الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مباراة الأهلي والزمالك في الرياض

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كانت سهرة ممتعة تلك التى فاز فيها فريق النادى الأهلى بكأس مصر، موسم ٢٠٢٢-٢٠٢٣ على غريمه التقليدى فريق نادى الزمالك على ملعب الأول بارك، فى العاصمة السعودية الرياض.

اللقاء كان له مذاق خاص، كونه أول لقاء قمة فى نهائى كأس مصر يقام خارج مصر. كان للقاء سمات المباريات الدولية الكبرى التى تشهدها منطقة الخليج العربى وتوفرت له عدة عوامل ضمنت له أن يكون لقاء استثنائيا، اللاعبون والمتفرجون فى المدرجات باللونين الأحمر والأبيض مصريون، الإداريون والحكام دوليون، مما يثبت أن العولمة قد امتدت إلى كل نواحى الحياة، بما فيها رياضة كرة القدم.

لعب الزمالك وفاز الأهلي، وهذا شىء تعودنا عليه نحن الزملكاوية، ولم نعد نخجل منه أو نندهش عند حدوثه. إلا أنى قد توقفت عند عدة ملاحظات خلال هذا اللقاء، تدل على مدى التطور الذى طرأ على اللعبة الشعبية الأولي، والتى لم يكن أكثر الحالمين من جيلنا «مواليد الستينيات» يتوقعها.

أولًا: حرية انتقال اللاعبين بين الأندية

بعد أن أصبحت كرة القدم حرفة «Profession» أصبح انتقال اللاعبين بين الفرق المتنافسة شيئًا عاديًا ومُتقبلًا. فى مبارة مساء الجمعه، الموافق ٨ مارس، كان عبدالله السعيد، لاعب الأهلى السابق، هو خط وسط الزمالك، بينما لعب إمام عاشور، نجم الزمالك السابق، فى خط وسط الأهلى أمام زملائه القدامى. نفس الشىء مع اللاعب «كهربا»، لاعب الزمالك السابق، الذى انتقل إلى الأهلى بعد معركة قانونية بين الفريقين، تدخل فيها الاتحاد الدولى لكرة القدم.

ثانيًا: الملعب والجماهير المصرية فى السعودية

بحق كان الملعب والألعاب النارية التى سبقت اللقاء، والنقل التلفزيونى وتكنولوجيا التصوير والتحليل البصرى تحفة فنية وهندسية نهنئ الإخوة السعوديين عليها. وشخصيًا، سعدت بتواجد الجماهير لتشجيع قطبى كرة القدم المصرية فى الاستاد بهذه الأعداد الكبيرة. أعرف أن للأهلى والزمالك مشجعين من كل البلدان العربية، ولكنى أظن أن الغالبية العظمى من الجماهير كانت مصرية. أعجبنى تشجيع الجماهير الراقي، وأعتقد أننا لم نشهد هذا التجمع بهذا الشكل وبهذا الجمال منذ فترة طويلة. أيضًا، كان سلوك اللاعبين والجماهير مُنضبطًا، وتمنيت لو انتقل هذا الانضباط والنظام الى مدرجاتنا المصرية.

كانت تهنئة والدة حارس مرمى الأهلى لابنها مصطفى شوبير بعد انتهاء المباراة، مؤثرة جدًا، وربما تكون هذه المباراة بداية جيدة لحارس مرمى واعد.

ثالثًا: التحكيم والعنصر النسائى فى كرة القدم الرجالي

كان الحكم البرازيلى أجمل من فى الملعب أثناء اللقاء. حكم عملاق، هادئ وواثق من نفسه، وأدار اللقاء بحرفية شديدة. لا أعتقد أن هناك أى قرار يمكن التشكيك فى صحته، وهذا نادرًا ما يحدث فى لقاءات القمة بين الفريقين. أما مساعدات الحكم فكن فى قمة اللياقة والانضباط.

بقدر روعة حكم الساحة أندرسون دارونكو إلا أن أداء الطاقم المعاون المكون من ٤ سيدات كان مُبهرًا. قامت البرازيلية نيوزا باك كمساعد أول، ومواطنتها فابرينى بيفيلاكوا كوستا كمساعد ثاني، وقامت تشارلى ويندي، محكما لتقنية الفيديو، وساعدتها ثايزلين كوستا. أعتقد أن قرار الاتحاد الدولى لكرة القدم الاستعانة بالسيدات فى تحكيم كرة القدم للرجال قد أضاف متعة وتشويقا للعبة، وأثبت أن المرأة قادرة على إدارة كل ما يقوم به الرجال، بمهارة عالية وإتقان محكم.

الخلاصة، أنه بالرغم من أن اللقاء بلغة كرة القدم كان متوسطًا من الناحية الفنية واللياقة البدنية، إلا أنه كان حدثًا متميزا من الناحية التنظيمية والسلوك داخل وخارج الملعب. أعتقد أن العلاقة المتنامية بين مصر والسعودية على المستويين الرسمى والشعبى قد حققت نجاحًا كبيرًا لكلا الطرفين، وأتمنى أن تستمر هذه الشراكة، ليس فى الترفيه فقط، ولكن تمتد لتشمل كل المجالات، خاصة فى مجالى التعليم والصحة.

د. السعيد عبدالهادى: رئيس جامعة حورس