رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الذكرى الـ 766 لسقوط بغداد وانتهاء الخلافة العباسية

سقوط بغداد
سقوط بغداد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحل اليوم الذكرى الـ 766 لسقوط بغداد على أيدي المغول، وانتهاء حكم الخلافة العباسية، في 10 فبراير 1258م، على يد هولاكو خان، الذي حاصر المدينة لمدة 12 يومًا قبل أن يدمرها ويبيد معظم سكانها، حيث  شهد العالم الإسلامي حدثًا مأساويًا للغاية، حيث تمت غزوة بغداد من قبل الجيش المغولي بقيادة هولاكو خان، مما أدى إلى سقوط العاصمة العباسية ونهاية الخلافة العباسية التي استمرت لأكثر من خمسة قرون. تعتبر هذه الفترة من التاريخ نقطة تحول هامة ومظلمة في تاريخ العراق والعالم الإسلامي بأسره.

الحصار والسقوط

بدأت الأحداث المأساوية في بغداد عندما قاد هولاكو خان جيش المغول نحو المدينة، وواجه الخليفة العباسي المستعصم التحدي الهائل. رفض الخليفة الاستسلام وتحذيراته للمغول بأنهم سيرفعون غضب الرب السماوي لم تثنِ الغزاة عن غرضهم. تم فرض حصار مدمر على بغداد، ورغم المقاومة الشجاعة من جانب السكان المحليين والجيش العباسي، إلا أن القوة الهائلة للمغول والتكتيكات العسكرية الفتاكة ساهمت في سقوط المدينة بسرعة.

الدمار والنهب

خلف  سقوط بغداد  دمارًا هائلًا وتدميرًا شاملًا للمدينة ومقتل الكثير من سكانها، وذلك بعد حصار دام أسابيع على يد جيش المغول بقيادة هولاكو خان. الدمار الذي لحق ببغداد كان واسع النطاق وشمل كافة جوانب الحياة في المدينة.

أحد أبرز أوجه الدمار كان في المؤسسات الحكومية والثقافية، حيث تم تدمير بيت الحكمة الذي كان يضم آلاف الوثائق والمخطوطات الثقافية والعلمية. تم نهب وحرق المكتبات والمعاهد الدينية والعلمية، وتشتت الأعمال الفنية والثقافية التي كانت تمثل إرث الحضارة الإسلامية.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت المدينة مجازر بشعة حيث قتل الكثير من سكانها. تقديرات تشير إلى أن عدد القتلى وصل إلى العشرات من الآلاف، وربما تجاوز المئات من الآلاف. تم تشريد الناجين ونهب ممتلكاتهم، وقام المغول بعمليات نهب وتخريب واسعة النطاق في البنى التحتية والمساكن.

المساجد والمعابد والأماكن الدينية الأخرى لم تسلم من الدمار، حيث تم تدمير العديد منها وتشويهها بشكل شبه كامل. كما تعرضت الأحياء السكنية والأسواق التجارية للهجوم والنهب، مما أسفر عن تشريد السكان وتدمير بنيتهم التحتية.

بهذا الدمار الهائل، شهدت بغداد نهاية حضارة عظيمة وانهيارًا كبيرًا في بنيتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وكانت تلك الفترة من أصعب الفترات التي مرت بها المدينة في تاريخها.

سقوط الخلافة العباسية 

سقوط بغداد ونهاية الخلافة العباسية لم تكن مجرد حدث تاريخي عابر، بل كانت لها تأثير عميق على مسار العالم الإسلامي والثقافي والسياسي، واعقب سقوط بغداد انتهاء الخلافة العباسية في عام 1258 ميلادية  بعد قرون من الهيمنة والسيطرة على الخلافة الإسلامية، شهد العالم الإسلامي تحولًا جذريًا مع سقوط بغداد ودخول جيش المغول للمدينة. بنهاية الخلافة، تم تدمير المؤسسات الحكومية والثقافية العباسية وقتل الخليفة وعائلته، مما أسفر عن انقسام السلطة وانتشار الفوضى في العالم الإسلامي. كانت نهاية الخلافة العباسية علامة فارقة في تاريخ الإسلام، حيث أثرت على الهوية الإسلامية والسياسية والثقافية، وشكلت بداية فترة جديدة من الاضطرابات والصراعات في العالم الإسلامي.

 

سقوط بغداد وانتهاء الخلافة العباسية يظلان علامة حزن عميقة في تاريخ العالم الإسلامي. تذكيرنا بتلك الأحداث الصادمة يجعلنا ندرك أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي، والعمل على تجنب تكرار الأخطاء التاريخية التي قد تؤدي إلى نتائج وخيمة.