رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في مسلسلات رمضان 2024.. الأبناء يعيدون طرح أفكار الآباء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شاهدت بعض حلقات من مسلسلات شهر رمضان الكريم، مثل "كوبرا" و"خالد نور وولده نور خالد». وتوقفت عند الشبه الكبير، ليس فقط فى الاداء، ولكن أيضا فى الأفكار والأحداث، بين كل من محمد إمام، ووالده الفنان الكبير عادل امام، فى مسلسل أحلام الفتى الطائر إنتاج ١٩٧٨، وكذلك بين كريم عبد العزيز ووالده الفنان محمود عبد العزيز، فى فيلم جرى الوحوش، إنتاج ١٩٨٧، مما ذكرنى بالمثل الشعبى القائل، "هَذَا الشّبْلَ مِنْ ذاكَ الأَسَد».

أولا: مسلسل كوبرا والشبه الدرامى مع مسلسل أحلام الفتى الطائر

شاهدت مسلسل "أحلام الفتى الطائر" وأنا طفل "منذ ٤٦ سنة». كان العمل من تأليف وحيد حامد، وإخراج محمد فاضل وبطولة كوكبة من أعظم فنانى مصر فى ذلك الوقت. 

الخط الدرامى وأحداث المسلسل كانت تدور حول إبراهيم الطاير (عادل إمام) وهو حرامى يخرج من السجن، وتقوم عصابة زعيمها (جميل راتب) بإختياره لتهريب أموال إلى الخارج. يقوم الطائر بإخفاء شنطة الفلوس فى الداخل بمساعدة خطيبته (رجاء حسين). ويتخفى هو فى مستشفى الأمراض العقلية بمساعدة مدير المستشفى (محمود المليجي).

وهناك يلتقى بمجموعة من نزلاء المستشفى منهم الكاتب (عمر الحريري)، إلى أن يتوفى مدير المستشفى، ويقوم إبراهيم بالهرب مع صديقه، ويتنقلان من مكان لآخر، بين الريف والحضر فى مطاردات وأحداث مشوقة وظهور شرفى لممثلين عظام أمثال عبد الوارث عسر، وتوفيق الدقن، وعدلى كاسب، وسعيد صالح وآخرين من نجوم الزمن الجميل.

أما أحداث مسلسل "كوبرا" بطولة محمد إمام، الذى يدخل السجن، ويتعرف فيه على مجموعة من المجرمين، ويخرج منه ليجد معاناة كل أفراد أسرته. ثم يقوم بسرقة بنك وبعدها يهرب من البوليس بمساعدة زملائه الذين كانوا معه فى السجن. المسلسل يتبع نفس الخط الدرامى، والمطاردات والكوميديا الاجتماعية، التى تميز بها مسلسل الطائر ولكن، فى شكل عصرى. حيث تغيرت فيه سرقة الآلاف من الجنيهات إلى سرقة البنوك (الملايين والمليارات)، وأضيفت إليها تكنولوجيا العصر من دور للتليفون المحمول فى التواصل والتتبع، بدلا من المرسال الآدمى، وتحول الإجرام من سرقة الأموال، إلى عدة تشكيلات إجرامية عصرية، فيها الاتجار فى المخدرات وجرائم الإنترنت وغيرها. مسلسل "كوبرا" بصفة عامة عمل ناجح، ولكن أقل نجاحًا وإقناعًا للمشاهد إذا ما قورن بمسلسل "الطائر». حيث جاءت الأحداث أقل فى الحبكة الدرامية والتشويق، وكان هناك الكثير من المبالغة وعدم الإقناع مقارنة بأداء جيل عمالقة السبعينيات. "كوبرا" من تأليف أحمد محمود أبو زيد وإخراج أحمد شفيق.

ثانيًا: مسلسل "خالد نور وولده نور خالد" 

المسلسل من نوع الخيال المشَوق أو "الفنتازيا" حيث يتناول أحداثًا غير مألوفة، وغير معقولة ومغايرة للواقع. تدور الأحداث حول خالد نور (كريم عبد العزيز) وولده نور خالد (شيكو) فى إطار كوميدى، حيث يتعرض مهندس وزوجته وابنه الطفل لحادث فى مفاعل ذرى، وتجرى عمليه فى الدماغ للطفل. ثم يفاجأ المهندس خالد بشاب فى مثل سنه، يَدعى أنه ابنه نور، ويذكر له أحداثًا تدل على أنه كان يعيش معه. يحاول كل من خالد وولده نور، الوصول إلى حقيقة كيف يكون الأب فى مثل سن ابنه؟ الإطار الكوميدى والأحداث كانت جيدة، والاداء كان معقولا، والمسلسل حقق نسبة مشاهدة عالية. تأليف كريم سامى وأحمد عبدالوهاب، وإخراج محمد أمين. ظل البحث عن تفسير مقنع للاحداث طوال حلقات المسلسل، وجاءت النهاية غير صحيحة من الناحية العلمية. حيث إن الطبيب (شريف رمزي) كان قد قام بنقل جزء من مخ الطفل المصاب فى الحادث، إلى مخ شاب كان يعانى من فقدان للذاكرة وكان موجودا فى المستشفى فى نفس التوقيت. وهو إجراء غير ممكن طبيًا.

أما فيلم "جرى الوحوش" من إخراج على عبد الخالق، وتأليف محمود أبو زيد. وهو من نوع "الفانتازيا" أو الكوميديا غير الواقعية، فهو يناقش تجربة جراح عاد من الغرب (حسين فهمي) يقوم بزرع جزء من الغدة النخامية (الفص الأمامي)، المسئول عن إفراز الهرمونات التى تنشط الخصية لإفراز الهرمونات وتصنيع الحيوانات المنوية اللازمة للإنجاب، من منجد (محمود عبد العزيز) عنده عدد كبير من الأطفال، إلى جواهرجى ثرى (نور الشريف) لكى يتمكن من الإنجاب. النتيجه كانت كارثية، حيث فقد المتبرع خصوبته ورجولته، ولم ينجب الثرى الذى كان يرغب فى الإنجاب. الفيلم كان غير مألوف فى هذا الوقت وحقق نجاحا كبيرا، واستخدم أفكار جديدة حول الصراع بين الدين والعلم، وضرورة تقبل الإنسان لما قدره له الخالق سبحانه وتعالى، والصراع بين أضلاع مثلث الحياة: المال، البنون، والصحة.

رغم أن أداء الأبناء (محمد إمام وكريم عبد العزيز) كان جيدًا وناجحا بصفة عامة، ونجح فى تحقيق نسبة مشاهدة عالية، إلا أن أداء الآباء (عادل إمام ومحمود عبد العزيز)، كان أكثر حرفية وإقناعًا ومتعة. ولكن يبقى المثل الشعبى القائل "من شابه أباه فما ظلم" مناسبا لجيل الأبناء.

وكل رمضان وحضراتكم جميعا طيبون.