الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ورطة الظواهري.. فقد قدرته على إدارة تنظيم القاعدة.. انشقاقات في أفرع التنظيم بالعراق وسوريا واليمن.. ومصادر:استمرار التخبط داخل التنظيم سيدفع به إلى السقوط والانهيار

 أيمن الظواهري
أيمن الظواهري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ورطة يواجهها زعيم القاعدة أيمن الظواهري، حيث أكدت مصادر أنه فقد قدرته على إدارة التنظيم في الشهور القليلة الأخيرة، في مقابل انشقاقات في أفرع التنظيم بالعراق وسوريا واليمن، لافتة إلى أن استمرار التخبط داخل التنظيم سيدفع به إلى السقوط والانهيار.
من جانبها، نشرت صحيفة "فورين افيرز" مقالا للكاتب ويليام تحدث فيه عن تنظيم القاعدة وسوء إدارة أيمن الظواهري حيث قال إنه فشل في توقع النزاعات التنظيمية التي من شأنها أن تنشأ من دعوته للجهاد في البلدان العربية التي تمر بتحولات عنيفة، وكان عليه أن يعرف ذلك بشكل أفضل بدلًا من الاعتراف علنًا بالاندماج بين تنظيم القاعدة وحركة الشباب في الصومال المعروف عنها سوء التنظيم والإدارة، وعندما أعلن الاندماج في أوائل عام 2012، بدا جيدًا على الورق، لأن الشباب كانوا يسيطرون على معظم الأراضي الصومالية، مشيرا إلى ظاهرة استقطاب المقاتلين الغربيين الذين يمكن إرسالهم في مهام إلى أوروبا وذلك من بين فروع القاعدة المحلية.
وأضاف الكاتب: "لكن الظواهري كان ينبغي عليه الالتفات لتحذيرات سلفه، بن لادن، الذي أوضح في العام 2010 اعتقاده أنه سيكون خطأ أن يُعلَن الاندماج مع الشباب لأن قيادتها كانت سيئة في الحكم ولأنهم يطبقون الشريعة الإسلامية بقسوة في الأراضي التي تسيطر عليها وهذا ما جعلهم لا يحظون بأي نوع من الامتيازات بين السكان المحليين في الصومال.
وأفاد الكاتب أن الظواهري يميل لانتهاج سياسة جديدة أكثر توسعية على عكس بن لادن الذي كانت سياسته تميل إلى التحفظ في توسعة نشاطه بالقاعدة.
وتابع الكاتب قوله: "لم يكن بن لادن يرغب أن يتحمل أخطاء مرؤوسيه، لكن الظواهري حث رئيسه على إعادة النظر دون جدوى محاولا تخفيف حدة المشورة التي تلقاها بن لادن من مساعدين آخرين أرادوا الحد من حجم تنظيم القاعدة، خوفا من خروج التنظيم عن السيطرة، وفي نهاية المطاف أصر الظواهري على المضي قدما في طريقه فبعد تسعة أشهر من مقتل بن لادن قبلت القاعدة علنا عربون وفاء من زعيم حركة الشباب.
وأوضح الكاتب أنه بعد فترة وجيزة من انضمام الحركة للقاعدة فقدت سيطرتها على معظم أنحاء الصومال، وكشف الكاتب عن سبب قبول "جودان" الانضمام للقاعدة، وهو أنه فعل ذلك لإسكات منتقديه في صفوف جماعته، وذلك وفقا لبيان أصدره مجاهد أمريكي كان يقاتل تحت راية الشباب، ولذلك كان مصير فرع القاعدة في الصومال هو تقسيمها، وارتفعت حدة الاقتتال والتناحر الداخلي لدرجة أن أحد المقربين السابقين لـ"جودان" بعث برسالة إلى الظواهري يطالبه فيها بفعل شيء قبل أن تدمر قيادة حركة الشباب المنظمة بأكملها، لكن الأمر كان قد خرج عن سيطرة الظواهري فلم يكن قادرا على فعل شيء أو ربما لم يستمع.
وعن حركة الشباب في الصومال قال الكاتب، إن الظواهري قادر على ترميم التنظيم بإنهاء صلة التنظيم مع حركة الشباب، وقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة في العراق، لا سيما أن العصيان الذي أعلنه البغدادي أمير "داعش" يجعله يستحق مثل هذا الرد لكن قيادة القاعدة فضلت توجيه اللوم لفروعها الضالة بدلًا من طردها وتركها خارج نطاق السيطرة.
وتابع الكاتب: "الإدارة تتبنى منهج التأنيب واللوم سرا، وهذا اتضح أثناء حرب العراق حيث أضرَّ الزرقاوي بشدة بسمعة تنظيم القاعدة العالمي بسوء إدارته لمنظمته، لكن قيادة القاعدة فضلت تأنيبه سرًّا على طرده، فالقيادة ترى أن يكون لدى التنظيم فرع يتصرف بشكل متهور وسيئ أفضل من ألا يكون لديها فرع على الإطلاق".
وفي سياق متصل، نقل "مكانت" جزءا من كتاب "معضلة الإرهاب" لجاكوب شابيرو بأن كل الجماعات الإرهابية تعاني من الاقتتال الداخلي لسبب واحد أساسي، وهو أنهم إذا أرادوا تحقيق أهدافهم وتجنب الاعتقال أو القتل، يجب أن يمنح قادة المنظمات السرية العنيفة قادتهم في الميدان قدرًا من الحكم الذاتي؛ وحينما يصبح القادة الميدانيون مستقلين جدُّا، تحاول القيادة كبح جماح هؤلاء من خلال تدابير بيروقراطية مختلفة.
وأكد الكاتب أنه دون أدنى شك يحاول الظواهري كبح جماح فروع التنظيم الجامحة، واللافت أن الظواهري كان السبب في خلق العديد من المشكلات من خلال محاولته توسيع تنظيم القاعدة، موضحا أن الفرع الوحيد الذي لم يدفعه الظواهري إلى ساحة جديدة للجهاد، هو تنظيم القاعدة في اليمن وتجنب الاقتتال الداخلي.
كما عيَّن الظواهري الآن زعيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي "مديرًا عامًّا" للقاعدة، ومن ثم خلفه في نهاية المطاف، حيث تبنى الظواهري خيار تعزيز صفوف القاعدة في جزيرة العرب، بالنظر إلى الفوضى الحالية في جميع أنحاء التنظيم.
واختتم الكاتب مقاله، مؤكدا أن ضعف قيادة الظواهري وموهبته في خلق فصائل جديدة وعدم رغبته في طرد من يسيئون التصرف يضر التنظيم كثيرا، حيث يكون سببا في إلقاء اللوم على القاعدة بأكملها بسبب الفظائع التي ترتكب باسمها، وأنه ليس بالضرورة نعمة للولايات المتحدة ولن يعود عليها نفعا من وراء سوء الإدارة، منوها إلى كل الأسباب السابقة ربما تكون سببا في ضعف حماس المجموعة الدموية للانضمام للقاعدة، مكررا أن الولايات المتحدة لن تستفيد من وراء ضعف التنظيم حيث يمكن للفصائل المختلفة للقاعدة أن تتنافس مع بعضها حول أي منها يمكنه شن أكبر هجوم ضد الغرب، ومهما سيكون الحال، فإن عدم قدرة الظواهري على إدارة تنظيم القاعدة مترامي الأطراف يوفر إطلالة على الاقتتال الداخلي المرتقب بعد موته الذي لا مفر منه.