الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عمرو موسى وحملة الرئاسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوم تلو الآخر يثبت أنه الأفضل والأجدر لقيادة معركة الرئاسة لمرشح الشعب المشير عبد الفتاح السيسي، فهو أول من هنأ الشعب بعد تنحي مبارك، وطالب بضرورة وحدة الصف وعمل اجماع وطني حتى لا تسقط مصر في دوامة من الصراعات، ثم تلاها في أبريل يحذر من محاولات الوقيعة بين الشعب والجيش، والتي تستهدف إسقاط مصر في دوامة من الصراعات، وتلاها دعواته للمستثمرين المصريين والعرب للاستثمار في مصر، ثم مفاوضاته مع ألمانيا لدعم الاقتصاد المصري، تلاها مفاوضاته مع الدول الثماني الاقتصادية في باريس، ولكن الخلل الأمني، وحالة الفوضى والصراع المستمر بين طوائف المجتمع المصري أدوا إلى هروب المستثمرين، ولا زال يحاول الدعم بشتى  الطرق، والآن يشارك بنفسه وجهده في تلك المهمة؛ لأنه يعلم حق مصر عليه، وأنه واجبه نحوها كمصري، وكلما اجتمعت به ازددت حبّا واحترامًا له، فهو رغم علمه وخبرته إلا أنه دائمًا ينصت للشباب، ويحثهم على التعبير عن أفكارهم، وحينما يتكلم ينصت الجميع لروعة كلماته وفكره، أفتخر بكوني من أشد المؤيدين لهذا الرجل.
فعندما تحدثت إليه بخصوص وجود بعض الوجوه غير المرغوبة شعبيّا في حملة المشير السيسي استمع إلى كلماتي بود، وتفهم نقدي لبعض الاختيارات، ووضح لي بعض الأمور التي كانت غائبة عني، وعمل على حل كل المعوقات التي واجهتني في حملة المشير.
بالفعل السيد عمرو موسي هو رجل الدولة المحنك الذي يري الأحداث بمنظور سياسي متوازن لعبور المرحلة الصعبة التي تمر بها مصر، وقد أثبت لي بالبرهان العملي أن خبراته الكبيرة التي اكتسبها على مر السنين، والتي تتطور مع تتطور الزمان والأحداث، تدل على أن كبر السن ليس مساويًا لتحجر العقل، إننا في أشد الحاجة لتلك الخبرات المواكبة للعصر،  باختصار عمرو موسى مع حفظ الألقاب هو الضوء الآتي من نهاية النفق المظلم، وسيكتب التاريخ دوره السياسي ومواقفه الثابتة على مر العصور، وخبراته في إدارة لجنة الخمسين بحروف من ذهب.
على الجانب الآخر ما زال السيد صباحي يمثل دور الفارس دون كيشوت الذي يدخل معارك وهمية؛ لإيهام أنصاره ومؤيديه أنه الرجل الذي يحارب من أجل الفقراء، وأول المعارك التي سعى هذا الفارس الوهمي إلى خوضها كانت ضد طواحين الهواء ( إقرار تأييد الترشح للرئاسة ) إذ توهم أن الدولة شياطين ذات أذرع هائلة، واعتقد أنها مصدر الشر في الدنيا، فهاجمها غير مصغ إلى صراخ تابعيه وتحذيرهم، ورشق فيها سهامه، فقد سبق وحذره على سبيل المثال الأستاذ خالد يوسف والأستاذ عبد الحليم قنديل، بأن المرحلة ليست مرحلته، وأن شعبية السيسي على الأرض جارفة، وأنك فقدت أغلب مؤيديك ومناصريك بسبب مواقفك المخزية قبل وأثناء ثورة 30 يونية، ولن ينسى الشعب لك تحالفك مع الإخوان أكثر من مرة، كانت هذه نصائح أقرب المقربين للسيد صباحي قبل أن يتركوه لعدم استجابته لنصائحهم، فصباحي يعلق فشله على شماعة منافسيه، فهو دائم الشكوى من عدم الحيادية قبل أن تبدأ المعركة الانتخابية، هذا ما يصنعه صباحي ومؤيدوه في محاربة المشير السيسي، فهو لم يرَ رجلًا صادقًا محبًّا لبلده دون زيف أو رياء من أجل مصالح شخصية .
وعلى نفس الوتيرة يسير أذناب العصر البائد الذين أطلوا برءوسهم من الجحور، ويرغبون في عودة دولتهم بفسادها وفشلها، أصبحت نغمة نحن من صنع ثورة 30 يونيو هي السائدة، وأن فكرة تمرد هي فكرة شيطانية ولدت سفاحًا، كما قال أحد رموز الفساد، بل بلغت بهم الوقاحة أن يتهموا ثوار 30 يونيو بأنهم كانوا مأجورين من رجال الحزب الوطني المنحل.  
وأنا هنا أكرر ما قلته على قناة التحرير مع المتميز محمد الغيطي في مناظرتي مع المتحدث الرسمي لحملة السيد صباحي، بعد أن اتهم حملة المشير أنها مشكّلة من كل الفلول الفسادة، فقلت له: ليس كل الفلول فسدة، وليست المعارضة خضرة الشريفة.  
لا يستطيع أحد أن يمنع أي شخص من حقوقه السياسية إلا بقرار قضائي، ولم يصدر ضد أحد من الفلول حكم قضائي يمنعه من ممارسة الحياة السياسية، ولكن اعلموا أنكم أخذتم فرصتكم لمدة 30 سنة، أثبتم فيها أن لديكم فقرًا في الإبداع والتفكير، وأخذتم مصر معكم إلى الهاوية بسبب فشلكم، وخنوعكم للنظام في كل القرارات التي كانت أغلبها ضد مصلحة الفقراء، ولا أنكر أن هناك بعض أعضاء مجلس الشعب خدم أبناء دائرته في رصف طرق أو مشروع صرف، أو بناء مدرسة، ولكن هذا لا يشفع لك لأنك كنت موافقًا على مد قانون الطوارئ 30 سنة، وكذلك وافقت على تعديل المادة 76 و77 من الدستور لمصلحة النظام وليس الدولة .
نعم هناك لبس وارتباك في حملة المشير لأنهن إلى الآن لم يصدر بيانًا رسميًّا بتشكيلها، مما مكن الفلول من أن يحلموا بعودة دولتهم، ومن
هؤلاء الفلول من نصب نفسه منسقًا لحملة المشير، هكذا بقوة الذراع وكأنه يقول: "فيها لاخفيها".
رسالة أخيرة: لا تلصقوا انفسكم بحملة المشير؛ لأنه قالها صريحة: لا عودة للوراء، كل محاولاتكم للتعلق بأستار الحملة ستبوء بالفشل، الأكرم لكم أن تبتعدوا عن المشهد، أو: لو كان لديكم مرشح للرئاسة فأهلًا به .