الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عائلات تحكم مصر.. الحلقة الثالثة: "السعداوية" أشهر عائلات كفر الشيخ.. السادات زارها تكريما لها.. وعبدالناصر سمح لأحد أبنائها بدخول البرلمان قبل سن الثلاثين

الرئيس محمد أنور
الرئيس محمد أنور السادات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عائلة أبو سعده من أشهر العائلات السياسية بكفر الشيخ ويتركز معظم افراد العائلة بمركز الحامول.

وتعود أصول العائلة كما يقول المهندس علي يوسف سعده وكيل أول وزارة الزراعة سابقا لأبو سعده من أحدي القبائل العربية بالمغرب وهاجر إلي مصر بعد الفتوحات الإسلامية مع بقاء بعض افراد العائلة بالمغرب وجاء ذكر العائلة في السيرة الهلالية.

ويضيف أبو سعده إن أفراد العائلة الذين يصل عددهم لنحو 2500 فرد، أنتقل العديد منهم لعدد من المحافظات منها الفيوم والغربية وبورسعيد والمنوفية.

ويشير عمرو عبدالعزيز أبو سعده "صحفي بالأهرام" أن العائلة اشتهرت بحبها الشديد لشراء وتملك الأرض الزراعية حيث أشتروا مساحات شاسعة من الاراضي وصلت لقري بأكملها حتي أن احد ابنائها وهو المهندس حسام عبدالفتاح أبو سعده يمتلك 1300 فدان حاليا ورثهم عن والده.

وللعائلة تاريخ سياسي كبير في المنطقة حيث مثلوا في البرلمان منذ أن كان يطلق عليه مجلس النواب والأمة والشيوخ وحتي مجلس الشعب فضلا عن المحليات والعمديات التي يتولى العديد من ابنائها العمديات في قراهم وساعد علي ذلك التحامهم مع المواطنين وتبرعهم بأراضي لإنشاء مدارس ومساجد ومراكز شباب ووحدات صحية وغير ذلك من أعمال الخير.

وشغل العديد من ابناء العائلة مناصب هامة في القضاء والنيابة والجيش والشرطة والإعلام ويوجد بينهم أكثر من 150 ضابط بالجيش والشرطة ونحو 50 قاضيا ووكيل نيابة بخلاف أعضاء مجلس الشعب وعلي راسهم النائب المخضرم المهندس أحمد أبو سعده والذي شغل منصب "نائب" منذ عهد عبدالناصر ومروا بالسادات ومبارك لمدة 6دوارت قبل أن يفقد المنصب في منافسة النائب الشهير والمرشح لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي في عام 2000 بعد أن كسب حمدين في انتخابات 1995 حتي توفي النائب الشهير احمد ابو سعده في 2011 وحضر جنازته اللواء عادل لبيب وزير التنمية الحالي وحمدين صباحي والعديد من قيادات المحافظة.

ويعتبر ابو سعده من الوجوه السياسية والبرلمانية والشعبية البارزة في تاريخ المحافظة حيث كان من اصغر أعضاء البرلمان سنا ودخل مجلس الشعب قبل ان يبلغ سن ال30 في عهد عبدالناصر بعد أن استثناه من بلوغ سن الثلاثين سن الترشح نظرا لم توسم فيه عبدالناصر من طموح ودهاء سياسي حيث كان أبو سعده أمينا للاتحاد الاشتراكي بالمحافظة وهو في ال26 من عمره .

ويعتبر ابوسعده هو صاحب اقتراح فرض ضريبة الجهاد بعد نكسة 67 بعد أن أجتمع ناصر بأمناء الاتحاد الاشتراكي لبحث سبل دعم مصر في المجال الحربي.

ويحكى عبدالناصر ابو سعده عضو مجلس محلي محافظة سابق وأحد رجال الأعمال أن جدهم «خليفة أبو سعدة» كان مقاولا أيام الاحتلال الإنجليزي فأخذ منهم مقاولات عام 1931 فى مشروعات الصرف وأنشأ مصرف الغربية الرئيسي "كوتشنر"، وفى مرة كان مفتش الصرف الإنجليزى يمر لمتابعة سير العمل، فتصرف «خليفة» تصرفاً أغضب المفتش فصاح فيه له المفتش وشتمه، فرد عليه خليفة، فقال له المفتش: أنت تشتمني أنا؟ «أنا مستر ويلى»؟ فرد عليه :وأنا مستر خليفة.

فأوقفوا أعمال المقاولة لخليفة أبو سعدة، ونفوا ابنه أبو المجد إلى مركز سنورس بمديرية الفيوم، فتزوج هناك وأسس عائلة أبو سعدة بسنورس.
ويكمل عبدالناصر ابو سعده سرد تاريخ العائلة فيقول: أبو المجد أبو سعدة كان صاحب جاه ، نظراً لإشرافه على الأراضي الأميرية فى كفر الشيخ، والتي تسمى «الدومية»، وكان هذا المنصب بالانتخاب، وكان دائما ما يترشح ضده رجل من بلقاس اسمه جمعة سعيد فيفوز بها أبوالمجد.

وفى إحدى زيارات الخديوي توفيق إلى كفر الشيخ، ليفتتح مصلحة «الدومين»، دخل الخديوي «الحامول» مستخدماً «يخته» من مجرى النيل إلى مدخل بحر «تيرة» من «هاويس» الحامول، ثم إلى منطقة «ذهبية» وهى المنطقة التي عرفت بعد ذلك «بدهبيه» الخديوي، فبنوا له استراحة على نفقة وزارة الأشغال، وهى الاستراحة التي تم هدمها فى الستينيات، كما خصصت له ملاعق من الذهب والفضة.

كان فى استقبال الخديوي العمدة محمود أبو سعده عمدة الحامول، وأهل المنطقة ورؤساء العائلات، تناول الخديوي الغداء مع كبار الحامول، ولسعادة الخديوي بالزيارة أقام معهم ثلاثة أيام ثم ركب «يخته» راجعا إلى القاهرة، فأصر العمدة محمود أبو سعدة وهو رجل «خيّال» على أن يسابق بخيله يخت الخديوي قاصدا توصيله إلى البحر المتوسط فأعجب به الخديوي وببراعته الفائقة فى ركوب الخيل واستدعاه إلى القاهرة وأكرمه.
كبير العائلة كما يروى العمدة "يحي أبو سعده "كان الشيخ «يوسف أبو سعدة»، وكان ذا كلمة ومكانة حتى أن والد فؤاد سراج الدين «شاهين باشا» كان «يبوس» على يده إجلالاً واحتراماً له ولمكانته، وقد أسس يوسف أبو سعدة مع مجموعة من العائلة فرقة «القمصان الزرق» فى كفر الشيخ وكانت تساند سعد زغلول، كما ذاع صيت يوسف أبو سعدة فى الحامول وبر مصر بأكمله لمكانته فى عضوية مجلس المديرية الذى كان يضم وقتها الغربية وجزء من الدقهلية وكفر الشيخ، وجميع أفراد العائلة الآن تعيش على سيرته.

ويضيف العمدة فى أربعينيات القرن الماضى تجمع أبناء العائلة من الأخوات وأولاد العم فى تكتل أسرى يشبه تكتل العائلة القديم، أقامه العمدة «السيد يوسف أبوسعدة» والعمدة «صالح محمد أبوسعدة» عمدة كوم الحجر والمستشار «إبراهيم سعدة»، فامتلكوا أراضى كثيرة كانت تبدأ من أول «بسنديلة» محافظة الدقهلية حتى البحر المتوسط، وهو التكتل الذى وقف مع فؤاد سراج الدين فى انتخاباته ووقفوا مع النحاس باشا زعيم الوفد والمرشح الوفدى فى دائرتهم، وكانت تسمى «دائرة الزعفران»، ومن الغريب أن ترشح مواطن عادى اسمه على عبدالرحمن بكر ضد النحاس باشا، ونجح النحاس بالطبع.

استمر هذا التكتل بعد قيام ثورة يوليو ولم يفلح قانون الإصلاح الزراعي أن يقتطع أراضيهم إلا قليلاً، فقد أعطت الثورة مهلة لتقنين الأوضاع فقاموا ببيع الأراضي التي بحوزتهم وتوزيع جزء منها على الأطفال والأخوات لتفتيت الملكية.

يحكى أفراد العائلة أن سيد على أبوسعدة هو أول من ترشح فى العائلة لمجلس الشيوخ وترشح ضده جميل سراج الدين أخو فؤاد سراج الدين، وفى البداية فاز جميل بعد أن زوروا الانتخابات لصالحه، وبعد إعلان الفوز، نزل إلى الدائرة لتفقدها، فتم ضربه فى مدينة الحامول، فأعادوا الانتخابات ونجح سيد على أبو سعدة، ثم دخل بعدها مجلس الأمة، كما دخل مجلس الاتحاد بين مصر وسوريا، ثم استبعد من العمل السياسي على خلفية قانون الإصلاح الزراعي لامتلاكه أراضي واسعة، فشق طريقه إلى المحاماة.

ثورة يوليو 1952 إحدى المحطات التاريخية المهمة فى تاريخ العائلة، كما يروى أفرادها، فكان منهم اللواء عبدالعزيز خليفة أبو سعدة واللواء صلاح أبو سعدة من الضباط الأحرار، والذى توفى منذ عامين كما شارك اللواء حسن أبوسعدة رئيس هيئة العمليات العسكرية، اللواء أحمد إسماعيل وزير الحربية والرئيس مبارك قائد القوات الجوية فى حرب أكتوبر 73، وأنشأ حسن أبو سعدة كباري العبور، والذى أصبح سفيراً لمصر فى لندن بعد ذلك وهو متزوج من الإعلامية سهير الإتربى.

كما داوم أحمد أبو سعدة على زيارة فؤاد سراج الدين فى بيته أسبوعيا، وكان سراج الدين يطلب منه أن يدخل حزب الوفد، وكان فى كل مرة يزوره فيها يطلب منه سراج الدين أن يجلس على مكتبه، وقد بدأت هذه العلاقة عندما ترشح أحمد أبو سعدة فى انتخابات 71 وذهب إليه توفيق عويضة المرشح المنافس له، فوقف سراج الدين مع عويضة ضده ولكن بمجرد أن علم أن أبو سعدة حفيد الشيخ يوسف أبوسعدة بعث إليه نادما: «أنت ليه ماقلتليش؟ لا تترك بيتى بعد كده».

وبعد دخول أحمد أبوسعدة مجلس الشعب كان يطلب منه سراج الدين أن يدعو بعض النواب لزيارته ممن ربطته بهم صلات قديمة فطلب أن يرى الوفدى «محمد عبدالحميد رضوان» وكذلك «ناصف حزين» وتمت هذه الزيارات.

الرئيس السادات زار دوار العائلة تكريما لهم فى واقعة رواها الراحل أحمد أبو سعدة: في مذكرات كتبها لتاريخ العائلة حينما كان السادات يناصر توفيق عويضة فى انتخابات مجلس الشعب، منذ كان عويضة سكرتير المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والسادات سكرتير المؤتمر الإسلامي، ثم جاءت أحداث خصومة بين أبو سعده وعائلة عويضة، فأراد الرئيس السادات أن يصلح بين العائلتين وطلب زيارة عائلة ابو سعده قائلا: «كأنك تقرأ الغيب أنا سعيد بيك جدا وهاجى أزورك وسط أهلك تكريما لك ولأهلك»، وفى 5 يونيو 1979 احتفل السادات بعيد افتتاح قناة السويس، ثم قضى ليلته في ميت أبوالكوم وجاء إلى الحامول يوم 7 من نفس الشهر، هبط السادات بطائرته الهيلوكوبتر على مطار بلغ 20 فدانا، تم تخصيصه له فى الحامول حتى يؤدى به إلى دوار العائلة.

قبل الزيارة طلب المحافظ ومفتش من أمن الدولة ومجموعة من أمن الرئاسة، من أبو سعدة استدعاء توفيق عويضة فرفض أبو سعدة قائلاً لهم: «لو عايز ييجى ييجى على موكب الرئيس وليس فى استضافتنا، حتى لا يقال الرئيس جاء ليصالح أبوسعدة على عويضة، فتؤخذ على الرئيس وتقلل من شأن زيارته»، ويقول أبوسعدة إنه لم يرغب فى استدعائه حتى لا توصف الزيارة بصفة المصالحة، كما حدث فى زيارة السادات للمنيا التى صالح فيها «يوسف مكاوى» على «مصطفى عامر» والتى تمت للمصالحة، أما زيارته لنا كانت تكريماً وتشريفاً.

فى ذلك اليوم كان السادات صائماً، فتم ذبح الذبائح وبعد تناول الإفطار، طلب الميكروفون وقال: «يا أحمد، مجلس الشورى لك مدى الحياة».

كما ربطت العائلة صلة قوية بالرئيس المخلوع مبارك منذ كان نائبا لرئيس الجمهورية، وهى العلاقة التى توطدت به بعد تولى الرئاسة، حيث جعل مبارك أحمد أبو سعدة مسئولاً عن الانتخابات البرلمانية فى كفر الشيخ فى انتخابات 84 والتى أجريت لأول مرة بنظام القائمة.

والعائلة حالياً لا تمتهن غير الزراعة، ورغم أنهم جميعاً من المتعلمين إلا أنهم مزارعون جيدون، ويعتبر العمدة صالح أبوسعدة هو أول من تعلم من العائلة، حتى إنه أثناء دخوله «البكالوريا» اكتشف أن أبيه زور له شهادة ميلاده فطلب منه أبوه أن يرعى الأرض بدلا من إكمال تعليمه، أما على يوسف أبوسعدة فهو أول من أكمل تعليمه فى العائلة، رغم ان التعليم وقتها كان شاقا جدا، حيث يتطلب من التلميذ الصغير السفر إلى مدينة «المنصورة» فى مدرسة الملك الكامل.

أما صاحب الفضل فى انتشار التعليم فى العائلة فهو عبدالحليم الطنبارى، حيث جمع شباب العائلة والذين بلغوا حوالى 30 طالبا سنة 1940، وخصص لهم سكنا فى بيته وخصهم بطباخ اسمه «فرج»، حتى يهتموا بدروسهم لأنه كان من المعروف أن من يذهب للتعليم فى المنصورة يفشل، حيث كانت مجالا لتزويغ الكثيرين من الطلبة.
ومن أبرز أفراد العائلة، سيد على سعدة مرشح مجلس الشيوخ ومجلس الأمة ومجلس الاتحاد، اللواء عبدالعزيز خليفة أبوسعدة، اللواء صلاح سعدة من الضباط الأحرار، النائب أحمد سعدة، اللواء رأفت يوسف سعدة رئيس مدينة بلبيس وحاصل على وسام من السادات، اللواء حسن أبوسعدة رئيس هيئة العمليات العسكرية فى حرب أكتوبر 73، حافظ أبوسعدة رئيس منظمة حقوق الإنسان، عبدالفتاح حسن سعدة كان مدير عام الأمن المركزى ومساعد وزير الداخلية،إبراهيم سعدة رئيس محكمة سابق، على حسن سعدة وكيل أول وزارة الزراعة فى عهد يوسف والى، عصام حسن سعدة وكيل وزارة الزراعة، فوزى صالح سعدة أمين الحزب الوطنى لمركز الحامول، الكاتب الصحفى إبراهيم سعدة، محجوب سعدة المخرج بالتليفزيون المصرى، العميد حسام أبو سعدة مامور مركز البرلس.