تفكيك المجتمع المصري" والإسرائيلي الذي يطالب بحقوق الملحدين، مجتمعه متدين وما يردده لا يتسق مع قناعته، ولكنه يقول هذا لأنه يرد التشكيك في البنيان المجتمعي لمصر، "وعندما ننهار مصر اجتماعيناً ننهار أمام إسرائيل"، وعندما ننهار اجتماعيا ننهار عسكريا وانتهت الدولة، وتسأل من يسند الجيش سوى الشعب؟ والجيش يحافظ على الشعب، قابلني وليام بير ينز، نائب وزير الخارجية الأمريكية، وآن باترسون، السفيرة الأمريكية بالقاهرة سابقا، بيرنز بعد ثورة يونيو، وكان حديثي لهم، إننا كمصريين في يناير انهينا الاستبداد السياسي وفي 30يونيو انهينا التشدد الديني، هناك شريحة صغيرة -سواء مسيحيون أو مسلمون- صغيرة جداً متشددين وأصغر منها متطرفون، وأصغر وأصغر إرهابيون.

* هل عرض عليك الأمريكأن أي نوع من المساعدات؟
بعد يونيه كان هناك بعض المشاكل الطائفية قد تعرض لها الأقباط، "قال لي بيرنز: كيف نساعدكم كأقباط"؟ فأجابته: قل ساعد مصر كلها، ونحن جزء من مصر، ولن نقبل أن تساعدنا كأقباط، نحن مصريون، فإن كنت تريد تقديم المساعدة فساعد مصر كلها ونحن بداخلها، لكن مساعدتك للأقباط تؤذي مصر وتشتتها وتقسمها، وسألني بيرز: "لماذا أنت بهذا السلام في ظل هذه الظروف؟ "أجبته لأننا مؤمنون بالرب وبتاريخ مصر، نحن نعيش سوياً 14 قرنا نأكل من طبق واحد، نحن مجتمع مندمج في الشارع والمستشفى والمدرسة، وهذا ما عايشته أنا بنفسي مع جيراني وكانت لنا علاقات جميلة.

* قاطعته: وفقا لاستطلاع أجرته جامعة ''إيسترن ميتشيجان'' الأمريكية، إن مصر تصدرت الدول الأكثر تدينا في العالم في عام 2009 بنسبة %100 وفقا لاستطلاع معهد جالوب لعام 2012 وصل نسبة التدين في مصر لـ 77 .. وهنا كان سؤالي: هل كان لحكم الإخوان تأثيرا على ازدياد نسبة الإلحاد؟


ـ ورد: المصريون كرهوا الإخوان، لكن أنا لي أصدقاء من الإخوان، ما زلت أحبهم، لكن حاولت أن أبعث لهم بالعديد من الرسائل وقت حكمهم، قلت لهم: أنتم تبحثون عن الخلافة والتي لا تصلح اليوم في الموازين العالمية، عيشوا العصر وانفتحوا علي العالم والمرأة، والموازين الدولية لهذا العصر ولكنهم عاشوا داخل كبسولة، وما فعلوه انتحارا سياسيا، خنقوا أنفسهم داخل كبسولتهم، فكره الشعب الاستبداد باسم الدين وبعضهم لجأوا للإلحا.د

* ازدادت ظاهرة الارهاب وأصبح الشارع يئن منها هل سيزيد إرهاب الجماعة؟

العنف والارهاب دليل اليأس وهذا اخر باب عند جماعة الاخوان، يمكنهم القرع عليه ليقولوا نحن ما زلنا موجودين، لا بد أن يأتي يوم وينتهي الإرهاب وتفيق الجماعة.

*التاريخ يقول إن الاستبداد الديني، ومحاولة فرض سيطرة الحكام على الناس باسم الدين كان أهم أسباب الإلحاد في أوروبا، فالبعض قد ألحد بسبب رجال الدين، فما هو تعليقك؟
من الممكن أن يكون رجل الدين "عثرة" أو "فرصة" ، لكن رجل الدين ليس هو الدين، أناشد الشباب أنه -وبدلا من أن تتعثر في الدين بسببي- إعمل انت الصح حتى لا تضيع حياتك دنيا وآخرة، فلا تعالج مشكلتك بمصيبة عظيمة فتضيع دنيا وآخره.

* العهد القديم كله "حروب" .. الله غلّظ قلب فرعون حتى يقتله بالغرق في البحر ...ما هو تعليقك على مثل هذه الأحداث؟
العهد القديم يختلف عن العهد الجديد، العهد القديم عهد مادي حثي، فهو مادي في العقوبات والمكافآت والمسيح لم ينقده بل كمله، لكن العهد الجديد عهد روحي سماوي في العقوبات، والمكافآت، وما حدث مع فرعون وجنوده هو المصير الطبيعي للبشرية الجميع سيموت وهذا توقيت موتهم، لكن الله قصد بموتهم جميعاً في نفس اللحظة واليوم، حتي يتعظ الآخرون، والله كثف اللحظة والتي نتذكرها حتي اليوم مثل تسونامي الله يسمح بهذا حتى يلفت نظري، وهذا "قلم" لنفيق أن هناك إلها في هذا الكون حتى نرجع له.

* هل الله يعاقبنا على اختيارنا؟

هناك اختيار المصير الأبدي وهذا للإنسان، ولكن العديد من الأمور الدنيوية في حياتنا غير اختيارية مثل الأب والأم، ومستوى ذكاء معين، فنحن غير مخيرين في مثل هذه الامور، أما الحياة الأبدية "اختيارية" فالله يقول "أمامك الحياة أما الموت" فترك للإنسان حق الاختيار أن يقبل الله او لا يقبله.

* لماذا ازداد الإلحاد بعد سقوط نظام مبارك؟
فترة حكم مبارك كانت فترة ركود سياسي واقتصادي واجتماعي، حدث نوع من أنواع الموت والحياة، كانت تسير بطريقة مملة وهادئة والسنوات الأخيرة بدأت الأمور تتفاقم، حتى ظهرت ثورة يناير فرحل مبارك، و"كانت بلا قائد أو فكر مستقبلي" لكنها الثورة التي نفضت الكابوس، وبعدها بدأت تتكون مشاعر المصريين، إلى أن حدث نوع من الحرية والتي حدث فيها شيء من الانفلات، وفي يونيو انتفض المصريون ضد التحزب الديني، فرفض المصري أن يكون هناك وصي عليه في علاقته بالله، فجمعت مصر قواها ورفضت الانصياع تحت الدين أوالسياسة وهو اختيار الشعب وظهرت يونيو لتظهر حقيقة مصر.

*ما هي التغيرات التي لاحظتها في فترة وجودك بأسقفية الشباب التي طرأت علي الشباب ما بعد الثورة؟
بدأ يظهر نوع من أنواع الانطلاق والطموح والإقبال على الحياة "والتمرد علينا" كأساقفة وعلى كل المسلَّمات، وأنا أفرح عندما أري اولادنا يتمردون ولكني احاول ان اتواصل معهم حتي يتم التحسين من حالهم، فأنا أحاول أن أعمل على تواصل الأجيال وتكاملها بالتواصل حيث نصل ليعض وهذا ليس كافيا، والتفاعل وهو يجعلنا نحتك ببعض ونختلف ونتفق والتكامل وهنا تظهر رؤية الكبير، حتى تكون رؤيه تكاملية تكون بحيوية الصغير وبحكمة الكبير، كما أنني كنت فخورا بظهور "حركة تمرد" للشباب والتي كان لها دور في ثورة يونيو.

* هل الكنيسة بداخلها من يحملون رؤية تواصل الأجيال؟
ليس الجميع يتقبل تمرد الشباب، ولكنني أرى أن التمرد علامة النضوج، أن لم تتبنَّ الكنيسة رؤية تواصل الأجيال سوف يترك الشباب الكنيسة، وسوف يجبروننا على التواصل معهم، إن الكنيسة احتياج داخل الشباب، والاحتياج داخلي لله.

* كيف تتعامل الاسرة والكنيسة مع الملحد؟
إن تم الهجوم عليه سوف يزيد من العناد وإن استسلموا له سوف يتمادى في الإلحاد، لكن الحل الوحيد لمعالجة الإلحاد داخل الكنيسة والبيت هو "الحوار" الديكتاتور يكون مجموعة من "السلبيين "وهم ينافقونه طوال الوقت" ومجموعة من الساخطين "غاضبون" من ورائه ومحبون أمامه" أو مجموعة من المتمردين، وهم الأفضل وأنا أحب حركة تمرد التي قام بها الشباب، وليس معنى ذلك أنني اسير ورائها "عمياني" ..تمردوا تصحوا أن ينطلق الشباب ويقول كلمته، ويتمرد على نظام سياسي واجتماعي أو منهج الحياة، ويفكر فيما هو أحلى وأغلى.

* كيف تواجه الكنيسة تمرد الشباب عليها؟

الكنيسة هي الشعب والاكليروس "القساوسة والرهبان" الكنيسة جزء منها الشعب فاذا قاوم الإكليروس هذه التمرد بعنف سوف أخرج خارج التاريخ، يترك الشباب الكنيسة، وأن تساهل معهم سيتمادون في بعدهم عن الله، ومن هنا أدعو الاكليروس والبيت الي الاهتمام بالحوار مع الملحد فهو الحل الوحيد "أنا اخاف علي الملحد من قراراته".

* ما هي رسالتك لمن ينكرون وجود الله؟

أجاب مداعباً "أنكر لغاية ما يجيلك مغص، واردف : أقول له لا بد أن تفرق ما بين الدين ورجال الدين، الدين براء من هؤلاء الرجال، وفي كل مجتمع من هو جيد ومن هو سيء، وحتى في الكتاب المقدس نفسه من وسط الـ 12 تلميذا للمسيح، أنكره واحد منهم، وهناك مقولة مشهورة "لا تسر ورائي كن رجلاً فأنا معرض للسقوط والخطأ" . .

* وما هو مصير موجة الإلحاد؟

موجة الإلحاد سوف تثمر، فالملحد ينفعل ثم يتمرد ومن ثم يهدأ ويرجع إلى نفسه وعند الرجوع للنفس يحدث التغير للأفضل.

*من وجهة نظرك كيف ترى مستقبل مصر؟
مصر في إيد ربنا ومستقبلها عظيم وشعبها جميل، وثقتي في ربنا وتاريخ مصر وجهادنا اليومي كمصريين والمحبة التي تجمع ما بين شعبها تجعلني اثق في مستقبلها، وهذا ما رأيته بعيني اثناء فترة خدمتي بالجيش وكيف كانت قلوبنا علي بعض لا يوجد شعب مثل الشعب المصري وتلاحمه وخاصة في وقت الشدائد وحتي حول اكلة حلوة تلم الجميع.

* ما الذي تتمناه أن يكون برئيس مصر القادم؟
لرئيس القادم لا بد ان يكون له رؤية مستقبلية كل ما يحدث حتى الآن لا توجد به رؤية مستقبلية، لا بد أن تكون للرئيس رؤية مستقبلية من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأن تكون له استراتيجية مستقبلية للعبور بمصر و جميع جوانب توفيق الحكيم " نحن نعيش عيشة الصراصير وليست عيشة النمل، أريد أن يكون رئيس له نظرة مستقبلية تعمل في أطار مؤسسي ونظامي قوي.

* وما هو تقيمك لوزارة محلب؟
محلب شخصية واعدة وروحه طيبة ويعطي فرصة للكبار والشباب من حوله للتعاون ويريد أن يعمل شيئا، ولا بد أن يساعده الجميع، لكن لا بد أن توضع نظرة مستقبلية للوزارة لأنه حتى اليوم نعيش بخطوات بطيئة.

* ما هو طلبك من رئيس الجمهورية القادم كقبطي؟
ليست لدي أي متطلبات أكثر من "حقوق المواطنة" لا أكثر ولا أقل من أن أكون مواطنا مصريا.