الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

الضيف أحمد.. فنان قبضه الموت قبل أن يقبض هو عليه

الفنان الراحل  الضيف
الفنان الراحل الضيف أحمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يعرف الضيف أحمد، الشهرة الفنية الحقيقية سوى بعد تكوينه لفرقه "ثلاثى أضواء المسرح" التي قدم من خلالها عدة اسكتشات غنائية ومسرحيات كوميدية أشهرها " طبيخ الملائكة" و"كل واحد له عفريت" و"زيارة غرامية" و"الرجل اللى جوز مراته" وعددًا من الأفلام منها "القاهرة في الليل" و"آخر شقاوة" و"المشاغبون" و"30 يوم في السجن" و"المجانين الثلاثة" وهكذا استطاع أن يترك بصمة متميزة في تاريخ السينما المصرية رغم قصر حياته فهو لم يكن فنانًا فقط لكنه كان العقل المدبر للفرقة.
ولد الضيف أحمد في 12 ديسمبر عام 1936 في مدينة تمى الأمديد بالدقهلية واسمه بالكامل الضيف أحمد الضيف، بدأ حياته الفنية كأحد أعضاء فرقة ثلاثى أضواء المسرح بالاشتراك مع سمير غانم وجورج سيدهم.. ظهرت موهبته في التمثيل وهو لايزال طالبًا، فحصل على عدة جوائز عن الأدوار التي أداها على مسرح الجامعة وأيضًا عن إخراجه لعدة أعمال من روائع المسرح العالمي، تزوج الضيف أحمد من خارج الوسط الفنى وله ابنة واحدة.
لم يكن الضيف أحمد هو أبرز نجوم فرقة ثلاثي أضواء المسرح أو أكثرهم إضحاكًا، حيث لمع نجم جورج سيدهم في البداية ثم تألق سمير غانم وأصبح له أسلوبه الخاص في صنع الكوميديا.. ولكن أهمية الضيف أحمد بين نجوم الفرقة أنه كان عقلها المفكر وصاحب الرؤية الفنية كما أنه أخرج لها مسرحية "كل واحد وله عفريت" إضافة إلى الإشراف على إدارة الفرقة واختيار النصوص لها طوال عمله مع زميليه سمير وجورج.
بدأت موهبة الضيف أحمد تظهر في تقليد المدرسين بمدرسته ثم أصبح نجم المسرح الجامعي وأخرج له عددًا من المسرحيات العالمية منها "شترتون" والفريد يغني "الغربان" والاخوة كرامازوف" عن رواية الأديب الروسي ديستوفسكي.
وفي هذه المسرحية لفت نظر النجم فؤاد المهندس الذي كان يتابع نشاط المسرح الجامعي ونشاط الهواة.. واختاره للمشاركة في مسرحية "أنا وهو وهي" وحصل الضيف أحمد على الميدالية الذهبية في مسابقة كأس الجامعات المصرية كممثل ومخرج.
ولكن النجاح الكبير جاء بعد تعرفه بسمير غانم وجورج سيدهم وتقديم اسكتشات فكاهية أخرجها الفنان محمد سالم صاحب تسمية ثلاثي أضواء المسرح.. ولا ننسى حتى الآن اسكتشات "دكتور الحقني" "مباريات كرة القدم" و"أبناؤنا في الخارج" وهي التي أهلتهم لبطولة فوازير رمضان لعدة سنوات في نهاية الستينيات وكانت أول شكل استعراضي ناجح للفوازير.. لم تعتمد على الإبهار في استخدام التكنولوجيا والخدع أو مزج الرسوم المتحركة بالأداء الحي وإنما اعتمدت على المواقف الكوميدية وكانت أشبه باكتشاف مبكر لفن السيت كوم الناجح الآن ولكن قبل أن يكون الاسم معروفًا.
وفي عام 1967 تأسست فرقة ثلاثي أضواء المسرح بشكل رسمي، حيث قاموا بتأجير مسرح الهوسابير وقام الضيف بإدارة المسرح والإشراف الفني على العروض وقدموا مسرحيات "حواديت" و"براغيت" و"طبيخ الملايكة" و"حدث في عزبة الورد" و"أحدث امرأة في العالم" وكان الضيف يستعد لإخراج مسرحية جديدة للثلاثي بعنوان "الراجل اللي جوز مراته" في أبريل عام 1970 ولكنه توفي قبل استكمالها.
وبوفاته توقف مشروع مسرحية السندريلا التي كانت الفنانة سعاد حسني متحمسة لها وتستعد بها للوقوف على خشبة المسرح.. ولكنها تراجعت عن تقديمها وفتر حماسها بعد رحيل مخرج عرضها الضيف أحمد وتوفي أثناء تحضير مسرحية مع سمير غانم وجورج سيدهم، وكان أحد الأدوار التي يمثلها في المسرحية دور شخص متوفى وبعد ساعات قليلة من إجراء إحدى البروفات الأخيرة للمسرحية عاد إلى منزله‏ وبدأ الإرهاق جليًا على وجهه، ثم بدأت نوبات من الاختناق تحاصره، وشعر بآلام حادة في الصدر، ونقله الجيران إلى مستشفى العجوزة، حيث فارق الحياة وهو في الطريق متأثرًا بسكتة قلبية في 19 أبريل عام 1970 عن عمر يناهز الـ 34.