السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الثقافة والنشر في العصر الجديد".. ندوة تتناول التبادل والتنمية بين العرب والصين

المشاركون في الندوة
المشاركون في الندوة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استضافت العاصمة القطرية الدوحة ندوة بعنوان "التبادل الحضاري والتنمية العالمية.. علاقات الثقافة والنشر بين قطر والصين في العصر الجديد"، والتي أقيمت برعاية المجموعة الصينية للإعلام الدولي ودار النشر باللغات الأجنبية، ومجلة الصين اليوم، وبتنسيق مجموعة بيت الحكمة للثقافة.

وشارك بالندوة كل من لو تساي رونغ نائب مدير المجموعة الصينية للإعلام الدولي، تشياو شو رئيس قسم الإعلام السياسي في السفارة الصينية بقطر، بشار شبارو المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر والأمين العام لاتحاد الناشرين العرب، لي وو تشو نائب مدير مركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا (دار مجلة الصين اليوم)، الدكتورة فاتن الدوسري أستاذة العلاقات الدولية بجامعة البحرين والخبيرة في الشأن الصيني، وانغ قوانغ دا الأستاذ بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية ومدير المركز الصيني العربي لأبحاث الإصلاح والتنمية، والدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية بمصر، وأدار الندوة جيا تشيو يا نائب رئيس دار النشر باللغات الأجنبية.

وضمت الندوة ضيوفا آخرين في مجالات الثقافة الصينية والعربية والنشر والإعلام ومراكز الأبحاث وغيرها من المجالات، وغيرهم من الضيوف حضورًا وعبر الإنترنت.

لو تساي رونغ

وفي كلمته، أشار لو تساي رونغ إلى أن المجموعة الصينية للإعلام الدولي -باعتبارها منظمة مهنية دولية شاملة للاتصالات- تسعى لتعزيز التبادلات وتعميق التعاون في التنمية المشتركة مع قطر والدول العربية، والعمل بجد لتعزيز بناء الحزام والطريق وبناء مستقبل أفضل، والسعي لبناء مصير مشترك للبشرية. 

كما ناقش ثلاث نقاط أخرى تمثلت في: تعزيز التعاون في مجال النشر لتشجيع الفهم المتبادل، وتعزيز التعاون الإعلامي للسرد المشترك لكيفية سير البلدان النامية في طريق التنمية الحديث بخصائصها المتميزة، وتعزيز التبادلات الثقافية والحضارية وتقوية الروابط بين الشعوب.

واتفق بشار شبارو مع مقترحات العمل التي قدمها لو تساي رونغ، وعبر عن أمله في تعميق التعاون مع زملائه في دوائر الثقافة والنشر الصينية على أسس جيدة، والمساهمة في تعزيز التبادلات الثقافية بين الحضارتين القطرية الصينية والعربية الصينية.

 

علاقات متينة

وقال لي وو تشو إن تاريخ تبادلات الصينية والعربية والصداقة المتينة بين الجانبين، يبرز إمكانية التسامح والتعلم على نحو شامل بين المناطق والثقافات والأنظمة الاجتماعية المختلفة، وهو ما يمكن الجانبين من التطور والازدهار معًا. 

وفيما يتعلق بالتواصل العربي الصيني، أشار إلى أن العلاقات بين الصين والدول العربية قد تطورت على نحو شامل وسريع وعميق في السنوات الأخيرة "لكن التفاهم المتبادل بين الشعبين لا يزال بعيدًا عن احتياجات تطوير العلاقات الثنائية، ولا تزال مساحة التعاون واسعة".

وقال: من أجل تقوية التعاون الصيني العربي، يجب على وسائل الإعلام في البلدين أن تتحمل مسؤولية تعزيز التواصل الصيني العربي بوعي كامل، وتقديم تقارير صادقة وموضوعية وشاملة للجماهير، والسعي لتصحيح سوء الفهم بينهما. 

بشار شبارو

ولفت إلى أهمية هذا في “مواجهة الصوت الخارجي، ودعم الأصوات الصينية والعربية في مجال الرأي العام الدولي، وتعزيز التبادلات وبناء المزيد من منصات التعاون والتبادل، وتعزيز النقاشات حول الموضوعات المشتركة من خلال المقابلات والنشر التعاوني والحوار النشط، والتحدث إلى العالم الخارجي، والمساهمة بقوة وسائل الإعلام لتعزيز التنمية السريعة والصحية للعلاقات الصينية القطرية والعلاقات الصينية العربية”.

كما أشارت فاتن الدوسري إلى أن الدول العربية والصين لهما نفس الرؤية التنموية والمثل العليا الراسخة. ومن أجل بناء نظام عادل ومنصف، والتحدث معًا بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية الكبرى، أتمت مبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عقدها الثاني. وقد تلقت هذه المبادرة ترحيبًا من الدول العربية المختلفة. 

وأضافت: "ساهمت مشاريع البنية التحتية، التي نفذتها الشركات الممولة من الصين، في البناء الحضري والإقليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولاقت قبول الرأي العام في جميع مناحي الحياة".

فاتن الدوسري

تاريخ حافل

وأوضح وانغ قوانغ دا أن هناك تاريخًا حافلًا للتبادل الحضاري بين الشعب الصيني والشعوب العربية، وأن الحضارتين الصينية والعربية قدمتا مساهمات إيجابية في بناء نظام ثقافي عالمي جديد متناغم من خلال التبادلات والاندماج فيما بين الجانبين. على سبيل المثال ظهرت فاعلية "الكونفوشيوسية لتفسير الكتب المقدسة" في الصين خلال عهد أسرتيّ مينغ وتشينغ واستمر لأكثر من 200 عام، وهو بمثابة محاولة ناجحة لتقارب العقيدة الإسلامية مع الثقافة التقليدية الصينية، مما أسهم في تعميق فهم الثقافة الصينية من جهة، والتبادل الثقافي مع البلدان العربية من جهة أخرى، وأصبح ذلك نموذجًا ناجحًا في تاريخ الحوار الحضاري بين الشرق والغرب، كما أدى دورًا مهمًا في تعزيز التعايش متعدد الثقافات وتنمية الحضارات حول العالم.

كما أشار إلى أنه على جميع الدول في العالم، أن تحافظ على توارث تقاليدها الثقافية التاريخية المتميزة وتعميق التبادل الحضاري في جميع أنحاء العالم على أسس المساواة والاحترام، ومواصلة ترسيخ الأساس الإنساني للتبادلات بين الدول، والمساهمة في تعزيز بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية وإثراء الشكل الجديد للحضارة الإنسانية.

أحمد السعيد

نموذج للعلاقات

وأوضح المترجم والناشر الدكتور أحمد السعيد أن العلاقات الودية بين الدول العربية والصين تتمتع بتاريخ طويل، ولم تشهد صراعات على مدار أكثر من 1000 عام، وفي السنوات الأخيرة وضعت الصين نموذجًا للعلاقات الدولية وفق مفهوم بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية. 

وقال: "على عكس المجتمعات الغربية، المليئة بالتناقضات والمعايير المزدوجة، ذلك أن الرؤى والمفاهيم الصينية تحظى بدعم وتأييد شامل من الدول العربية بما في ذلك قطر، ويرجع ذلك إلى أن الصين قدمت مثالًا يحتذى به في تطبيق أفكارها ومقترحاتها في مختلف مجالات التعاون، وهي في سبيل ذلك تتحدث بلغة الأفعال وسرد الحقائق".