رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

نجاح إطلاق القمر "إيجي سات "2 يفتح الملفات المغلقة للبرنامج الفضائي المصري

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مشاكل بالجملة وعلى رأسها عدم توافر السيولة المالية والبيروقراطية
مجلس بحوث الفضاء اقترح إطلاق القمر بالتقسيط المريح نظرًا لعجز المسئولين عن تمويله
د. عرجون: 60% من الجيل المدرب على علوم الفضاء والاستشعار عن بعد هاجروا خارج البلاد لتجاهل الدولة لهم
على مطر: دخول مصر مجال التصنيع الفضائي يعني الارتقاء بأكثر من 4200 صناعة مختلفة

في الوقت الذي ابتهج فيه علماء الفضاء المصريون العاملون بمركز الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء التابع لوزارة البحث العلمي بنجاح إطلاق الصاروخ الروسى "سويوز واى" من قاعدة "بايكونور" الكازخستانية حاملا معه القمر المصرى "إيجي سات" إلى مداره حول الأرض، يستعد العاملون بوكالة الفضاء المصرية بالتجمع الخامس لإعداد مذكرة رسمية لمجلس الوزراء لاستثمار هذا النجاح والبدء في إنهاء حالة التجميد التي يعيشها البرنامج منذ فقد القمر المصري الأول "إيجيبت سات 1" في الفضاء في 22 أكتوبر 2010.



يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وكالة الفضاء الروسية المسئولة عن الإطلاق أن "إيجي سات" يعد القمر البحثي الثانى لمصر، وهو مجهز بتقنية حديثة لإنتاج صور في نطاقات مرئية وبالأشعة تحت الحمراء، تستخدم البيانات الواردة من القمر في الدراسات الزراعية والجيولوجية والبيئية، مبينة أن دقة التصوير تقترب من مترين ما يجعله يقف بجانب الأقمار الأكثر تكنولوجية.



وأكد أعضاء وكالة الفضاء المصرية أنهم سيوضحون في تقريرهم كيف يخالف الجميع القانون، وكيف تعمل كل هيئات الدولة بمعزل عن خطط الدولة الاستراتيجية، مبينين أن الكثير من الهيئات في مصر أعلنت عن عزمها إرسال أقمار صناعية، فوزارة الطيران تريد إرسال قمر صناعي لمراقبة الملاحة "نافي سات"، ووزارة الزراعة تريد إرسال قمر صناعي لمراقبة التصحر، ووزارة البيئة ترغب هي الأخري في إطلاق قمر لمراقبة التلوث والسحابة السوداء.



الغريب أن علماء وكالة الفضاء أكدوا أن قوانين الوزارات والجهات الحكومية لا تتناسب مع الهيئات الدولية المنفذة لتلك الأقمار، خاصة أن قانون إطلاق الأقمار الصناعية وحجز مدى في الفضاء يتطلب معايير تتناسب مع قواعد منظمة الأمم المتحدة التي تنظم شئون العمل في الفضاء، وأن أجهزة الدولة تعلم تلك القوانين التي أوردها الدكتور على صادق في رسالته منذ عقود طويلة.
ورغم إطلاق القمر المصري "إيجي سات" فإن التقرير المزمع إعداده أكد أن وكالة الفضاء المصرية تعاني حالة الفقر بالشكل الذي دعا مجلس بحوث الفضاء بهيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء للتقدم بمقترح بحثي متكامل لعدد من الدول المتقدمة في مجال إطلاق الأقمار الصناعية لإطلاق "إيجيبت سات 2" بالتقسيط المريح، مبينين أن القمر الذي تم بناؤه منذ عام 2007 ليصبح خلفا للقمر إيجيب سات1 الذي تاه في الفضاء بعد أن فقدت أجهزة التحكم في السيطرة عليه.



الكارثة الحقيقية التي يعاني منها مركز الاستشعار ووكالة الفضاء، التي انتقلت مؤخرا إلى موقع جديد لوكالة الفضاء بالتجمع الخامس على مساحة 100 فدان تفتقد إلى علماء الجيل الأول الذي تم تدريبه في أربع مدن صناعية أوكرانية وهي كييف ودينبروبتروفيسك وخاركوف وزاباروجيا كأكبر قلاع الاتحاد السوفيتي في التصنيع الفضائي، مشيرين إلى أن ما يقرب من 60% من هذا الجيل اضطر للفرار بحثا عن برنامج فضائي، إلى اليابان وإنجلترا وفرنسا وأمريكا وروسيا وكندا وإيطاليا برواتب تتخطي 50 ضعف ما كانوا يحصلون عليه في مصر.



وقد أكد الدكتور محمد كمال جاد كساب رئيس وحدة تصميم الهيكل وأجهزة الحركة بالبرنامج الفضائي بهيئة الاستشعار والوكالة، أن قمر "إيجي سات" مجرد قمر للاستشعار عن بعد لخدمة أغراض البحث العلمي، مبينا أن دقة التصوير متر واحد وبتكنولوجيا تسمح بالتقاط صور في وضع "بانكروماتى"، وتعمل على مدى متزامن مع الشمس على ارتفاع نحو 700 كم، وعمره الافتراضي لا يقل عن 11 عاما.

وأوضح كساب أهمية أن تستفيد مصر من فريقها العلمي الذي نجح في إطلاق "إيجي سات" على ألا تتجاهل فريقها الأكثر خبرة والذي تدرب في كبري مدن التصنيع الفضائي في "دينبروفتروفيسك وخاركوف وزاباروجيا وكييف" بالجمهورية الأوكرانية، مشيرا إلى أن هذا الفريق تدرب على كل أشكال التصنيع الفضائي والتشغيل والتحكم الإلكتروني والتصوير طوال السنوات العشر الماضية.

وقال كساب أن "إيجي سات" منظومة قمرية تنتمي إلى العائلة البحثية، ولا تتشابه مع منظومة أقمار "آفاق" التي تنتمي إلى عائلة التجسس، مؤكدا على أن طبيعة الاختلاف بين العائلتين تتصل بطبيعة المدى الذي سيدور حوله كلا القمرين وشكل الحركة وطريقة التشغيل والتحكم وحجم ودقة الصورة نفسها.



أما الدكتور محمد بهي الدين عرجون استاذ بحوث الفضاء بهيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء والملقب بأبوبرنامج الفضاء المصري، فأكد أن علماء الفضاء سيستثمرون نجاح إطلاق "إيجي سات" من خلال إطلاق مبادرة علمية لإطلاق "إيجيبت سات2" لمجلس الوزراء، مبينا أن مصر لها تواجد فعلى على المستويين التطبيقى والتكنولوجى في مجال صناعة الأقمار الصناعية، وأن القمر الصناعى "إيجيبت سات-1" الذي تم إطلاقه في عام 2007 اكسب شباب علماء الفضاء المصريين خبرات واسعة وساعد في تدريب الكوادر المصرية في مجال التصنيع الفضائي.

وأوضح عرجون أن الميزانية التي تحصل عليها وكالة الفضاء المصرية لا تكفي لإطلاق قمر أبحاث صغير، مؤكدا أن علماء وخبراء ومهندسي الوكالة المصرية للفضاء يدرسون الملف البرازيلي الذي تم تقديمه لإطلاق أحد الأقمار بالتقسيط، خاصة أن الوكالة المصرية لا يوجد فيها "مليم" واحد وأصبح أحد المراكز البحثية التي "تتسول" إمكانيات من الخارج.

وقال إن قلة الميزانية تقف حائلا أمام إطلاق القمر المصري الثاني "إيجيبت سات 2"، وإن القمر تأخر إطلاقه  لأكثر من عامين كاملين، موضحا في الوقت نفسه أن 60% من مكونات وبرامج القمر الصناعى "مصر سات 2" والمخصص لخدمة الأغراض والمشروعات البحثية سيعتمد على تصميمات وبرامج مصرية تم تدريبها في أوكرانيا، وأن شباب علماء الفضاء في انتظار الرئيس الجديد لبدء البرنامج، خاصة بعد أن انطلقوا إلى أول وكالة فضاء مصري بالقاهرة الجديدة.

في حين يرى الدكتور مطر على مطر أستاذ علوم الفضاء ورئيس مجموعة الاتصالات داخل مركز الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء أن المحاولات المصرية لصناعة الأقمار الصناعية كشفت بشهادة علماء الفضاء الأوكرانيين أن مصر لديها قدرات يمكن أن تفوق الكثير من الدول الفضائية التي ظهرت في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن دخول مصر مجال التصنيع الفضائي يعني الارتقاء بأكثر من 4200 صناعة مختلفة، من خلايا شمسية وعلوم الإلكترونيات وصناعة الكاميرات والاتصالات من خلال بناء محطة فضائية متكاملة على أحدث نظام عالمي في التجمع الخاص كغرف للتحكم في سلسلة الأقمار المصرية مطالبا بضرورة إيجاد وكالة فضاء عربية لتنظيم فكرة الغزو الفضائي العربي.

وقال مطر إن فكرة البرنامج الفضائي المصري بدأت في عام 1997 بإنشاء مجلس بحوث الفضاء في مايو 1998 إيذانا بوضع مشروع الفضاء المصري حيز التنفيذ، موضحا أن البرنامج خطط لإطلاق 3 أقمار صناعية صغيرة مخصصة للبحث العلمي والاستشعار، بدأت بالقمر التجريبي "مصر سات1" الذي دخل الخدمة حتى توقف بعد 3 سنوات ونصف في أكتوبر 2010 لأسباب مجهولة حتى الآن، إضافة إلى قمري "إيجيبت سات 2" و"ديزرت سات" أو المستكشف.