الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القِيَم المُكتسَبة من العمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في حياة الإنسان، تشكل دوافع العمل المحرك الرئيسي والقوة الدافعة لتحقيق النجاح والتطور الشخصي. تعكس هذه الدوافع تشابكًا معقدًا من الاحتياجات والطموحات التي تشكل حياتنا اليومية. من خلال التفاعلات التي تسير هذه الحياة، كذلك يندمج الفرد في مجتمعه بشكل فعّال من خلال قوانينه وأخلاقياته، ومن خلال هذا التفاعل الدائم، يظهر مفهوم العمل كعنصر أساسي في بناء الفرد وتطويره. إن العمل، بمفهومه الواسع، لا يقتصرُ على كونه مصدرًا لتحقيق الدخل، بل يحملُ في طياته العديد من القيم التي تثري حياة الفرد وتساهم في تطويره. يمنح العمل الفرد العامل الفرصة لتحقيق الإنجازات والتقدم المهني. ويساهم العمل في الشعور بإتقان المهام وتحقيق الأهداف الأمر الذي يعزز الثقة بالنفس ويضيف قيمة إيجابية إلى الحياة.

ويُكسِب العمل أيضًا الفرد العديد من المهارات وكذلك تطوير شخصية العامل وذلك من خلال تحديات العمل، التي يتعلم الفرد منها مهارات جديدة ويطور بها قدراته. وذلك لأن التنوع في المهام والمسؤوليات  يشكل فرصة لتطوير القدرات الشخصية والمهنية. يتيح العمل كذلك للفرد الفرصة في المساهمة في تحقيق أهداف الفريق أو المؤسسة. الأمر الذي يعزز الروح الجماعية وتنمي الإنتماء إلى المجتمع المهني والمجتمع بمفهومه الواسع أيضًا.

يساهم العمل أيضا في التواصل وبناء العلاقات. وذلك لأن البيئة الوظيفية تشجع على التواصل وبناء علاقات مهنية. تلك العلاقات تمنح الفرد شبكة من الدعم والتوجيه، وتعزز كذلك فهمه لديناميات العمل. يعزز العمل المقدرة على المرونة والتكيف، وذلك لأن العمل في بيئة متغيرة يشجع على تطوير مهارات التكيف والمرونة. القدرة على التعامل مع التحديات والتغيرات تُعزِّز القوة الشخصية للعامل. يساهم   العمل في تنشئة الشخصية على المسؤولية والإلتزام، حيث  أعباء الوظائف  هي مسؤوليات تعزز الإلتزام والنضج الشخصي للعامل.حيث يساهم العمل في القدرة على تحمل المسؤوليات تعزز النمو الشخصي للعامل. 

 يحقق العمل التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية وذلك لأن العمل الذي يشجع على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية يُضفي قيمة إضافية على الحياة. يتيح للفرد الاستمتاع بشقي الحياة  الشخصي والمهني للعامل معا. أيضا يساعد العمل  على تحسين الصحة النفسية، وذلك لكونه يمنح الشخص شعورًا بالأهمية والإسهام بدور في محيطه الذي يعيش فيه. وبالإجمال فإن العمل يلعب دورًا في تحسين الصحة النفسية وتقليل مستويات الإجهاد،وتحقيق قيمة معنوية ومادية من خلال تحقيق الاستقلال المادي للعامل الأمر الذي بدوره يسهم في استقلال الشخصية.