الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"اضطراب القمار" وراء قتل معلم الدقهلية لطالبه وتقطيعه إلى أجزاء

طالب الدقهلية المشطور
طالب الدقهلية المشطور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جريمة شغلت الرأي العام مؤخرا، ترجع تفاصيلها إلى محافظة الدقهلية حيث قتل مدرس فيزياء طالبا بالصف الأول الثانوي واستعان بنجار لتقطيع جسده إلى أجزاء بواسطة منشار، من أجل محاولة إخفاء معالم الجريمة من أجل فدية لتسديد ديونه من القمار مما أثار الرأي العام وتداول الجريمة رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع تفاصيل الجريمة.

وتحليلًا لهذه الجريمة، قال الدكتور وليد هندى استشاري الصحة النفسية إن البعض يعتقد بالخطأ أن الإدمان مجرد أن الإنسان يقبل على المخدرات بصورة اعتيادية وجبرية فقط وإنما الإدمان يعتمد على أشياء كثيرة أخطرها إدمان المقامرة والإدمان يصيب من ١ لـ ٣ فى المائة من البالغين وهذه نسبة ليست بقليلة.

واضطراب المقامرة يعنى رغبة المقامر الدائمة فى التشويق والإثارة والمراهنة وهذه رغبة لا يمكن السيطرة عليها والمقامر لديه رغبة دائمة فى أن يحصل على الأموال بأى شكل حتى وان ارتكب الجرائم، فالمقامر لغويا هو من يقمر أى الإيقاع بالآخرين وهو الميسر أى من ييسر الأمر ويجعله يسيرا، أو بمعنى أدق أى أمر يسير عنده بدون مشاكل قتل سرقة كذب خيانة لا يوجد لديه مشكلة ويلجأ دائما للمال السهر والحلول السهلة والخداع ويجد دائما لذة فى الأمر.

والمقامر لديه مكان دائما ما يذهب إليه وهذا المكان هو فى أغلب الأوقات تخرج منه جريمته وتجد هذا الأمر دائما فى الأدبيات وبعض الافلام التى نراها ونجد من هنا أن المقامر دائما ما ينتهى أمره بجريمة مثلما رأينا فى الجريمة التى هزت الرأى العام مؤخرا وهى قتل المعلم لتلميذه فقد تخلى هذا المعلم عن إنسانيته وقيمه وثوابته وعن مبادئ العلاقة المهنية وقام بقتله بدم بارد متبلد الاحساس منزوع الضمير، ليس لديه مشكلة أبدا فلديه مبدأ أسمى وهو القمار.

تابع "هندى" فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": فهذه الجريمة ذكرتني بتصنيف أرسطو للمقامر حيث صنفه من طبقة قطاع الطرق واللصوص، فالرومان أدمنوا القمار حتى أصبحت زوجاتهم وأطفالهم رهانا للعبة وعندما كان يخسرون الرهان يذهبون أسرى ولذلك انتشر الرق والعبودية لدى الرومان بسبب القمار، فالمعلم أراد الرهان على الطالب فبدأ الرهان بخطفه ومن ثم راهن على طلب الفدية وراهن على نجاح رهانه فالرهان والمقامرة هى أساس جريمتنا التى هزت مشاعر جموع المصريين.

وأضاف: فالمعلم والذى قتل تلميذه، عندما نرجع قليلا لتاريخ سنجده يلعب الرهانات على أموال فالرهان فى دمائه حتى أصبح الرهان على نفسه ومستقبله وحياته وهنا خسر الرهان وقام بجريمة وحشية فدائما تجده يلجأ للحلول السهلة وتجده عبدًا للرهان والمقامرة فهو مستعد أن يفعل كل شيء لإنجاح رهانه، فلديه محفز فى عقله مثل إدمان المخدرات وإدمان الكحوليات للفوز بالرهان تحت أى ظرف وفى أى وقت وفى حالة المعلم فقد تحول لقاتل من أجل الفوز بالرهان وسفك دماء بريئة.

وتابع: دعونا نتذكر أن المعلم قد خطف الطالب من أجل خسائره المالية وراهن بالخطف ولجأ للقتل عندما شعر أن الهدف المنشود لم يتحقق فأرد التهديد بالسلاح ولكنه قتله وأراد إخفاء الجريمة فقاده فكره المريض إلى تقطيع طالبه إلى أشلاء والاستعانة بشريك للجريمة وبالتالي فصل رأسه وقام بتقطيعه لكى يخفى جريمته ولكن ليس لأنه قاتل محترف ولكن من أجل إخفاء سره مع جريمته.

فالمقامر لديه مبدأ هو ملاحقة الخسائر أى يحاول استعادة المال الذى خسره بأي وسيلة مهما كانت فلذلك مستعد أن يضحى بأي شيء تلميذه أو زوجته أو أى شخص يحقق هدفه وهو استعادة المال الذى خسره لتسديد ديونه، فاضطراب المقامرة أساس هذه الجريمة، فاضطراب المقامرة حولته من معلم إلى مجرم عندما فكر فى اختطاف تلميذه لكى يحصل على فدية كبيرة من والد الطالب المتختطف وهو تاجر ميسور الحال ومن ثم تبع الاختطاف قتل الطالب ومن ثم تقطيعه أجزاء.

اختتم الدكتور وليد هندى بقوله: وتحليلى النفسى أيضا للمعلم، أن اضطراب المقامرة التى لديه فى أغلب الأوقات يكون مصاحب له قلق واكتئاب وثنائى القطب ووسواس قهرى، فصوت الوسواس شجعه على الاختطاف من أجل الأموال والقتل من أجل التخلص من التلميذ وتقطيعه لإخفاء جريمته، فالمقامر موجود لدينا ليس فى المعلم فقط ولكن فى فئات كثيرة نتعامل معها بشكل يومى وفى غفلة من الممكن أن يسلب أغلى ما لديك بدم بارد وبدون ضمير من أجل أهدافه مثلما فعل المعلم مع تلميذه.

طالب الدقهلية 

 

الدكتور وليد هندى