الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"بيت المقدس" ذراع الإخوان في قوائم أمريكا الإرهابية

جماعة أنصار بيت المقدس
جماعة أنصار بيت المقدس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس عن وجودها عبر شن عدة تفجيرات على أنبوب نقل الغاز الأساسي من مصر المتجه إلى إسرائيل بعد سقوط نظام حسني مبارك في فبراير عام 2011، فضلا عن بعض الهجمات المتفرقة وغير المؤثرة على أهداف إسرائيلية.
وظهرت أنصار بين المقدس على نطاق واسع بعد ثورة يناير 2011، عندما التحق مسلحون فلسطينيون بجماعة التوحيد والجهاد، وشكلوا معها ما أطلق عليه "أنصار بيت المقدس"، غير أن وجود مقاتلين فلسطينيين ضمن الجماعة لا ينفي كونها مصرية خالصة، فأغلب عناصرها مصريون، والنواة الأساسية لها هي جماعة التوحيد والجهاد، ومجموعات من بدو سيناء وتكفيريين تورطوا في عدد من العمليات الانتحارية في طابا. 
"تكفيريون وقاعدة"
تنشط جماعة "أنصار بيت المقدس" في شبه جزيرة سيناء، ويعتقد أن عناصرها يحتمون داخل كهوف في جبل الحلال الذي يقع في وسط سيناء، ويتبني أنصارها أفكار السلفية الجهادية، القائمة على الرفض القاطع للديمقراطية، واعتبار المؤسسات جزءًا من النظام العالمي الرأسمالي الكافر.
ويقدر أعداد عناصرها ما يقرب من 3500 مقاتل أغلبهم مصريون، والباقي فلسطينيون، يتبنون أفكار القاعدة، ويدينون بالولاء في السابق لكل من أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري الذي أثنى عليهم، وحيا ما أسماه جهادهم.
وشهدت الجماعة منذ نشأتها 3 مراحل أساسية كانت الأولى عندما نفذت فيها عمليات تفجيرية داخل الأراضي المصرية وفلسطين المحتلة، وأهمها الهجوم على منشآت سياحية في داخل إيلات، وفى صحراء النقب، فضلا عن تفجير خطوط الغاز بسيناء، وكان أولها في صيف 2010، ثم تكرر التفجير 13 مرة عقب ثورة 25 يناير فيما وجهت لها اتهامات بعد سقوط نظام محمد مرسي بالمسئولية عن قتل 25 جنديا في رفح.
"خطاب شكر"
وكانت المرحلة الأكثر بروزا عندما دخت الجماعة في مواجهة قوية مع السلطات المصرية عندما أعلنت مسئوليتها عن اختطاف سبعة جنود مصريين قبل أن تطلق سراحهم فجأة، وقبل أن يوجه أحد الجنود الشكر للتنظيم على مساهمته في إطلاقهم وترد الجماعة برسالة للرئيس المعزول محمد مرسي تطالب فيه بضرورة إطلاق سراح سجناء تكفيريين وسلفيين جهاديين في السجون المصرية. 
وكشفت هذه الواقعة عند وجود نوع من التعاون والتنسيق بين جماعة الإخوان وأنصار بيت المقدس، لدرجة أن التمويل الأساسي لها يأتي عبر الرجل القوى في جماعة الإخوان خيرت الشاطر لابتزاز الجيش المصري وإنهاكه، وذلك بحسب تأكيدات الشيخ نبيل نعيم القيادي في جماعة الجهاد، الذي شدد على أن التنظيم تحول لأحد أذرع الجماعة، وتم تمويله لمواجهة أي محاولات من الجيش لإسقاط حكم مرسي. 
"رفح والشيخ زويد"
تتخذ عناصر "أنصار بيت المقدس" من مدينتي الشيخ زويد ورفح في محافظة شمال سيناء معقلا أساسيًا، فضلًا عن وجود مكثف في بئر العبد ومحيطها الممتد على شاطئ بحيرة البردويل شرق قناة السويس، والتي تعد أيضا معقلا سياسيا وانتخابيا لجماعة الإخوان في شمال سيناء.
ويعتقد أن الحركة استفادت بشدة من حالة الانفلات الأمني التي شهدتها مصر بعدة سقوط مبارك، وغياب دوريات المراقبة على الحدود في سيناء، لتعزيز قدراتها التسليحية، فضلًا عن تأمين كميات نوعية من السلاح القادم من الحدود الليبية بعد سقوط القذافي، أهمها أسلحة ثقيلة ومدافع مضادة للطائرات والمركبات والمجنزرات والصواريخ، وقذائف "آر بى جى" مضادة للدبابات، كما عززت قدراها وسهلت لها القيام بعمليات نوعية ضد الجيش والشرطة المصرية. 
"اغتيال وتصفية"
وفي صيف 2012 في المحطة الثانية الأبرز، دخلت جماعة أنصار بيت المقدس في مواجهة مع القوات الإسرائيلية، بعد أن تمكنت وحدة الاغتيالات بالموساد من قتل القيادي البارز في الجماعة إبراهيم عويضة، وتم استهدافه بطائرة تابعة لجيش الاحتلال وهللت إسرائيل للعملية واصفة عويضة بأنه قائد التنظيم، وهو ما ردت عليه الجماعة بتحديد هوية أحد الجواسيس الثلاثة الذين استعان بهم الموساد في قتل "عويضة" ويدعي "منيزل سلامة" وتم احتجازه، وسجلوا اعترافه كاملًا حول تفاصيل علاقته بالموساد الإسرائيلي، قبل أن يقطعوا رأسه، وينشروا له فيديو في الذكري الحادية عشرة لأحداث 11 سبتمبر، وكأنه يشيرون لارتباطهم عقديا وتنظيما بالقاعدة.
أما المرحلة الأهم في تاريخ الجماعة فتمثل في قيامه بنقل عملياتها من شبه جزيرة سيناء، إلى القاهرة، بعد الضربات التي تعرضت لها من قبل الجيش المصري، وهو ما ظهر بوضوح بمحاولة استهداف موكب وزير الداخلية المصري، اللواء محمد إبراهيم، لدى خروجه من منزله في مدينة نصر، واعترفت أنصار بيت المقدس بتحمل مسئوليتها عبر فيديو شهير تمت اذاعته في جميع الفضائيات. 
"وزير الداخلية ومحمد مبروك"
لم يتوقف عمليات الجماعة عند محاولات اغتيال وزير الداخلية، بل تعدد هجمات أنصار بيت المقدس، وهاجمت عددا من المنشآت العسكرية، ومديريات الأمن في جنوب سيناء، أكتوبر الماضي، فضلًا عن إعلان مسئوليتها عن اغتيال المقدم محمد مبروك، الذي كان مسئولا عن ملف الإخوان المسلمين في جهاز الأمن الوطني ووصولا لتفجير مبني الدقهلية، ديسمبر الماضي، وأخيرًا مديرية أمن القاهرة، أوائل العام الجاري، نهاية بإعلان المسئولية عن اغتيال اللواء محمد السعيد مساعد وزير الداخلية للمكتب الفني. 
ويعتقد على أن نطاق واسع أن الخطوة الأمريكية بإعلان أنصار بيت المقدس لن تحقق أهدافها، فالجماعة ليس لها هيكل قيادي، ولا أطر تنظيمية معروفة، وليس لها أرصدة في الولايات المتحدة، بشكل يكشف أن قرار إدراجها على قوائم الإرهاب ما هو إلا رسالة من واشنطن للإخوان بأن دعمها لهم قد لا يستمر طويلًا باعتبار أن هناك اعتقادا بأن بيت المقدس ما هي إلا ذراع عسكرية للجماعة الأم.