الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الأمير بندر المقرب من قطر.. وصاحب معجزة "الزواج الغريب".. ورئيس الاستخبارات المقال يقول عن نفسه: إذا جَرَحْتَنِي أنزف وإذا وجهت إليَّ كلامًا نابيًا أتألم

 الأمير بندر بن سلطان
الأمير بندر بن سلطان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بندر مقرب من قطر ومناصر للمتشددين الإسلاميين في سوريا
ديفيد أوتاواي: الأمير حقق معجزة "الزواج الغريب" بين السعودية وأمريكا
انخرط في خطة "ريدايركشن" الأمريكية التي تهدف لإسقاط النظم العربية واستبدالها بأصولية إسلامية سنية.

في بيان رسمي سعودي تمت إقالة رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان، وذلك "بناء على طلبه" كما جاء في البيان، واستبداله بنائبه يوسف الإدريسي.

أثار الخبر تساؤلات وتكهنات حول التغيرات السياسية الخارجية للمملكة العربية السعودية، حيث يُعرف عن الأمير بندر بأنه من صقور العائلة المالكة في السعودية، وذو علاقة واسعة بدبلوماسيين نافذين في أمريكا، مما يعكس تغيرا واسعا وربما لم تشهده السعودية منذ نشأتها، فمن هو الأمير بندر بن سلطان؟ وما أبرز توجهاته الخارجية ؟
الأمير بندر ملامح شخصية
ولد بندر بن سلطان في 1949 لأم سودانية ووالده الأمير سلطان بن عبدالعزيز، انضم وهو لم يتجاوز 17 عاما لسلاح الطيران السعودي، وسافر 1970 إلى تكساس الأمريكية للتدريبات، وشارك في أواخر ستينات القرن المنصرم في كلية كرانويل لسلاح الطيران في بريطانيا، وهناك تعرف وصادق وليام سمبسون الذي ألف كتابًا خاصًا به، وصف فيه الأمير بأن شخصيته تحمل تناقضات درامية، يشعر بالارتياح في الرياض وسط الصحراء تماما مثل المنحدرات الثلجية في أسبن بأمريكا، أو وسط الاجتماعات الصعبة مع رؤساء الدول، وقال عنه نيلسون مانديلا "رجل بارع ذو حضور مؤثر".

يقول الأمير بندر عن نفسه: "أحب انعدام الأمن الذي يحيط بي، إذا جرحتني أنزف وإذا وجهت إلى كلامًا نابيًا أنزعج وأتألم، وإذا كان على أن أواجه الخطر أو التحدي، فإننا جميعا مدربون على الخروج سالمين وفعل ما يجب فعله".

ومن السمات البارزة للأمير بندر بن سلطان إعجاب السياسيين الغربيين والأمريكان به، واتفاقه مع قطر في دعم الإسلام المتشدد خارجيًا لتأمين سلطتهم داخليا، وعلى المستوى الشخصي هو رجل شديد الطموح.

مشواره السياسي
بداية بروز الأمير بندر مرتبط بالنخبة الأمريكية الحاكمة، وصفقات السلاح مع الغرب، وذلك منذ أواخر الستينات بعد عمله مع جيمي كارتر رئيس أمريكا في صفقة بيع طائرات إف-15 إلى السعودية، وقدم مساعدة لأمريكا أيضا في تمرير معاهدة قناة بنما في الكونجرس، ويقول مراقبون إن هذه المعاهدة أدت إلى تعيينه سفيرًا للمملكة السعودية في أمريكا، وفقا لوليام سمبسون رفيق بندر في كلية كرانويل لسلاح الطيران في بريطانيا.
وبعد أن أصبح سفيرا للسعودية عمل مع الرئيس ريجان ومدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل كيسي حتى يربح الحرب الباردة، ويعتبر بندر مقربًا بشدة لعائلة جورج دبليو بوش، حيث اصطحبهم كثيرًا لصيد السمك، وكان يمارس رياضة تنس الريشة.
وصف جمال خاشقجي الصحفي السعودي بندر بعد توليه منصب الاستخبارات بأنه "عدواني"، ولا يمثل الدبلوماسية السعودية التي تتصف بالحذر.
وكتب الكثير من المحللين السياسيين الذين تناولوا حياته بالتفصيل حول علاقته الوثيقة بأمريكا، وأبرزهم ديفيد أوتاواي يقول في كتاب "رسول الملك" وهو الوصف الذي يصف به الأمير بندر، ويقول بعبارات أقرب إلى الشعر منها إلى التحليل، بأن بندر حقق "معجزة الزواج الغريب" بين "نظام ملكي سري وثيوقراطي إسلامي وذو ثقافة سنية" وبين نظام أمريكا المتعدد دينيا والمنفتح ديمقراطيا، وهذه هي المعجزة التي حققها الأمير. 
الأمير بندر والشرق الأوسط الجديد
ظهر اسم بندر بن سلطان في عام 2007 في تقرير نشرته مجلة "نيويوركر" حول خطة أعدتها المخابرات المركزية الأمريكية، سمتها المجلة "ريدايريكشن" أو إعادة التوجيه، وفيها ديك تشيني، ونائب مستشار الأمن القومي الأمريكي حينها أبرامز، والعراقي مرشح سفير الأمم المتحدة زلماي خليل زاد، والأمير بندر الذي كان مستشارًا للأمن القومي السعودي، وكوندوليزا رايس، وقالت المجلة إن الاستراتيجية الجديدة تفيد جماعة الإخوان المسلمين، وفيها أن أمريكا تريد ما يشبه الحرب الباردة بين السنة والشيعة في المنطقة، وذكرت حينها صحف أخرى أن الإخوان وسجناء القاعدة في المخابرات المركزية، وحركات التشدد الإسلامي مثل الجهاديين وطالبان، سيتم استبدالهم بالنظم الحاكمة في الشرق الأوسط، لنرى شرق أوسط إسلامي أصولي سني غارق في نزاعات طائفية مع نظم أخرى أصولية شيعية.
ولا يمكن أن نفصل حادثة إقالة الأمير بندر عن الزيارة الأخيرة لأوباما إلى السعودية، أو تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا لولي العهد في السعودية، وهو المعروف باعتداله في سياسته الخارجية، ويعترض على السياسة القطرية الخارجية في دعم المتشددين الإسلاميين وجماعة الإخوان، لم يستقبل السعوديون أوباما في المطار بالطريقة التي تليق بأمريكا، وخرج دون أداء مراسم، وحينها انتشرت شائعات كثيرة حول خلافات تنشأ للمرة الأولى بين الحليفين القديمين.
وفي فبراير الماضي قابل الأمير محمد في واشنطن أجهزة استخبارات غربية وعربية لمناقشة سوريا، وأكد أن بندر تم تنحيته من هذا الملف.
وقال دبلوماسيون سعوديون لوكالات أنباء إنه تم تهميش الأمير بندر لجهوده في دعم المتمردين الإسلاميين الذين يقاتلون الرئيس السوري بشار الأسد، وتم نقل الملف السوري إلى وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وهو الذي اتخذ إجراءات صارمة ضد تنظيم القاعدة في أعقاب موجة من الهجمات الإرهابية في دول الخليج بين عامي 2003 و2006.