الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

لماذا نعمل 8 ساعات يوميا؟.. جهود عمال أستراليا تقود شرارة التحرر من العمل لساعات طويلة.. و21 أبريل 1856 أول احتفال بعيد العمال في العالم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لماذا نعمل 8 ساعات يوميًا؟.. جهود عمال استراليا تقود شرارة التحرر من العمل لساعات طويلة.. و21 أبريل 1856 أول احتفال بعيد العمال في العالم 

======

إذا كنت واحد من الملايين حول العالم الذين يعملون يوميًا في المصالح الحكومية والشركات على اختلاف أنواعها وأنشطتها، فأعلم أن عملك لمدة 8 ساعات جاء بعد أن نجح العمال الاستراليون في منتصف القرن الـ 19 في انتزاع حقوقهم بالعمل لمدة 8 ساعات فقط، بعد أن كانت فترات عملهم تزيد عن ثماني ساعات في ذلك الوقت، وللرجوع إلى القصة التي كانت شرارة البداية لانتزاع الحقوق العمالية

العمل لساعات طويلة

وفي منتصف القرن التاسع عشر، كان العمل لأكثر من 70 ساعة أسبوعيًا أمرًا شائعًا، وبالنظر إلى أن الناس كانوا يعملون عادة 6 أيام في الأسبوع في ذلك الوقت، فإن ذلك يعني ما يقرب من 12 ساعة في اليوم، إلا أنه في 1 مايو 1856، بدأ الاحتفال بعيد العمال لأول مرة في العالم، بعد أن نجح عمال البناء في ملبورن وسيدني "عرفوا حينها بحركة الثماني ساعات" بتحقيق مطالبهم بتخفيض ساعات العمل لـ8 ساعات يوميا، وفي وقت لاحق تحولت إلى مناسبة عالمية يحتفل العالم في اليوم الأول من شهر مايو بعيد العمال العالمي وهو مناسبة سنوية يعود تاريخها للقرن التاسع عشر وتقام تكريما لمساهمات أكثر من ثلاثة مليارات ونصف عامل يكافحون طيلة أيام السنة.

شرارة البداية 

البداية كانت من أستراليا، التي تعد الدولة الأولى التي بدأت بالاحتفال بهذه المناسبة في 21 أبريل من العام 1856، ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حوالى 30 عاما، وباقي دول العالم، ليصبح عيدا رسميا في أكثر من 100 دولة.

وكان هذا النجاح في ما بعد حافزا أمام ملايين العمال الذين اتخذوا من "عمال استراليا" قدوة ومثالا يحتذى به وقرروا التمرد والثورة لتحسين أوضاعهم من رفع الأجور إلى تقليل ساعات العمل وخاصة في الولايات المتحدة.

إذ دعت النقابات الأمريكية في 1886 إلى الإضراب عن العمل في الأول من مايو، للمطالبة بخفض ساعات العمل إلى ثماني ساعات. واستجاب حينها للدعوة أكثر من300 ألف عامل غادروا أماكن عملهم في المصانع التي يعملون فيها في مختلف أنحاء البلاد.

وفي بدايات القرن العشرين، وبالتزامن مع نهاية الحرب العالمية الأولى، كان عمال الأفران العالية في صناعة الصلب يسجلون عادة 84 ساعة في الأسبوع، كانت هذه الساعات الطويلة بشكل غير طبيعي موضوعًا للكثير من الإدانة وقضية رئيسية في الإضراب الذي بدأ في سبتمبر 1919، وعلى الرغم من فشل الإضراب حينها إلا أنه وبعد 4 سنوات خفضت شركة "US Steel" يوم عملها من 12 إلى 8 ساعات".

ولحقت بها العديد من الشركات الأمريكية، ففي عام 1926، قامت شركة فورد للسيارات، تحت قيادة هنري فورد، بتأسيس نظام عمل أسبوعي مدته 8 ساعات يوميًا لمدة 5 أيام، وفي عام 1930 قررت شركة "كيلوغ" إنشاء نوبات عمل مدتها 6 ساعات بدلًا من نوبات العمل التي تستغرق 8 ساعات، مع بعض التخفيض في أجور العمال.

وأتاحت هذه الخطوة لشركة "Kellogg" إعادة توظيف الموظفين الذين تم الاستغناء عنهم وتوظيف أشخاص آخرين عاطلين عن العمل، لكنه كان مدفوعًا أيضًا بالاقتناع بأن منح المزيد من الوقت للعمال يعد منفعة اجتماعية، ووسط محاولات مستمرة لتطبيق نظام العمل لـ 6 ساعات يوميًا، وقع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1933على قانون التعافي الصناعي الوطني، والذي بموجبه أبرم أصحاب العمل اتفاقيات طوعية لتحديد مدة العمل الأسبوعي للعامل من 35 إلى 40 ساعة عمل أسبوعيا ودفع حد أدنى للأجور يتراوح بين 12 إلى 15 دولارا في الأسبوع. ولكن بعد عامين، قضت المحكمة العليا بأن قانون "NIRA" غير دستوري بسبب بند يتعلق بذبح الدجاج.

وعلى الرغم من إبطال قانون "NIRA"، واصل المشرعون والنقابات الضغط من أجل تحسين ظروف العمل. وفي أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، ابتكروا شيئًا من شأنه أن يرسي في جميع المجالات ما نعرفه اليوم باسم أسبوع العمل لمدة 8 ساعات يوميًا وخمسة أيام، بالإضافة إلى تحديد الحد الأدنى الفيدرالي للأجور وإنشاء حماية لعمالة الأطفال.

قانون معايير العمل العادلة

وفي عام 1938، وقع فرانكلين روزفلت على قانون معايير العمل العادلة، والذي ينص على أنه يجب على أصحاب العمل دفع أجر إضافي للموظفين الذين يعملون أكثر من 40 ساعة في الأسبوع.