الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أستاذ هيكل .. أنا مصدومة !

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أسبوع متخم بالأحداث والأفعال وردود الأفعال ..
وأتوقف هنا عند الحوار التليفزيوني الذي أجراه الأستاذ هيكل مع الإعلامية لميس الحديدي .. وتحديدا حول ما ذكره في الجزء الخاص بالبرادعي .. وما ذكره الأستاذ حقا صدمني .. وأدهشني ولا أستطيع فهمه ولا تفهمه، وبداية.. أرجو أن يسامحني الأستاذ في إعلاني عن صدمتي ودهشتي وعدم تفهمي، بل وخلافي معه فيما قاله، وهذا بالطبع لا يقلل ولا يمس من قدر الاحترام والتقدير العظيم له، فهو على الصعيد المهني هو لي الأستاذ الذي تعلمت منه الكثير، وعلى صعيد تشكيل الوعي والقدرات السياسية التحليلية كان لكتبه التي قرأتها جميعها الفضل الكبير، وعلى المستوى الإنساني أشرف بمعرفتي به عن قرب، وأفخر بلقاءات جمعتنا، أستاذ وتلميذه، تسمع من الأستاذ أجمل الأراء فيما تكتبه في عمودها الصحفي الذي كم يشرفني أنه -وحسب قوله- يتابعه.
لكن كل ما سبق لا يمنعني أن أعلن عن صدمتي، ودهشتي وأنا أسمع الأستاذ متحدثا بأن المشير السيسي كان يطالب بعمل استفتاء شعبي حول بقاء مرسي في الحكم، وأن البرادعي كان رافضا للاستفتاء ومطالبا بخلع مرسي.
وفيما يخص الجزء الأول كلنا نعرف بالفعل أن المشير السيسي قد طلب من مرسي أن يتم إجراء استفتاء شعبي حول بقائه رئيسا لمصر، وأن مرسي رفض الاستفتاء متمسكا بأنه الرئيس الشرعي،  ثم جاء يوم الثالث من يوليو ليعلن المشير عزل مرسي من منصبه بعد أن طالبت الملايين بهذا في الـ 30 من يونيو، هذا ما نعرفه ونفهمه ونتفهمه، لكن ما لم أفهمه ولا اتفهمه هو ما ذكره الأستاذ حول مطالبة البرادعي بخلع مرسي ورفضه أن يتم استفتناء حول هذا، فلا أفهم كيف يتسق هذا المطلب للبرادعي مع مواقفه التي أعقبت الثالث من يوليو، حتى لو كان قد شارك في الحكومة آنذاك،  هذه المواقف التي أقل ما توصف به في البداية انها مواقف سلبية (حيادية) تجاه ما أعقب عزل مرسي من ممارسات تخريبية وإرهابية للجماعة، وما حدث منهم في اعتصامات رابعة وميدان النهضة من تدمير وتخريب وقتل وتهديد بإشعال الحرائق فى مصر واستدعاء للخارج للتدخل في الشأن المصري، لم نسمع للبرادعي كلمة شجب لهذه الممارسات، ولا لهذا الاستدعاء، بل وقف منها صامتا (حياديا) وأنا وإن كنت استخدم وصف الحيادية إلا أن اقتناعي الخاص أنها كانت مواقف منحازة من البرادعي ضد مصر ومع الإخوان، ففي ظل ظروف مثل هكذا ظروف يكون الصمت انحيازا، ثم والأدهى ما فعله البرادعي بعد ان ازداد الموقف الامريكى والاوربي توحشا وشراسة بل ووقاحة تجاه مصر، وتندديهم بما حدث معتبرينه انقلابا عسكريا على السلطة الشرعية، متغافلين عن أن ما تم كان بناء على رغبة الشعب المصري الذى خرج بالملايين إلى الميادين من كل مكان، مفوضا جيش مصر في إنقاذ مصر من سيطرة جماعة إرهابية، لا تدين بأي ولاء لمصر، وتستهدف تمزيق مصر وتفتيتها، وتقديم جزء من أراضيها للعدو الصهيوني دون واعز من ضمير أو وطنية.
وفي وسط تصاعد التهديدات الأمريكية بقطع المعونات والتدخلات الأمريكية الأوربية الفجة التي لا تقبلها أي وطنية أو كرامة، في ظل هذا إذا بالبرادعي يفاجئ الجميع بتقديم استقالته الاحتجاجية، مقدما بهذا لأمريكا والغرب المعادي لمصر أقوى ورقة وأقوى حجة يمكن استخدامها لاتخاذ ما يريدونه من مواقف تصعيدية تجاه مصر، يختار البرادعي أن تكون استقالته بعد فض اعتصام رابعة والنهضة محتجا على الفض وكأنه كان فضا لاعتصامات سلمية، وكأن الفض نفسه كان قمعا وقهرا لمدنين مسالمين عزل، ثم وبعد استقالته ومغادرته لمصر توالت تصريحاته و(تويتاته) المدافعة عن جماعة الإخوان الإرهابية والرافضة لما حدث والمتعالية على رغبة الشعب، سواء أكانت التصريحات منه مباشرة او من تلاميذه الاوفياء له ولامريكا والملازمين لاستديوهات الفضائيات يبثون سمومهم داخل العقول ويزيدون فى استعداء الخارج المتربص بمصر وشعبها الذي يريدونه خانعا خاضعا لاوامرهم وقراراتهم ..
فكيف يااستاذنا يتسق هذا وغيره الكثير مع ان البرادعى كان هو من يريد خلع مرسي دون استفتاء ؟! ..
** اكرر : إن حديثك يا أستاذ هيكل حول إصرار البرادعي على خلع مرسي دون استفتاء هو حديث لا يتسق مع ما فعله رجل ارتضى على نفسه أن يكون صاحب موقف يمكن وصفه بـ (خيانة الوط ) وذلك حينما قدم استقالته وسط حالة الاستنفار الأمريكي الأوربي الشرس ضد مصر، مقدما لهم الحجة الأقوى والتأكيد على أن ماحدث هو حقا انقلاب عسكري وليس مطلبا شعبيا، وهو نفس ما كان أعضاء الجماعة الإرهابية يرددونه ويعلنونه في الخارج، بأن ماحدث في مصر هو انقلاب عسكري قمعي دموي استولى على السلطة دون وجه حق ودون احترام للشرعية، ويطالبون أمريكا والغرب بالتدخل العسكري لإنقاذهم من بطش وعصف هؤلاء (العسكر) من الانقلابيين.
** اعتذر لك أستاذي الكبير أنا لم أفهم كيف هذا الحديث في هذه النقطة قد خرج عنك وهو -وأكرر- يتناقض تماما مع ما فعله البرادعي من موقف مؤسف ضد مصر وهي في أشد الظروف صعوبة وتأزما .. وعفوا .. لا يمكننى تفهم المبررات لهذا!