الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رقي المرأة هو ازدهار للأمم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

احتفل العالم كله يوم ٨ مارس باليوم العالمي للمرأة، ويعتبر هذا اليوم هو بمثابة الدليل على احترام وتقدير وحب المرأة وأيضًا يعد بمثابة الاعتراف بأهمية المرأة في جميع أنحاء العالم  وفي جميع مجالات الحياة.

جاء الاحتفال بيوم المرأة العالمي إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام ١٩٤٥، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي، كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة. لذا يصاحب الاحتفال سمة سياسية قوية وشعارات إنسانية معينة من قبل الأمم المتحدة، للتوعية الاجتماعية بمناضلة المرأة عالميًا.

جاءت أهمية المرأة لأنها جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع، هي حجر أساس الأسرة، وهي الحاضنة لجميع الأفراد الذين ينتمون إليها، ولا يمكن أن يحدث استقرار اجتماعي ودفء أسري إلا من خلال الأمن النفسي للمرأة وتلاحمها واستثمار الأوقات التي تحدث نوعًا من الألفة معها، وذلك عبر تجديد وتوطيد العلاقة بين جميع الأطراف، وللعلماء المشاهير آراء وأقوال كثيرة عن المرأة حيث يقول «شكسبير» المرأة كوكب يستنير به الرجل، ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام، ويقول توفيق الحكيم، إن عقل المرأة إذا ذبل ومات، فقد ذبل عقل الأمة كلها، ومات وأيضًا يقول «سقراط» إن المرأة مصدر كل شيء.

وفي الواقع أن الاهتمام بالمرأة علي مستوى العالم لا يُعد من الرفاهية، بل يعتبر أمرًا حتميًا وضرورة من ضروريات الحياة، وأيضًا يُعد شيئًا هامًا لرقي وازدهار العالم بأكمله، وذلك لعدد من الأسباب نذكر منها.

إن التعداد السكاني وفقًا لعام ٢٠٢٣ يوضح أن نسبة المرأة في العالم مقارنة بنسبة الرجال تعد ٤٩.٦٪، فعندما نتحدث عن المرأة نتحدث عن نصف العالم. لذا فأي رقي في العالم وأي رفعة للعالم كله لا يتم بمنأى عن الرقي بجميع فئات المجتمع، وخاصةً المرأة لأنها نصف المجتمع.

فإذا نظرنا إلى جميع مجالات الحياة نجد المرأة عنصرًا أساسيًا به، فالمرأة تلعب دورًا كبيرًا في الرعاية والدعم المجتمعي في العديد من المجالات، حيث إنها تبذل أقصى طاقتها في رعاية الأطفال وذوي الهمم وكبار السن من المسنين.

واذا نظرنا في الحضر نجد أن المرأة تسهم بشكل كبير في تطوير الأسس التعليمية المختلفة في دول العالم، وذلك من خلال التدريس الأساسي المتضمن لقواعد ومفاهيم القراءة والكتابة في البيت والمؤسسات التعليمية المتنوعة.

وأيضًا نجدها تلعب دورًا كبيرًا وعالميًا في تطوير سُبل العمل في المجالات والقطاعات العملية المختلفة، كما أنها تُسهم أيضًا في بث التأثيرات الإيجابية والقيم الأصيلة لدى الأبناء لخلق جيل قوي ذو أخلاقيات عالية لرقي المجتمع بأكمله.

وأيضًا في الريف فنجدها نسبة كبيرة في القوى العاملة الزراعية، بما في ذلك العمل غير الرسمي، حيث يتحملن المسئولية الكبرى في تقديم الرعاية المجانية وأداء مهام العمل المنزلي في منازلهن. كما أنهم يقدمن مساهمات كبيرة في الإنتاج الزراعي، والأمن الغذائي والتغذية، وإدارة الأراضي والموارد الطبيعية، وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ.

أما المرأة البدوية فهي لها دور بارز من خلال مشاركتها بمجموعة من المهام، والتي تضمنت ركوب الخيل، الأنشطة المنزلية، إقامة وإنزال الخيام، تربية وتدريب أطفالهم علي الحياة البدوية. كما احتفظوا بمكانة قيمة معترف بها في إدارة القضايا الخاصة بالمنزل مثل بيع أو شراء ماشية الأسرة.

وأيضًا في المواقع القيادية والمناصب التشريعية والتنفيذية نجد المرأة ضربت أروع مثال لذلك حيث نجدها، في جميع المناصب القيادية بدأ من التمثيل تحت قبة البرلمان مرورا بالوظائف التنفيذية كالوزراء والمحافظين ونواب المحافظين انتهاء بالتواجد في القضاء وسفراء والتمثيل الفعال أمام محكمة العدل الدولية.

ومن ناحية الاقتصاد فنجد أن المرأة تؤثر في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، فهي تعمل جنبًا إلى جنب الرجال في كافة المجالات، فنجدها في المصانع وفي كافة المشروعات الصغيرة والكبيرة التي تُدر دخلًا علي الأسرة والمجتمع بكامله. حيث أن التمكين الاقتصادي للمرأة له توابع تؤثر علي التنميةِ الاجتماعية بأكملها، ولا تكتفي المرأة بالعمل في الاقتصاد بحسب بل أصبحت قيادية في هذا المجال، حيث إنها تترأس ٣ مؤسسات اقتصادية دولية كبرى، وإحدى أهم وزارات الخزانة على مستوى العالم، وهو ما يعزز من زيادة دور المرأة في المناصب الاقتصادية العليا على مستوى عالم المال والأعمال.

وهي قيادة صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، والبنك المركزي الأوروبي، ووزارة الخزانة الأمريكية، حيث تدل مؤشر المرأة في الاقتصاد لعام ٢٠٢٢، الذي أظهر أن المرأة تمثل من ١٠٪ إلى ٢٤٪ من المناصب العالمية العليا في الاقتصاد، بما في ذلك الأوساط الأكاديمية والقطاعين الخاص والعام، وواحدة من كل ١٠ محافظين في البنوك المركزية هي امرأة و١٥٪ من وزراء المالية هي امرأة، في الواقع انه علي الرغم من هذه المؤشرات التي تعتبر جيدة إلى حد ما إلا انه لا زالت تمثل نسبة ضئيلة مما يجب أن تكون علية المرأة في العالم في كافة المجالات.

وأخيرًا فإن وصول المرأة الي هذه المكانة في العالم يوضح أنها تتمتع بعدد من الصفات الشخصية التي تؤهلها من إكمال دورها ببراعة ويسر، فهي قوية الشخصية، تتحمل المسئولية، قادرة علي إثبات نفسها في أعمالها التي تقوم بها، قادرة على إقامة علاقات اجتماعية متشعبة، قادرة على إنجاز المهام بفعالية ودقة وقادرة على إنجاز عدد من المهام في وقت واحد حيث إنها تتمتع بحسن إدارة وقتها بطريقة مثلى، هذا غير أنها تتمتع بالنزاهة والشفافية، لذا يجب انتباه العالم كله إلى أهمية دور المرأة وإنها عنصر هام لو لم يتم الاستفادة منه سوف يصبح قوة معطلة تصبح عائلًا على نصف المجتمع الآخر، فالارتقاء بالمرأة هو ازدهار بالعالم كله.

نجلاء باخوم: نائبة بمجلس النواب عن محافظة قنا