الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المشير السيسي.. إياك وخطيئة لا تغتفر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
** بادئ ذى بدء، كاتبة هذا المقال كانت وقبل الثلاثين من يونيو بكثير تراهن على الجيش (وفقط الجيش) بأنه المنقذ الوحيد لمصر من مخطط الخراب والضياع الذى يعد لها.. وبعد الثالث من يوليو تأكد لى بما لا يقطعه أى شك أنك أنت الاختيار الأفضل لمصر.. وهذا دفعنى لأن أفعل ما لم اتخيل يوما أننى سأفعله.. فأنا لم أتخيل يوما أننى سوف أكتب أشيد بمسئول أى مسئول فى أى موقع سواء أكان رئيسا أو وزيرا أو حتى وكيلا لوزارة، ففى عرفى أن الطبيعى أن يكون المسئول يخاف الله فى أدائه، وإيجابيا فى كل ما يخرج عنه فى محيط مسئولياته وليس مطلوبا أن نشيد به عندئذ ولا أن نقول له شكرا، فلا شكر على واجب.. لكننا نعارضه وننتقده حينما يفشل فى مسئولياته، ونكشفه ونفتح ملفات فساده لو أنه فاسد.. هذه رؤيتى لدور الكاتب الذى لا سلطان عليه سوى الحق.. كما لم أتخيلنى يوما أشيد بصاحب سلطة أو برئيس دولة والوحيد الذى أشدت به فى كتاباتى وأقوالى وسوف أشيد وأنحنى تقديرا وإجلالا أمام اسمه وتجربته هو جمال عبد الناصر -وطبعا كتاباتى وإشادتى كانت فى غير عهده وبعد رحيله بسنوات وبالتالى لم تكن تزلفا أو تقربا منه كحاكم-.. لكنك سيادة المشير أتيت فقلبت لدى كل المقاييس ووجدت قلمى ومنذ وضعت روحك فوق كفك فى الثالث من يوليو وأنقذت بلدى من مصير أسود كان يعد له على يد جماعة إرهابية خائنة.. منذ ذلك اليوم وجدت قلمى يعززك ويؤيدك ويؤازرك ويشيد بإخلاصك وحبك لوطنك وشجاعتك، وأعلن اختياري لك منقذا لمصر حاميا لأمنها من خطر داهم يحاك لها، وتابعت فى سلسلة من المقالات أكتب لك حول (مصر تحتاج.. والشعب يريد) وأضع ما أكتبه أمامك -إذا كان يصلك– كمجرد إضاءات على الطريق..
لكنى اليوم وإرضاءً لضميري أمام ربي وأمام وطنى وأمام قرائى من الشعب (الحقيقى) وأمام قيمة الصدق التى لا تعلوها قيمة عندى، وبدافع شديد من الحرص عليك أجدنى مدفوعة أن أقولها لك:
** احترس وانتبه سيادة المشير فأنت الآن تخطو خطوات على طريق استمرارك فيه سوف يفقدك الكثير من ملايين أحبوك ووثقوا بك وراهنوا عليك.. نعم سيادة المشير وأنا هنا أصدقك القول وأزعم أنني وبحكم انتمائى الفكرى الذى يؤمن بأهمية الجماهير دائما ما أتواصل مع الناس، وأعنى بالناس (الشعب الحقيقي) البسيط البعيد عن تلوث عالم السياسة بكل ألوان طيفه.. ومن خلال هذا الاحتكاك بالناس راعنى أن هناك بوادر من قلق أخذت تغزو البعض منهم.. وهذا القلق مبعثه أسماء لشخصيات أصبحت مرتبطة باسمك.. شخصيات منهم من يقول إنه من حملتك ويتحدث بلسانك، ومنهم من يوحي بأنه مقرب منك ومن العالمين ببواطن الأمور لديك، ومنهم المُستَل سيفه مدافعا عنك وهو الفاقد للمصداقية بحكم تاريخه المعروف بدفاعه عن كل صاحب سلطة فى كل عصر.. إنها أسماء تأخذ منك ولا تضيف إليك.. فأمثال هؤلاء بتاريخهم السيئ هم مبعث تشويه لك.. والناس بدأت تقلق وبدأت تسأل، ولاحظ أن الناس بدأت معك بلا سؤال، بل كفاهم منك فعلك الشجاع النبيل في الثالث من يوليو، ليمنحوك ثقتهم دون سؤال أو قلق أو تشكك، واختاروك وآمنوا أن الغد معك يكفيهم فيه أن تكون بدايته ومصر الوطن قد خرجت من دائرة الخطر المحكمة وأخذت خطواتها على طريق الأمان.. صدقنى أن من اختاروك قد اختاروا أمان الوطن أولا ثم بعده يأتى العمل على التخلص من الفقر والمعاناة والحياة الكريمة.. فأي حياة كريمة إذا ما ضاع الوطن لا قدر الله وكما كان يخطط له وتنفذه الجماعة الإرهابية التى أنقذت أنت (وأنت تحديدا) مصر منها..
هؤلاء الناس الذين اختاروا الوطن واختاروك منقذا له هم الآن قلقون من هذه الأسماء لشخصيات وجودها حولك أو حديثها باسمك خصم من رصيدك لدى الناس، ومعول هدم لثقة منحها لك الناس بلا حدود ودون أى سؤال عن ضمانات، وكما التوقيع على بياض منهم لك.. الناس الآن تتململ سيادة المشير وهي ما كانت من قبل معك تتململ أو تقلق أو حتى تتساءل.. لكنها الآن بدأت تُلمّح بقلقها وبدأت تطرح أسئلتها.. ما علاقة المشير بهذه الأسماء من أصحاب التاريخ الفاسد؟ وما علاقته بهؤلاء المعروفين بنفاقهم وريائهم لكل حاكم؟ ولماذا وكيف هذه الشخصيات تحديدا هم أعضاء حملته؟ ثم والأدهى هذه المفاجئة التى نزلت على الرؤوس كما الصاعقة وهى أن تكون المتحدثة الرسمية لحملتك ذات تاريخ (عملي) على قصره كله مرتبط بأمريكا التى يعرف الناس أنها تحارب مجيئك أنت تحديدا رئيسا لمصر .. والناس مندهشة ومن حقهم أن يندهشوا، والناس قلقة ومن حقهم القلق، فكيف بك وأنت المرفوض -جهرا وسرا- من أمريكا، كيف أن تختار المتحدثة الرسمية لحملتك واحدة من المتعاونين مع مؤسسة (كارنيجي) الأمريكية التى أتى منها عمرو حمزاوى صنيعة أمريكا؟ كيف بك تختار متحدثة رسمية لحملتك تعمل فى كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو فى روما؟ والناس مندهشة ولها الحق فكيف بمن كتبت على (تويتر) الجيش يحمي ولا يحكم.. وغيرها من (تويتات) تندد بعنف التعامل مع المتظاهرين وبلطجة الشرطةأ ن تصبح المتحدث الرسمي لحملة المشير؟
الناس مندهشة فالمعروف أن المتحدث الرسمى لأى حملة هو العنوان لصاحب الحملة، وهو الناطق بلسانه، فكيف يكون عنوانك هو نفسه حاملا عنوانا أمريكيا؟ ولماذا؟ وهل عدمت مصر المتحدثين الذين لا غبار عليهم ولا يؤدى اختيارهم لقلق أو تساؤلات أو خسائر أو زعزعة من رصيد محبتك وثقة الناس فيك؟!
سيادة المشير أنت كسبت محبة شعبية وثقة من الشعب لم يكتسبها أى مرشح لرئاسة ولا أى رئيس لمصر سوى جمال عبد الناصر، فاحرص على هذه النعمة العظيمة وابعد عنك كل هذه الأسماء الملوثة والمعروفة بانبطاحها ونفاقها للحاكم أى حاكم، وابعد عنك الأسماء التي لطخ تاريخها الفساد، وابعد عنك كل اسم يثير شكوكا أو قلقا يستثمره خصومك بمختلف تصنيفاتهم ويأخذونه تأكيدا لسموم يبثونها ضدك فى عقول الذين وثقوا بك فى محاولة لزعزعة الثقة.. ابعد عنك كل من يخصم من رصيدك فى قلوب وعقول الناس من (الشعب الحقيقي) وكل من يجعله عرضة للاستماع لكلام المغرضين.
** واخيرا: أعترف أننى ورغم تقديري الكبير لك ورغم رهانى المبكر عليك، فإننى الآن يتملكنى الغضب مما يحدث حولك أخيرا، وما يحدث ليس فى صالحك ويفقدك بعضا من محبيك ومن وجدوا أنك الأصلح لقيادة مصر..
محبة أنا لوطنى ولك كمنقذ لوطنى، لكنى غاضبة وأاقولها لك:
- انتبه لما يحدث كى لا تخسر مكسبا عظيما منحك إياه الشعب المصرى العظيم..
- وإياك والوقوع فى خطأ إرضاء الكل.. فالخاسر الأول هنا سيكون مصر.. وفى هذه الحالة لا قدر الله لن يكون مجرد خطأ وقعت فيه، بل يكون خطيئة لا تغتفر.